الشّيخ سلمان بن صليبي آل مصالحة،
حاكم إمارة “من جهة أخرى” الافتراضيّة،
يردّ على
الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم إمارة “دبيّ” الحقيقيّة
ذكرت وسائل الإعلام أنّ حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد نظم ونشر قصيدة بعنوان “رسالة الأمّة إلى القمّة”… يرثي فيها حال الأمة التي وصفها بأمة “الشجب والتنديد”، ومتسائلاً عن احلام الوحدة وما مضغناه حتى ملت الخطب. كما ذكرت وسائل الإعلام خبرًا في غاية الأهميّة على مصير الأمّة، والخبر يقول إنّ “هذه هي القصيدة الثانية للشيخ محمد بن راشد ال مكتوم في يومين، بعد قصيدة صدرت له يوم امس يحتفل فيها بابنته حصة التي تزوجت من الشيخ سعيد بن دلموك بن جمعة آل مكتوم…”.
وقد ورد في مطلع قصيدة “رسالة الأمّة إلى القمّة” للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ما يلي:
ما يَصنَعُ الشّعرُ فينا أيُّها العَرَبُ – ما دامَ قدْ ماتَ في أرواحنا الغَضَبُ
وأينَ مِنَّا يدُ التَّاريخ توقظُنا – فرُبَّما القومُ ناموا بعدما تَعِبوا
وأيُّ سيفٍ نضوناهُ لِنَكبتنا – حتى ولوْ كانَ سيفاً أصلُهُ لُعَبُ
أنظر تتمّة القصيدة، كما نشرت في إيلاف
وبعد أن قرأ الشيخ سلمان القصيدة العصماء لم يجد بُدًّا من معارضتها في هذه النّقيضة. ولمّا كان الكلام موجّهًا من عربيّ إلى عربيّ فقد آلى على نفسه أن تأتي قصيدته على ذات البحر وذات الرّويّ، وشاء أن يسمها بعنوان “رسالة القمّة إلى القاع”، فهي أولى بالتّفكّر فيها، وأجدى إليها بالاستماع:
ــــــــــــ
رسالة القمّة إلى القاع
سَأَلْتَ عَنْ أُمَّةٍ تُفْتِي وَتَحْتَجِبُ – ما يَصْنَعُ الشّعْرُ فِي عُرْبٍ إذَا انْتَسَبُوا
فَاسْمَعْ جَوَابًا أَتَى مِنْ قَحْفِ نَكْبَتِنَا – إنْ كُنْتَ تَفْقَهُ مَا جاءَتْ بِهِ الكُتُبُ
لا زِلْتَ تَحْلُمُ فِي سَيْفٍ وَفِي فَرَسٍ – فِي عَالَمِ العَقْلِ يَقْضِي أَمْرَهُ النُّجُبُ
مِـمَّنْ تَنَكَّبَ ظَهْرَ العِلْمِ يَرْكَبُهُ – لا ظَهْرَ مُدْلِـجَـةٍ أَخْنَى بِهَا الجَرَبُ
لا زِلْتَ تُنْشِدُ قَوْلاً عَاثَ فِي أُمَـمٍ – مُذْ أُرْضِعَتْهُ مَعَ الأَطْفَالِ تَنْتَحِبُ
“أَدْمَى فُؤادَكَ ما يَجْرِي بِساحَتِنَا”؟ – كَذَا تَقُولُ، وَبَعْضُ القَوْلِ يُحْتَسَبُ
لا بَأْسَ، أَضْحَكْتَنَا فِي يَوْمِ مُنْتَحَبٍ – لا فُضَّ فُوكَ، فَقَدْ أَضْحَكْتَ مَنْ نُكِبُوا
مَاذَا فَعَلْتَ لِكَيْ تَأْتِي بِمَهْزَلَةٍ – غَيْرَ الكَلامِ وَأَنْتَ الحاكِمُ الذَّرِبُ
يَا أُمَّةَ الشِّعْرِ وَالتّهْديدِ مَا صَنَعَتْ – فِينَا تَفَاعِيلُ منْ سَادُوا وَمَنْ خَطَبُوا
مَا إنْ تَـحِلَّ عَلَى العُرْبَانِ مَقْتَلَةٌ – حَتَّى تَرَاهُمْ كَمَا القُطْعانِ قَدْ رَكِبُوا
مَراكِبَ الشِّعْرِ، مِنْ حُلْوٍ وَمِنْ حَمِضٍ – يُنَافِحُونَ بِهِ عَنْ مَوْطِنٍ نَهَبُوا
هذَا يَنُوحُ عَلَى رَسْمٍ يُسائِلُهُ – وَذَا يُفَتِّشُ عَنْ مَوْتٍ لَهُ نَسَبُ
لَوْ كَانَ مِنْ جُمْرُكٍ يُقْضَى عَلَى كَلِمٍ – لَـمَا تَنَطَّحَ كَبْشُ القَوْمِ يَعْتَتِبُ
بِئْسَ الَّذِينَ عَلَى التّنْوَاحِ قَدْ جُبِلُوا – نَاحُوا عَلانِيَةً، فِي سِرِّهِمْ كَذَبُوا
يَا أُمَّةً غَرِقَتْ فِي الشِّعْرِ مُذْ وُلِدَتْ – وَلَيْسَ مِنْ مُنْقِذٍ فِي البَحْرِ يَرْتَقِبُ
عَزَّ الكَلامُ، وَخَيْرُ القَوْلِ خَاتِمُهُ – لا يَنْفَعُ القَوْلُ فِي مَنْ عَقْلُهُ يَبَبُ
***
والعقل وليّ التوفيق!
* القدس