ويكلي ستاندرد
في عام 2006 وأثناء وصول الاحتلال الأمريكي للعراق إلى مستوى في غاية الانحطاط ، أصدرت “مجموعة دراسة العراق” الحاصلة على تفويض من الكونغرس الأمريكي تقريراً كانت الفرضية الرئيسية المثيرة للجدل التي يدور حولها تتحدث عن أن “جميع القضايا الرئيسية في المنطقة مترابطة بشكل معقد”. ووفقاً لذلك، وفي سبيل وقف التدهور في العراق “وتحقيق الأهداف [الأمريكية]” في الشرق الأوسط، اقترح التقرير بأنه سيتعين على الولايات المتحدة التوصل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي.
وبعد مضي سبع سنوات، وفي وقت أصبحت فيه فكرة ربط العراق بعملية السلام العربي الإسرائيلي غير ذات صلة، يبدو أن مفهوم الترابط يعود ثانية إلى الساحة – لكن هذه المرة في سياق إيران والحرب في سوريا. فخلال زيارة قمت بها مؤخراً إلى لبنان، كان التخوف الذي سمعته مراراً وتكراراً هو أنه لو رضخت طهران ووقعت اتفاقاً نووياً، فربما تكون إدارة أوباما مستعدة للاعتراف بالمصالح الإيرانية في سوريا وإسقاط مطلبها بضرورة تنحي بشار الأسد.
إن محاولة ربط الملف النووي الإيراني بطريقة ما بمحادثات وقف إطلاق النار في سوريا كانت تمثل مصدر قلق كبير للعديد من الشرق أوسطيين الذين تحدثت معهم. ولسبب وجيه – فإن ربط الجهود الدولية للحد من البرنامج النووي الإيراني من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في سوريا سيكون أمراً غير حكيم.
ويقيناً إن إيران وسوريا مرتبطتان بقوة. فعلى مدار ما يزيد على ثلاثة عقود، كان النظام العلوي في دمشق والثيوقراطية الشيعية في طهران حليفان استراتيجيان. واليوم أصبحت إيران الداعم الرئيسي لنظام الأسد، حيث توفر الأسلحة والمساعدة التقنية والقوات التي مكنت الأسد من قتال الثوار.
لكن إيران لا تستطيع أن تكون مشاركاً مفيداً في سوريا. وبغض النظر عما إذا كان اتفاق “الخطوة الأولى” الإطاري النووي مع إيران سوف يتحول إلى اتفاق كامل أم لا، ترى طهران أن بقاء نظام صديق في دمشق يشكل أولوية بالنسبة لها. فسوريا هي بوابة النفوذ الإيراني في بلدان المشرق العربي. وإذا ما تمت الإطاحة بالأسد يرجح أن يحل محله نظام سني معادٍ لإيران يقطع خط الإمدادات الرئيسي بين طهران وميليشيا «حزب الله» الشيعية التابعة لها في لبنان.
ولا توجد مؤشرات رسمية حتى اليوم على أن البيت الأبيض غيّر موقفه بشأن سوريا. وفي الواقع أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كان قد أعلن مرة أخرى في الشهر الماضي فقط أن الولايات المتحدة “ترى أن الأسد فقد أي شرعية لحكم سوريا ويجب عليه الرحيل”.
ومع ذلك، لم تعد التصريحات القوية للإدارة الأمريكية بشأن سوريا توحي بالثقة في المنطقة. فالتراجع عن الرد العسكري الأمريكي لهجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية في 21 آب/أغسطس، والتحفظ – رغم التأكيدات العلنية – عن تزويد الأسلحة للمعارضة السورية، والتقارير واسعة الانتشار بأن الإدارة الأمريكية تمد «حزب الله» معلومات استخباراتية لحماية المنظمة من الهجمات، ومشهد المصالحة المزعومة بين الولايات المتحدة وطهران، أحدثت جميعها تأثيراً سلبياً على مصداقية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
واليوم على سبيل المثال، يزداد إيمان المسلمين السنة في لبنان وفي أماكن أخرى في جميع أنحاء المنطقة الذين يدعمون الثورة في سوريا، بأن إدارة أوباما لم تعد ملتزمة بإسقاط نظام الأسد. والأسوأ من ذلك أنه في ضوء الصبغة الإسلامية المهيمنة للمعارضة العسكرية السورية، فإن الكثيرين في المنطقة ينتابهم الشك حالياً من أن أمريكا تفضل الشيطان الذي تعرفه في دمشق على البديل غير المعروف وربما يكون منتسباً لـ تنظيم «القاعدة».
وفي غضون ذلك، هناك مؤشرات أولية على أن المعارضة الغربية التي كانت متحدة من قبل لأي دور دبلوماسي إيراني في الأزمة السورية بدأت تضعف وتتضاءل. على سبيل المثال، دافع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن ضم إيران إلى مؤتمر السلام الوشيك “جنيف 2” بشأن سوريا. وبالمثل، ألمح وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى أن طهران تستطيع أن تلعب “دوراً مثمراً” في المفاوضات – وأرسل دبلوماسياً إلى إيران لمناقشة مسألة التعاون. وحتى أن التقارير قد أفادت بأن الإدارة الأمريكية تنظر منذ فترة في كيفية إقامة شراكة مع إيران لإنهاء الحرب في سوريا.
وبالطبع، تكمن المشكلة في أن إيران لن تلعب دوراً مثمراً في جنيف. وبدلاً من ذلك، فإن ضمها سوف يضيف – إلى جانب روسيا – مقعداً آخر على مائدة المفاوضات يكون موالياً للأسد، وسوف يمكّن طهران من استغلال تعاونها في المسألة النووية لتأمين نتيجة أكثر دعماً لحلفائها في دمشق. وفي الوقت ذاته فإن اتفاق “الخطوة الأولى” النووي يمنح طهران – التي تواجه أزمة سيولة نقدية – 7 مليارات دولارات إضافية يمكن استغلالها لتقديم المزيد من المساعدات لنظام الأسد الذي يواجه معارك طاحنة.
ولمدة عام على الأقل، رأى السنة سياسة واشنطن تجاه سوريا على أنها منبثقة عن السياسة الأمريكية تجاه إيران. وقد تأكد هذا الفهم مؤخراً عند وقف الهجوم على منشآت الأسلحة الكيماوية السورية، وهو أمر يعود سببه على ما يبدو إلى أن أوباما لم يرغب في القضاء على احتمالات التوصل إلى اتفاق نووي.
واليوم فإن السنة في الشرق الأوسط قلقون من أنه إذا ما تم ربط القضية النووية الإيرانية بالأزمة السورية فإن ذلك سيمثل عودة إلى عام 1991 – عندما تم التنازل ضمنياً عن لبنان لصالح سوريا في مقابل مشاركة الرئيس السوري في ذلك الحين حافظ الأسد في حرب الخليج الأولى. وفي هذه الحالة، سيتم تسليم سوريا إلى إيران.
مما لا شك فيه، أن هناك استعدادا مسبقا لنظريات المؤامرة في المنطقة؛ لكن في ضوء سياسة الإدارة الأمريكية المراوغة بشأن سوريا، هناك احتمال أنه لو وجدت إيران نفسها على المائدة في جنيف، فإنه قد يتم تقديم سوريا ولبنان كوجبة رئيسية.
ديفيد شينكر هو زميل أوفزين و مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن.
كارثة بانتظار المنطقةمن الواضح أن الشاذ أوباما (الشاذ بطريقة تفكيره) قد قرر اعطاء سوريا ولبنان هدية الى ايران. المشكلة أن السعودية قد استفاقت للوضع الكارثي في سوريا بعد ما يزيد عن سنتين من استفحال الكارثة الانسانية والأخلاقية والجيوسياسية والاستراتيجية للمنطقة وللسعودية. الكارثة أنه على سنة سوريا المعتدلين, والذين يريدون دولة ديمقراطية, كما كانت سوريا بعيد الاستقلال, على سنة سوريا أن يقاتلون الى جانب النظام الأسدي, شيعة لبنان وشيعة العراق وشيعة ايران واليمن وباكستان وأفغانستان والمرتزقة الروس والاوكرانيين, والطيارين الجزائريين الذين ارسلهم بوتفليقة للقتال مع الاحتلال الأسدي, ومؤخرا شاهدنا صورا لقتلى مصريين يقاتلون مع بشار. اضافة الى كل ما سبق على… قراءة المزيد ..