لماذا لم يتم الافراج عن الممثل اللبناني المظلوم “زياد عيتاني” بعد ثيوت براءته من التهم الملفقة التي تورطت فيها الرئيسة السابقة لـ”مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية”، المقدم سوزان الحاج، واحد المقرصنين المحترفين على شبكة الانترنيت ويدعى “ايلي غبش”؟
معلومات تشير الى ان عيتاني تعرض لانواع تعذيب متعددة، اين منها ممارسات جمهوريات الموز، واجهزة القمع السورية! وان آثار التعذيب المفرط ما زالت بادية على جسده ووجهه، وهذا ما يحول دون الافراج عنه.. في انتظار ان تندمل جروحه، وتخف آثار التعذيب، حتى يتم اخلاء سبيله! وهذا، خصوصا بعد ثبوت براءته، ما يعني أن التعذيب المفرط لا مبرر له ويشكل فضيحة للاجهزة الامنية اللبنانية التي تناوبت على التحقيق مع عيتاني بتهمة التعامل مع اسرائيل ودفعه للإقرار بالتهم المنسوبة اليه زورا تحت التعذيب!
وكان “جهاز امن الدولة” اوقف عيتاني في منزل المخرج يحيى جابر حيث كان يجري التمارين على المسرحية الجديدة التي كان مقررا إطلاقها بعد اسبوعين من توقيفه. وتم التوقيف بتهمة التآمر مع ما قيل إنها “ضابط في الموساد الاسرائيلي وتدعى كوليت”، عملت على تجنيده في لقاءات متعددة أجراها معها عيتاني في تركيا، وتقيم في السويد. ومن التهم التي تم الصاقها بعيتاني، الإعداد لاغتيال وزير الداخلية نهاد المشنوق، والوزير السابق عبد الرحيم مراد، والعمل على “التطبيع الثقافي” مع اسرائيل! وتسابقت وسائل الاعلام اللبنانية على نشر ما سمته “تسريبات” من التحقيق مع عيتاني، ما اساء الى سمعة الممثل الشاب، في حين أعلن “جهاز امن الدولة” اللبناني عزمَه عقد مؤتمر صحفي للإعلان عن الوثائق والادلة التي تدين عيتاني، إضافة الى اعترافاته الموثقة وإقراره بالتهم المنسوبة اليه!
الا ان اسبابا حالت دون عقد هذا المؤتمر الصحفي، وتم الغاؤه لاحقا، وأحيل عيتاني موقوفا الى قاضي التحقيق من دون ان يسمح لاحد بمشاهدته او حتى توكيل محام للدفاع عنه.
وتشير معلومات الى ان الرئيس سعد الحريري سعى لاكثر من شهر ونصف لنقل ملف عيتاني والتحقيقات التي اجريت معه الى شعبة المعلومات لتعيد التحقيق مع عيتاني لتبيان الخيط الابيض من الاسود.
وفور تسلم شعبة المعلومات ملف عيتاني عملت على التحقق من كل الرسائل الالكترونية والبيانات الالكترونية التي استخدمت لادانة عيتاني، ليتبين انه صاردة عن حساب مقرصن، وان هناك تلفيقاً للتهم الموجهة الى عيتاني، فعمدت شعبة المعلومات الى توقيف المقرصن ايلي غبش، الذي اعترف بما نسب اليه من تلفيق ملف للممثل عيتاني، مضيفا ان واقعة التلفيق تمت يبناء على طلب المقدم سوزان الحاج، للانتقام من عيتاني، على خلفية زعمها ان عيتاني، نشر “سكرين شوت” (أي صورة شاشة)، لـ”لايك”، وضعته الحاج على بوست للمخرج شربل خليل يسخر فيها من قرار ولي العهد السعودي بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.
موافقة الحاج على بوست شربل خليل تسببت في إقصائها من منصبها كرئيسة لمكتب جرائم المعلوماتية، فقررت الانتقام من عيتاني من خلال تلفيق تعامل مع اسرائيل بمعاونة المقرصن “ايلي غبش”، الذي قيل إنه أقر بتلفيق العديد من الملفات “بناءً على طلب الحاج”، حسب زعمه.
المفارقة المثيرة للسخرية ان الاجهزة الامنية لم تكلف نفسها عناء التحقق من هوية العيتاني المطلوب الانتقام منه!
إذ أن زياد عيتاني الذي أعاد نشر “لايك” المقدم الحاج لبوست شربل خليل ليس هو نفسه الممثل زياد عيتاني، بل الصحافي زياد عيتاني، صاحب موقع “أيوب برس”، وكأن عيتاني لم يكفه شر تلفيق الملفات، فوقع أيضا ضحية تشابه الاسماء.
*
إقرأ أيضاً:
سناء الجاك: بين زيادَين وزيادَين