إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
اعتبرت الصين في 1958 البعوض والذباب والفئران والعصافير عدوة للشعب، الذي قام، على مدى 3 سنوات، بقتل ما يقرب من مليار عصفور، و1.5 مليار جرذ، وجمع 100 مليون كلغ من الذباب، و11 مليون كلغ من البعوض!
تسببت إبادة العصافير في كارثة بيئية مروعة، نتيجة وقوع خلل كبير في التوازن، فزادت بشكل هائل أعداد الجراد والحشرات، التي كانت تأكلها العصافير، ونتج عن ذلك تدمير المحاصيل، فحدثت المجاعة بين 1959 ــ 1961، وكانت الأكبر في تاريخ البشرية، حيث فقد 55 مليون صيني حياتهم بسببها، ولأسباب أخرى.
بعدها مباشرة أوقفت الصين حربها على العصافير، لا بل اشترت كميات ضخمة منها من الاتحاد السوفيتي لإعادة توطينها.
***
كما أخطأت الصين خطيئة أكبر وأكثر خطورة، بتبني سياسة «الطفل الواحد» للأسرة، مع رفع سن الزواج والإنجاب. فقد نتج عن ذلك انتشار عمليات إجهاض وقتل البنات، بلغت عشرات الملايين، بسبب رغبة الأغلبية بطفل ذكر، وكانت النتيجة حدوث اختلال كبير في أعداد الجنسين.
ومع عام 2015 تبينت المخاطر وسمح بإنجاب 3 أطفال كحد أقصى، ولكن بعد حدوث خلل سكاني هائل، مع تنامي رغبة الكثيرين في عدم الزواج، أو الإنجاب أو حتى عدم القدرة على ذلك، وستكون لذلك في العقود المقبلة تداعيات اقتصادية وأمنية هائلة، فستصبح الصين مثل الدول المتقدمة الأخرى، دول كبار السن، مع ندرة القوى العاملة الأصغر سناً، مع نسبة ذكورة مرتفعة، ونسبة متقاعدين عالية قد تبلغ 450 مليون متقاعد، مع نهاية هذا العقد!
من جانب آخر، أعلن أن عدد سكان الهند سيبلغ بعد شهرين 1.4286 مليار نسمة، وسيكون أعلى قليلاً من عدد سكان الصين. ويذكر أن الهند لم تتبع أية سياسات قهرية لتخفيض أعداد السكان، بل سعت حكوماتها لتشجيع الهجرة، وإيجاد فرص عمل لأكبر عدد، والتوسع صناعياً بشكل هائل.
الخلاصة: التلاعب في موازين الطبيعة يجر الكوارث دائماً!
a.alsarraf@alqabas.com.kw