رسالة 14
عدد – 38 –
21 أياّر 2010
حولَ عناوين محلية وإقليمية ملحّة
في الانتخابات البلدية في صيدا والجنوب:
لا نقول جديدا إذا أكدنا على حماوة المعركة الانتخابية البلدية في صيدا.
لأنها معركة سياسية ذات أبعاد عدة أبرزها تثبيت نتائج 2009 وتكريس “الإنمحاء” لحيثية أسامة سعد ولتأكيد انتماء “بوابة الجنوب” لـ14 آذار عبر “تيار المستقبل”.
ولأن الجانب المتضرر – أي أسامة سعد – يغرق المدينة في إشكالات أمنية الغرض منها الترهيب.. وربما التعطيل.
أما أبرز ما لفت اليوم، فهو الوضع في “الجنوب الشيعي”.. كما عبر عنه الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله في خطابه الموجه إلى الجنوبيين.
“يعترف” نصر الله في خطابه بأن “الثنائية الشيعية” تواجه تعقيدات ومشكلات في العديد من القرى والبلدات.
وصولاً إلى الاعتراف – شبه المباشر – بأن المعارك البلدية لم تمر بلا أثر على قواعد الحزب.. فدعا الأعضاء والمناصرين إلى “الالتزام”.
وهو إذ قال إن الانتخابات البلدية ليست استفتاء على المقاومة “لأننا لسنا بحاجة إلى استفتاء” كما قال، فإنه يعترف بأن جعل الانتخابات استفتاء في مثل الظروف الراهنة مستحيل ونتائجه ستكون سلبية.
لكنه كان واضحاً في محاولته الاستنهاض تحت عنوان أن نتائج الانتخابات يجب أن تؤكد “حفظ بيئة المقاومة”.
كما كان واضحاً في مطالبته ببذل الجهود لنجاح لوائح “الثنائية” معترفاً “بأننا نواجه صعوبات في عدد قليل من البلدات”. وكان واضحاً في دعوته إلى الانسحابات لمصلحة لوائح “الثنائية”.
وهو إذ أشار إلى أنه لا يتحدث عن “تكليف شرعي”، فقد لامس في محاولته شد العصب حدود “التكليف الشرعي”.
باختصار، إن خطاب نصرالله تعبير عن أزمة حقيقية مع الناس بمناسبة الانتخابات البلدية.
ولم يخفِ أنه كان مع تأجيل هذه الانتخابات .. ولعله بسبب ما يحصل من جبل لبنان إلى البقاع إلى الجنوب لم يكن يريد الانتخابات أصلاً.
مع ملاحظة أنه بمعنى من المعاني، وإذ اضطر إلى مخاطبة الجنوبيين في مناسبة لم تكن تقتضي أن يخطب بنفسه (افتتاح متحف!)، أراد “التعبئة”.. وربما “التكشير” في وجه “الغليان الشيعي” أو “التمرد الشيعي” إذا جاز التعبير.
في جانب آخر عن “حزب الله””
نلفت إلى الاستنفار الذي أعلنه الحزب اليوم على لسان مسؤول منطقة الجنوب فيه نبيل قاووق في وجه المناورات الإسرائيلية قبالة الحدود اللبنانية والتي تبدأ بعد غد الأحد.
وقال إن “الحزب أطلق اليوم تدريبات للآلاف من عناصره في الجنوب”.
وإذا كنا لا نضيف جديداً إذا قلنا إن “حزب الله” يتصرف بـ”سيادة” على أرض الجنوب ويخالف القرار 1701.
فإن ما لفت في تصريح قاووق قوله إن “آلاف المقاتلين لن يدلوا بأصواتهم في الانتخابات البلدية الأحد لأنهم يستعدون منذ الآن لأي طارئ” (!).
على أن الرسالة تلفت إلى مقال للصحافي قاسم قصير المقرب من “حزب الله”.. وإيران في صفحة “قضايا النهار” الصادرة اليوم، فيه معطيات معظمها منسّب إلى مسؤولين في الحزب.
حيث يتحدث قيادي عن “فساد مرتبط بتراجع الدور المقاوم” ويتحدث قيادي آخر عن “تشكيلات تنظيمية جديدة”، فيما يكتب قصير عن مصالح تتم إدارتها من رجال أعمال، وعن إمكانات مادية مفسدة، وعن مظاهر إثراء من سيارات وشقق وفيلات.. وعن تراجع الالتزام الديني والأخلاقي، وعن تراجع الجانب الثقافي في الحزب.
أي كلام نربطه بالفقرة التي تناولنا فيها خطاب نصر الله، ونربطه برسالة سابقة عن “القلق الشيعي” و”الحراك الشيعي.
وفي مجال آخرنلفت إلى الإعلان رسمياً من جانب حزب الله عن استقبال نصر الله مصطفى حمدان أمس وعلي الحاج اليوم.
فهل للأمر علاقة بمسائل المحكمة الدولية؟.
في أحد الجوانب الإقليمية:
توافرت معلومات ديبلوماسية تؤكد أن الولايات المتحدة جادة في مبادرتها السلمية برعاية المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية غير المباشرة.
كمرحلة أساسية نحو إحياء العملية السلمية الإقليمية ككل.
غير أن المعلومات نفسها تحذر من أن فشل هذه المحاولة قد يدفع واشنطن إلى الانسحاب من مسعاها.
وهذا ما يمكن تبينه (الفشل أو النجاح) في غضون الشهور الثلاثة المقبلة.
وعندئذ، أي في حالة الانسحاب الأميركي، يصبح خطر الحرب الإقليمية داهماً وراجحاً.
والحديث هنا، المنقول عن “مستوى عال” عربي، يؤشر ربما إلى عدم إمتثال إسرائيل لمقتضيات المبادرة الأميركية.
أي إن تحركاً عربياً داعماً للمسعى الأميركي ينبغي أن يحصل.
وقد تصبح “الصورة” أوضح في ضوء التطورات على خط الأزمة الدولية – الإيرانية في الأسابيع القليلة المقبلة.
حيث برز في الساعات الماضية تشدد أميركي لافت، رصدت صحف اليوم خوفاً إيرانياً منه (العقوبات القاسية).
تشدد مصحوب بتفاؤل أميركي بأن في إمكان هذا التشدد أن يُرضخ إيران .. و”الممانعة”.
مع ملاحظة بلا تعليق في انتظار المعطيات تتعلق بإعلان “الوطن” السعودية عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إلى المملكة.
رسالة 14 (عدد 38): خطاب نصرالله تكشير في وجه “التمرد الشيعي” فاروق عيتاني — farouk_itani@live.com لفتني في حديث نصرالله تكراره لفظة بيئة المقاومة و يقصد بها الثنائي الشيعي, فهل ادرك نصر الله ان جميع اللبنانيين لم يعودوا بيئة المقاومة؟ و لماذا قصر نصر الله بيئة المقاومة على الشيعة خصوصا؟ هل كشف نصر الله في ذلك ان مشروع المقاومة عنده هو مشروع مذهبي مربوط خارج الكيان اللبناني؟ في الواقع هذا هو الواقع. والسؤال ماذا على بقية اللبنانيين ان يفعلوا؟ لو كان الثنائي خارج لبنان لكان تجاهل ذلك امر حيوي، اما ان يكون مشروع المقاومة داخل لبنان وبيئته بيئة مذهبية تسير ضمن… قراءة المزيد ..
رسالة 14 (عدد 38): خطاب نصرالله تكشير في وجه “التمرد الشيعي” لفتني في حديث نصرالله تكراره لفظة بيئة المقاومة و يقصد بها الثنائي الشيعي, فهل ادرك نصر الله ان جميع اللبنانيين لم يعودوا بيئة المقاومة؟ و لماذا قصر نصر الله بيئة المقاومة على الشيعة خصوصا؟ هل كشف نصر الله في ذلك ان مشروع المقاومة عنده هو مشروع مذهبي مربوط خارج الكيان اللبناني؟ في الواقع هذا هو الواقع. و السؤال ماذا على بقية اللبنانيين ان يفعلوا؟لو كان الثنائي خارج لبنان لكان تجاهل ذلك امر حيوي ، اما ان يكون مشروع المقاومة داخل لبنان و بيئته بيئة مذهبية تسير ضمن اهداف غير… قراءة المزيد ..