من بداية الثورة السورية، وسؤال الشبيحة المتكرّر بتجاهل العارف، مع كل كارثة يرتكبها النظام ويوغل فيها: معقوووول..؟ بمعنى غير ممكن، وماالفائدة..؟ وكأنهم يريدون نفي إجرامهم العتيد وجريمتهم المشهودة.
ضُرب السورييون بالرصاص، وشبيحة النظام في إعلامهم يعمهون: لايمكن لجيش أن يضرب شعبه بالرصاص حتى أن بثينة شعبان أكّدت أنها سمعت بنفسها بشار الأسد يحذّر وينهى عن مثل ذلك، وإذا قال بشار فالكل بأمره، كأنهم يريدون القول: معقووول؟ وماالفائدة؟
ثم، ضُرب السورييون وقصفوا بالطائرات والصواريخ ورُموا بالبراميل، ولكن شبيحة الأسد ودون ذرة من حياء، قالوا: لايمكن لجيشٍ أن يضرب بالطائرات شعبه.. وكأنهم يريدون القول: معقوول؟ وماهي الفائدة؟
ثمّ، ضربوا السوريين يكل أنواع الأسلحة التي يملكها النظام المجرم وشبيحته وأخيراً بالكيماوي، وخرج علينا الشبيحة دون أن يرفّ لهم جفن، يقولون: معقووول؟
وأخيراً، في رسالته إلى الكونغرس الأمريكي بتاريخ 4 أيلول/سبتمبر 2013 ، وبنفس النَّفَس التشبيحي الإجرامي، كتب جهاد اللحام رئيس مجلس شعب بشار الأسد إليهم متسائلاً: منطقياً، ما هي فائدة الحكومة السورية من ارتكاب هجوم كيماوي خلال زيارة لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في سوريا، على بعد أقل من 4 أميال من مقر اللجنة في فندق “فور سيزونز؟ وكأن اللحام يريد القول للأمريكان كما قال الذين سبقوه: معقول يسوّيها النظام، وماالفائدة ..؟ جوابنا الأكيد والمؤكد: طبعاً معقول وألف ألف معقول. لأنه لو كان الأسد وشبيحته يربطون كل جريمة لهم بالمنطق والفائدة، لما ارتكبوا كل هالجرائم والموبقات التي تؤهلهم ليقفوا في ساحات المحاكم الدولية يساقون إليها عتاولة إجرام، وإلا فماذا استفادوا من قتل السوريين وتدمير المدن وحرق المزروعات والحيوانات ورمي البراميل والخزّانات والحاويات وقطع الكونكريت الكبيرة بواسطة الهليوكبترات وضرب مئات صواريخ السكود إن كان في ذلك فائدة؟
أما تساؤلهم الأبلغ، والذي يريدون فيه حصر معارضيهم السوريين الثائرين في خانة الاتهام والتخوين: معقول لسوري يحب بلده ويحرص على أمنه وجيشه، يقبل أن يقصف هذا الجيش من قبل قوة خارجية مشكوك بحرصها علينا ومتهمة بتآمرها ومؤامراتها؟
ياأيها الناس..!! المنطق والمعقول يقتضي عدم القبول، ولكن عندما يكون حاكم هالبلد واحداً من عتاولة الإجرام والمجرمين ممن لايعقل إلا أن يكون على رأس مافيا، يدمّر المدن والبلدات والأرياف بالطائرات والمدفعية والصورايخ والبراميل والخزّانات والحاويات والراجمات قرابة ثلاثين شهراً ومازال يضرب، ويقتل مئات الألوف من الناس، ويشرد الملايين، ويحتاس دراويش شعبه ومعتّريه وعامتهم في كبح إجرامه وتوحشه، لما يملكه من أدوات الإجرام والدمار، ويخرج من دائرة المعقولية والإنسانية والآدمية، فيصبح الأمر الأشد عقلانية ومنطقية ووطنية وإنسانية، بل يصبح أمراً واجباً للجم هذا الإجرام المتوحش، ووضعه في قفص العدالة الدولية. إذا كان الإجرام هو جوهر النظام الأسدي وروحه أباً وابناً، وسلوكه لعشرات من السنين، عبثاً بآدمية السوريين واستخفافاً بإنسانيتهم وتوحشاً في مواجهتهم، ومعادلته السلطوية،الأسد أو حرق البلد، أحكمكم أو أقتلكم، فيصبح سؤال شبيحة النظام ومواليه وأنصاره ومؤيديه عن المنطق والمعقول ضرباً من العبث وهم موغلون في القتل والمجازر.
cbc@hotmailme.com