هل تكون المحكمة الدولية التي افتتحت أعمالها اليوم في لاهاي بداية النهاية لكابوس الإغتيال الذي عاشه اللبنانيون منذ إغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005؟ فبين إغتيال رفيق الحريري وافتتاح المحكمة الدولية اليوم، سقط 4 أعضاء في البرلمان، و3 مثقفين وناشطين (سمير قصير، وجبران التويني، وجورج حاوي)، والشهيدة الحيّة مي شدياق، ورئيس أركان الجيش اللبناني، والرائد وسام عيد..؟
وهل تكون هذه المحكمة الدولية بداية النهاية لعصر القتل المجّاني لـ”العرب”، كل العرب، في جميع بلدانهم؟ وهل تكون المحكمة الدولية بداية النهاية لعصر اللاقانون وشريعة الغاب، الذي فرضه تحالف العسكر والأحزاب الشمولية والتعصّب الديني على شعوب هذه المنطقة منذ “النكبة” في 1948؟
القَتَلة كانوا يأملون أن تكون نهاية عهد بوش هي نهاية مشاريع حقوق الإنسان في المنطقة العربية. اللبنانيون الذين احتلفوا اليوم، في 1 آذار، ببدء عمل المحكمة الدولية يأملون أن تكون هذه المحكمة بداية النهاية لـ”رخصة” القتل المجاني للشعوب!
*
(الصورة: رفيق الحريري في آخر لقطة له قبل دقائق من إغتياله. شيء ما في الصورة يوحي كأنه كان “يعرف” أن النهاية قريبة)
وطنية – رأى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، في مقابلة مع قناة “بي. بي. سي” باللغة الانكليزية، ان بدء عمل المحكمة الدولية “يؤكد ان المجتمع الدولي بدأ يدرك انه يجب تطبيق العدالة في لبنان ومعاقبة القتلة الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسائر شهداء انتفاضة الاستقلال”.
وقال انه على الرغم من “جميع التحولات السياسية في المنطقة، فان المحكمة بدأت عملها وكل التكهنات بعدم قيامها سقطت اخيرا”.
وفي ما يلي نص المقابلة:
سئل: هل تشعر ان افتتاح المحكمة الدولية في هولندا سيؤدي الى جلب منفذي عملية اغتيال والدك امام العدالة؟
اجاب: “اعتقد ذلك لاننا كنا ننتظر هذه المحكمة منذ فترة طويلة، ونرى ضوءا اخيرا على الاقل، بان العقاب سيجد طريقه وان كل عمليات القتل هذه ستتوقف.المشكلة في لبنان اننا عشنا 30 عاما من الاغتيالات ولم يكن احد يحاكم. اخيرا بدا المجتمع الدولي يدرك انه يجب تطبيق العدالة في لبنان”.
سئل: المدعي العام قال امام المحكمة اليوم، انه يتوقع ان يسلم لبنان الى المحكمة اربعة جنرالات مؤيدين لسوريا يشتبه بعلاقتهم في اغتيال والدك. هل تتوقع ان يتم ذلك؟
اجاب: “نعم اعتقد ذلك، لقد حاربنا كثيرا من اجل هذه المحكمة وواجهنا صعوبات كثيرة في لبنان لكي نتأكد من ان هذه المحكمة ستصبح واقعا، لذا سنكون آخر من يعترض على أي خطوة تريدها المحكمة”.
سئل: هل تعتقد ان الامر سيتوقف عند هذا الحد مع اربعة جنرالات مؤيدين لسوريا في لبنان، ام انك تستمر في الاعتقاد بان المحكمة ستصل في نهاية الامر الى دمشق؟
اجاب: “اعتقد ان المحكمة ستصل الى دمشق. اعتقد ان التحقيقات مستمرة وانه في نهاية الامر ومع الوقت سنتوصل الى الحقيقة. الامر لم يتوقف عند قتل رفيق الحريري بل قتلوا اربعة اعضاء من البرلمان الجديد. انهم مجرمون، اعتقدوا انهم كانوا يعرفون ما يقومون به، والطريقة الوحيدة لحماية ديمقراطيتنا اخيرا هي الإيمان بهذه المحكمة، وكما اعتقد كان المدعي العام واضحا، ان هذه المحكمة لن تخضع لاي اعتبارات سياسية لاي دولة، وهذا ما نعتبر انه مريح لنا. كما تعلم كان هناك تكهنات كثيرة حول ما اذا كانت هذه المحكمة ستبصر النور، لكن كل هذه التكهنات سقطت اخيرا. اصبح لدينا اليوم محكمة ومدعي عام وسنصل الى العدالة على ما آمل قريبا. نأمل ان نتوصل الى الحقيقة غدا. لكن مهما طال الوقت وتطلبت المحكمة ذلك، سوف ننتظر”.
سئل: هل انت مقتنع بان الظروف تغيرت في المنطقة وان هناك رغبة اكبر لدى دول مثل الولايات المتحدة وفرنسا بعدم معاداة سوريا؟
اجاب: نعم اقر بانها تغيرت في الشرق الاوسط، لكن اصبح لدينا محكمة، لم يكن لدينا مثل ذلك من قبل. نعم تغيرت على الرغم من ان البعض يعتقد، في سوريا او غيرها، ان هذا سيكون له تأثيرات سياسية كما حدث في العراق او المنطقة. لكن وعلى الرغم من جميع هذه التحولات في المنطقة نشأت المحكمة. المهم هو اننا حافظنا على مسيرتنا والمجتمع الدولي حافظ على مساره وأصبحت لدينا اخيرا المحكمة. لذلك اعتقد ان هناك كما كبيرا من التمنيات لدى اولئك الذين ارتكبوا هذه الاغتيالات. لقد شاهدنا ما حدث في محاكمة الرئيس السوداني عمر البشير، حيث انه مع الأوقات المتغيرة في الشرق الاوسط وإرادة الجميع بان يتوقف تغيير الانظمة، لكننا مع ذلك نشاهد البشير وهو يواجه هذه المشكلة. نجد ان هناك تحقيقا دوليا باغتيال بنازير بوتو تجريه الامم المتحدة. اعتقد ان ذلك كان نتيجة سقوط حجارة الدومينو. اعتقد ان العدالة ستتحقق في النهاية”.