إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
السيد إسماعيل هنية
الدوحة قطر
بعد التحية
آخر مرة شاهدتك في فيديو قصير كان يوم 7 أكتوبر 2023 عندما كنت تسجد أمام تلفزيون “الجزيرة” وكان يعرض فيديو الهجوم الخاطف الذي قامت به “حماس” صباح ذلك اليوم. وكان يسجد وراءك عدد من الرجال وكلهم كانوا يبدون في صحة ممتازة. ولم أستطع التأكد عما إذا كان التليفزيون متوجها ناحية القبلة أم لا؟ ولكن هذا لا يهم فيما يبدو، حيث إنها كانت سجدة شكر ذكرتني بالسجدة الذي يقوم بها اللاعب المصري العالمي محمد صلاح عندما يسجل هدفا. *
وأود بمناسبة هذا “النصر العظيم” يوم 7 أكتوبر أن تهدي سلامي للسيد خالد مشعل والذي لا أدري إن كان في قطر أم في تركيا، ولكنه بالقطع لم يكن في غزة، لأن القائد عندما يكون بعيدا عن المعركة ربما يشاهد الموقف بشكل أوضح وأسلم أيضا.
وأرجو أيضا أن تطمئني عن أولادك سواء في قطر أم في تركيا، أرجو أن يكونوا بخير ولديهم كهرباء ومياه وأكل كاف في بيوتهم وبنزين في سياراتهم، وأن يكونوا في أفضل صحة وسلام. وأنا متأكد بأن قلوبهم تتقطع من الأسى والحزن على آلاف الضحايا من أهل غزة وأنا متأكد أنهم من صميم قلوبهم كانوا يتمنون أن يكونوا في خط النار مع مقاتلي “حماس” لكي يكتب لهم الله إما النصر أو الشهادة.
وأنا لدي عدة أسئلة:
أولا: في هذا الهجوم الذي تم تخطيطه وتنفيذه على أعلى مستوى من الدقة والحرفية، هل كان من الضروري قتل وخطف الأطفال والنساء والشيوخ؟ لقد كنا دائما نهاجم إسرائيل بأنها لا تفرق بين قتل الأطفال أو الشيوخ أو النساء، وأن في هذا بربرية وتعتبر في مستوى جرائم الحرب.
ثانيا: هل كنت تتوقع هذا الرد العنيف من إسرائيل (والذي تم استئنافه اليوم) والذي لم يفرق بين مقاتل من حماس، أو طفل، أو شيخ، أو امرأة؟ هل تستطيع استعادة آلاف القتلى الذين راحوا نتيجة الرد العنيف؟ أم أنك تستطيع أن تصبر أهاليهم بأنهم “شهداء عند ربهم يرزقون“؟ ألم تتعلم من “حسن نصر الله” عندما ندم على “النصر الإلهي” عام 2006 بعدما شاهد التدمير العنيف الذي أحدثته إسرائيل في لبنان ردا على فقد عدد بسيط من القتلى والأسرى الإسرائيليين لم يتعد عدد أصابع البد الواحدة؟
ثالثا: من يا ترى سوف يكون مسؤولا عن تمويل إعادة بناء غزة؟ هل تستطيع قطر التي تحتضنك، أم إيران التي تساندك، تمويل مليارات الدولارات لإعادة بناء غزة؟
رابعا: لماذا وافقت على هدنة أربعة أيام فقط (امتدت إلى سبعة أيام) مقابل الإفراج عن نصف الرهائن الإسرائيليين تقريبا. إن هؤلاء الرهائن كانوا الورقة الرابحة الوحيدة في يدك (رغم اعتراضي التام على خطف الأطفال والنساء والشيوخ واستخدامهم رهائن)، وما هي قيمة هدنة لأربعة أو سبعة أيام تبدأ بعدها ماكينة القتل الإسرائيلية مرة أخرى.
خامسا: لست أدري ماذا حقق “نصر 7 أكتوبر العظيم“: هل تم تحرير شبر واحد من فلسطين “فلسطين من النهر إلى البحر“؟ هل تم إجبار إسرائيل على الاستسلام والاعتراف بالدولة الفلسطينية؟ هل تم إنهاء حصار أهل غزة من البر والبحر والجو أم زادت الطين بلة؟
سادسا: ما هي خطط حماس المستقبلية؟ هل تعتقد أن إسرائيل سوف تسمح لحماس بالبقاء؟ هل سوف تسعى حماس للاعتراف بإسرائيل أم سوف تستمر للمطالبة بفلسطين من “النهر إلى البحر“؟
سابعا: ماذا ستفعل لو قامت إسرائيل باحتلال غزة لمدة غير محددة؟
أرجو المعذرة عن كل هذه الأسئلة التي أتمنى ألا تقلق نومك الهادئ بالقرب من “قاعدة العديد” الأمريكية أو “قاعدة السيلية” الأمريكية في قطر.
*(نسيت أن أذكر بأن اللاعب المصري محمد صلاح منذ أكثر من سنتين سجد بعد أن سجل هدفين لصالح فريقه ليفربول في مرمى فريق أستون فيلا، ولكن انتهت المباراة بالفوز على ليفربول بسبعة أهداف مقابل هدفين في واحدة من أسوأ الهزائم التي تلقاها فريق ليفربول في تاريخه)
“العبرة دائما بالخواتيم“
والسلام على من أتبع الهدى.
سامي البحيري
هذا هو الكلام الصحيح