وجدي ضاهر الشفاف – خاص
هل بدأ التململ العراقي من الممارسات الايرانية بالخروج الى العلن، وعلى يد رجال الدين اولا، بعد ان اظهر القادة في العراق ارتهانهم للقيادة الايرانية الزمنية منها والدينية، او في افضل الاحوال عدم قدرتهم على الوقوف في وجه المطامع الايرانية في بلادهم؟
او ألم يضطلع النجف بدور ريادي في انتفاضة ثورة العشرين على الاستعمار؟
لعل الحفاوة التي أظهرها بعض الزعماء العراقيين، والمبالغ فيها في بعض في بعض جوانبها، لدى استقبالهم رئيس مصلحة تشخيص النظام الايراني هاشمي رفسنجاني، لم تعكس حقيقة مستوى التذمر الشعبي من الزيارة شكلا ومضمونا. خصوصا وان العراقيين لم ينسوا ان رفسنجاني هو احد ابرز امراء الحرب الايرانيين، وهو المسؤول عن إطالة امد الحرب العراقية الايرانية، وانه عمل على التآمر لازاحة السيد منتظري عندما اعد الأخير مشروعا لانهاء الحرب مع العراق.
ففي العاصمة العراقية بغداد، اغلقت السلطات اكثر من 40% من الشوارع وتعطلت حركة السير فيها في ساعات الصباح الاولى حيث لم يستطع طلاب جامعة بغداد الوصول الى مقاعد دراستهم كما تاخر وصول الموظفين لساعات الى اماكن عملهم. وما زاد في الاستياء اغلاق احياء بكاملها لدى مرور اسطول حماية رفسنجاني. ففي حي الكاظمية حيث مرقد الامام موسى الكاظم (الامام السابع لدى المسلمين الشيعة) والذي اراد الشيخ رفسنجاني زيارته والصلاة في مرقده عند ساعات الصباح الاولى، أدت الزيارة تلقائيا الى اغلاق الجسور والشوارع ما بين مقر اقامة رفسنجاني في حي الجاذرية ومرقد الامام في الكاظمية.
وعندما اراد الشيخ الانتقال الى الكاظمية، التي وصلها صباحا ليقوم بشعائر الزيارة، قام مدير مكتبه بالاتصال بمكتب آية الله السيد حسين اسماعيل الصدر الذي يشرف على الحضرة الكاظمية وابلغه ان الشيخ يرغب بزيارة المقام وبلقاء اية الله الصدر، فرحب مساعد الصدر بالزائر وابلغه ان السيد بانتظاره في بيته بعد ان يتم شعائر الزيارة.
فما كان من رفسنجاني إلا أن طلب من السيد ان يلتقيه داخل المرقد اولا، ثم ينتقلان معا الى منزل السيد الصدر المجاور للحضرة.
رفض اية الله السيد حسين اسماغيل الصدر طلب رفسنجاني، واعتبره مخالفا لاعراف كبار زوار المقام. وقالت مصادر مطلعة ومواكبة لزيارة رفسنجاني ان السيد الصدر اعتبر أن طلب رفسجاني ملاقاته في الصحن اولا ما هو إلا محاولة اخرى من رفسنجاني لاظهار استعلائه على العراقيين اثناء وجوده في بغداد.
رفسنجاني الذي عاد خائبا من الكاظم لم يجرؤ بعد ان رده طلبه السيد الصدر على القيام باي شيء يثير الجدل. ففي النجف، استقبله فيه الامام السيستاني كواحد من زوار المقام الذين يحصلون على شرف لقاء السيد السيستاني والسماع الى عظة من عظاته القصيرة التي تقتصر على الامور الدينية والاجتماعية بعيدا عن السياسة.
الامام السيستاني رفض مباشرة وعلنا دعوة رفسنجاني لزيارة ايران، لقطع الطريق على جميع التكهنات والمزايدات ولرفع الحرج الذي سببه رفسنجاني والذي قد تستغله اجهزة اعلامية تابعة لطهران من خلال تسريب اخبار وتحليلات بأن السيد قبل ووعد بتلبية الدعوة قريبا. وتاليا يقع الامام السيستاني في المحظور، وهو الذي رفض كل الدعوات التي وصلته في السابق.
حركة الامام السيستاني وآية الله الصدر تعكسان مزاجا عراقيا شعبيا واسعا يضاف اليه موقف طبقة مثقفة واجتماعية مهمة، بدأت معالم استيائها من التصرفات الايرانية بالخروج الى العلن. كما بدأ تململ هذه القئة من الناس يظهر تجاه القادة العراقيين الذين يتصرفون بكثير من الضعف والخنوع امام الايرانيين، وخصوصا ما تسرب عن تصرفات رفسنجاني اثناء لقاءاته مع كبار القادة العراقيين، حيت حرص رفستجاني على ابراز دور الراعي والرعية وكأنه امام اناس قاصرين يتصرف معهم بخفة واستعلاء.
رفسنجاني في بغداد: السيستاني رفض دعوته لزيارة ايران وآية الله الصدر امتنع عن استقبالهأشعر بعدم انسجام المقال مع الواقع. فالسيستاني معروف بأنه رفض الجنسية العراقية كمكافأة على خدماته لبريمر والديمقراطية حين افتى بجنهم لمن لا يشارك بالأنتخابات. وقد حضر السيستاني للسفارة الأيرانية للأدلاء بصوته حين جرت الانتخابات في ايران. فكيف يلعب دور السيد امام رفسنجاني في النجف؟ هل يظنّ كاتب المقال أن السيستاني يعبّر عن تذمر الشعب العراقي من الهيمنة الأيرانية؟ ما هذا الهراء؟ فالمعروف أن اقرب رجالات العراق لأيران هو المجلس الأسلامي الاعلي بقيادة عبد العزيز الحكيم. واقرب رجل دين للحكيم هو السيستاني. فكيف يعبر السيستاني عن تذمر الشعب… قراءة المزيد ..