خالد، طرحي مباشر وسهل، لست ضد السلاح ان كانت هناك دولة قادرة على استعادة الأراضي المحتلة بالقوة، لكن لا توجد اي دولة وموازين القوى تؤكد على المزيد من الهزائم.
في سبعين سنة لم تحقق الحروب، او العمليات الانتحارية الكثيرة انتصاراً.
إسرائيل متفوقة عسكريا وتساندها قوة عظمى.
هل تطلب من السعودية او مصر او الجزائر ان تحارب إسرائيل؟
هذا ما فعله الأردنيون عندما ساروا وراء عبدالناصر وخسروا نصف بلدهم؟ والسوريون فعلوها وخسروا الجولان وطبريا. وسار عبدالناصر نفسه وراء الشارع وبدل من ان يحرر فلسطين خسر سيناء، وهي اكبر ثلاث مرات مساحة من اسرائيل؟
عبدالناصر بعدها اصبح يستقبل روجرز، وزير خارجية أميركا، على امل الحصول على اتفاق يقايض به الارض مقابل السلام.
يا اخي هناك حدود للقوة وحدود للمغامرات.
مصر استردت كل أراضيها في مفاوضات كامب ديفيد. عرفات رجع من تونس مع ١٢٠ الف فلسطيني واسترد جزءا من الضفة وكل غزة في اتفاق أوسلو.
الأردن استعاد وادي عربة في اتفاقه.
لبنان بالمفاوضات، بعد فشل السلاح، تقاسم المربع البترولي والحدود مع اسرائيل.
اسرائيل، وهي دولة احتلال غاشمة، ليس كرماً بل لانها تدرك ان مصالحها العليا، الامنية والاقتصادية، تكمن في التوافقات.
لماذا لا تقدم اسرائيل خطط سلام؟ لانها المحتل، المتوقع هو العكس.
وعن السلام ضيع الطرفان الكثير من الفرص، الملك فهد قدم مبادرة في فاس وهاجمه عرب اليسار حينها، واضطر لسحبها. الملك عبدالله قدم مشروعه ورفضته اسرائيل. ايهود باراك مع كلينتون تبنيا مشروعا في عام ٢٠٠٠ يكمل أوسلو بدولة عاصمتها القدس الشرقية. شنت حماس عمليات قتل كبيرة وأفسدته، نفس المشروع الذي قالت حماس لاحقا مستعدة للقبول به لو وضع على الطاولة من جديد!
الحقيقة، حماس ونتنياهو اشتركا في تخريب عمليات السلام، كلما طرح مشروع قامت حماس والممانعون بتدميره، وانت الآن تشهد عملية ٧ اكتوبر جرت لإ فشال المشروع الموعود الجديد، حل الدولتين، وعبر نصرالله عن سعادته قبل ايام معلنا انه قد قضي عليه!
يا اخ خالد، إذا وجدت دولة عربية مستعدة لقتال اسرائيل واستعادة الأراضي المحتلة، او بعضها، نرحب بها ونحييها، لكن، وانت تدرك ذلك، لا توجد. لانها تعرف النتيجة مسبقا…
تطالب بالضغط على أميركا؟ كيف؟ بيانات كلامية؟ او قطع النفط؟ السعودية اكبر مصدر لا تصدر لها سوى 300 الف برميل بترول يوميا، كمية هزيلة، بسهولة تستعيض عنها أميركا من كندا والمكسيك. اميركا اليوم دولة مصدرة للنفط بخلاف ما كانت عليه 1973! البلد الوحيد الذي ربما نستطيع الضغط عليه هو الصين فقط، لانها الزبون الذي يشتري اكثر من ٣ مليون برميل يوميا من الخليج، لكن الصين في صفنا!
تطالب الدول المطبعة في اتفاقيات ثنائية ان تتخلى عنها وتقطع علاقاتها؟ اي انه في كل مرة تقرر ايران فتح معركة مع اسرائيل، على مصر او الاردن او لبنان ان تنقض اتفاقاتها وتغامر بخسارة اراضيها، او حتى الإمارات مقابل صفر مكسب، فقط لارضاء بعض النقاد الذين هم أصلاً ضد هذه الحكومات، ويتحينون الفرصة لاضعاف الدول العربية التي على خلاف معها؟
مللنا من التنظير وشبعنا من البطولات الكلامية، هاتوا حلولا عملية تعيد للفلسطينيين ارضهم او بعضها وربما حينها نجد ارضية نتفق عليها
كلام منطقي وعقلاني في قضية ليس لها أي منطق وأي عقلانية.