لأن لبكركي مكانة كبيرة في قلوب اللبنانيين، كلّهم، فقد هالنا أن يصدر عن البطريركية كلام غير مألوف، وغير مستساغ، عن “الإعلام”! خصوصاً ان للبطريركية مواقف مشرّفة في الدفاع عن حرية الصحافة في لبنان، حتى في أعتم سنوات الإحتلال الأسدي.
وقد صدر عن بكركي يوم أمس كلام “نشاز” عن ” “السجال المتدني في الفترة الأخيرة”، وعن أن “الأمور تُسلَق في الإعلام”. وأيضاً كلام بأن “السجال في الإعلام لا يؤدي إلى نتيجة”! وهذه كله “سابقة” في تاريخ بكركي التي لا نذكر لها موقفاً واحداً ضد الإعلام في بلد يفاخر بحرّياته الإعلامية. خصوصاً أن هذه “السابقة” جاءت، بالصدفة، مع هجمات حكومية، وميليشياوية، ضد حرية الإعلام في لبنان.
كلام الناطق بلسان البطريركية يبدو، من سياق الكلام، أنه يتّصل بالسجال حول قضية “لاسا”، وما قيل عن عروض مالية رافقتها. و”الشفّاف” يؤكّد صحة معلوماته حول العرض المالي الذي تقدّم به حزب الله للبطريركية، ويؤكّد أن ذلك العرض أثار امتعاضاً داخل الكنيسة المارونية. الموضوع “سياسي”، ومن حقّ الإعلام تناوله، بكشف المعلومات للرأي العام، وبإبداء الرأي. وإلا، تحوّل “الإعلام” إلى إعلام “موجّه” على غرار ما هو حاصل عند جيراننا الأقربين.
“هفوة” الكلام الصادر بإسم بكركي نرجو أن تظل “هفوة”، وأن تظل بكركي تدافع عن حريات اللبنانيين، وعن حقّهم في “الكلام”! ولأن البطريرك الجديد ينوي أن يساهم في تقريب القيادات “السياسية”، وفي بلورة قانون إنتخاب جديد (وهذا عدا إبداء “رأي” في الثورات العربية..) فمن حقّ اللبنانيين عليها أن تتصرّف كـ”مواطن صالح” يتقبّل النقد ويحترم الرأي الآخر.
أخيراً، الهجوم على “الإعلام” وعلى “الصحفيين” ظل حتى الآن إحتكاراً للجنرال العوني الموتور. ويربأ اللبنانيون ببكركي أن تنزل إلى مستواه.
بيار عقل
*
غياض: بكركي تولي اشكال لاسا اهتمـــاما كبيــــرا
ضروري إبقاء اجتماعات القادة “الموارنة” بعيداً من الاعلام
المركزية- اكد مسؤول البروتوكول والاعلام في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض أن اشكال لاسا لا يزال يستأثر بحيز كبير من اهتمام بكركي، مشيرا الى ان مناشدة مجلس المطارنة الموارنة الاخيرة للدولة اللبنانية باتخاذ الاجراءات اللازمة لا يعني أن بكركي اعلنت انسحابها من هذا الموضوع.
وقال:” تم تكليف لجنة متخصصة لمتابعة القضية، وأعتقد ان لديها الوقت الكافي للقيام بما يجب، وهي بدأت علمها سواء لناحية الاجتماعات أم التحضيرات أم مباشرة العمل ميدانيا.
واشار الى ان الهم الأول لبكركي هو معالجة هذا اشكال بهدوء وروية بعيدا عن السياسة والتشنجات والمزايدات الاعلامية، لافتا الى ان اتصال رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان أمس الاول بالبطريرك الماروني كان الهدف منه التنسيق لمعالجة الأمور ومنع تفاقم ذيول الحادثة.
من جهة أخرى، دعا غياض الاعلام الى ضرورة وعي دقة المرحلة، وقال: “من الضروري ان تبقى اجتماعات القيادات المارونية بعيدة عن الاعلام منعا لحصول أي مزايدات أو خروقات من شأنها أن تزيد الانقسامات، لافتا الى ان البطريرك الماروني يحاول جاهدا جمع القيادات المارونية حول بعض الأمور الاساسية، وهدفه البقاء على مسافة واحدة من الجميع وان يُبقي الجميع في نظره في المستوى نفسه. وقال: “يبدو ان الأمور تسلق في الاعلام، وعدم توضيحها من قبلنا ليس تقصيرا، إنما بهدف انجاح مسعى البطريرك”.
وختم: “السجال المتدني في الفترة الأخيرة يؤثر سلبا على ما توصلنا اليه ويعرقل الأمور ويزيدها تعقيدا، وتاليا لا بد من تأكيد مقولة البطريرك الراعي ان السجال في الاعلام لا يؤدي الى نتيجة”.
إقرأ أيضاً:
انتقادات هامسة في الغرف المغلقة لا توفّر البطريرك
بطريرك الموارنة الجديد: تعييناته اصطدمت بـ”فيتو” فاتيكاني بعضه سياسي!
البطريرك وبوصلة مارونأكان في موضوع مواقف الراعي المحبّذة عن اقتناع أو عن حساب لرأس الكيان الأسدي، على ما يقترفه يومياً من جرائم ضد المدنيين، وعلى ما يقترفه وما اقترفه اسوة بابيه من جرائم ضد اللبنانيين ودولتهم ومؤسساتهم، أو في موضوع سائر اللاعبين الموارنة بالسياسة، الحدّ الفصل تحدده بوصلة مارون التاريخية : إدخال قيم الغرب إلى المشرق، من دولة القانون وسيادته إلى الحرّيات العامة وفي طليعتها حرية المعتقد. الحيد عن البوصلة يهمّش الحائد ولا يزحزح البوصلة. إنه يهمّش الحائد ضمن بيئته، إلى حدّ عزله فيها وعنها إن تمادى الحائد في حيده. وهذا ينطبق طبعاً أيضاً على البطريرك الراعي. ففي البوصلة الحق… قراءة المزيد ..
سابقة تاريخية: بكركي تهاجم الإعلام و”السجال المتدني في الآونة الأخيرة”!
المضحك اننا بلبنان نتفاخر بذكائنا وحنكتنا ومعرفتنا بكل شيء والمبكي اننا مازلنا نألله الأشخاص زعماء ورجال دين .والأجمل من كل هذا انهم جميعا كذابين ومرتهنيين الى دول وأحزاب وطوائف ويعملون لصالحهم دون استثناء.كأننو الراعي رح يجيب الرحمة لصفير وسليمان للحود وميقاتي للحريري يعني بالخلاصة كذا حنا كذا حنين…………