أثار موقف الوزراء الذين هم في خانة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان من التصويت في مجلس الوزراء على الموقف الذي يجب على لبنان ان يتـّبعه في مجلس الامن الدولي بشأن العقوبات على إيران إستغراب واستهجان العديد من الاوساط اللبنانية والعربية والدولية.
فقد اقترع الوزراء الخمسة لصالح تصويت لبنان ضد القرار الدولي بالعقوبات ما جعل التصويت مناصفة بين وزراء الاقلية والاكثرية حيث ادى انحياز وزراء الرئيس سليمان الى تكريس المناصفة بحيث صوت اربع عشرة وزيرا لصالح امتناع لبنان عن التصويت في حين صوت اربع عشرة وزيرا لصالح تصويت لبنان ضد قانون العقوبات على إيران.
المعلومات اشارت الى ان وزراء اللقاء الديمقراطي الذي يرأسه النائب وليد جنبلاط صوتوا مع الاكثرية النيابية بضروورة امتناع لبنان عن التصويت في حين ان وزراء الرئيس ايدوا موقف قوى الثامن من آذار على اعتبار ان هؤلاء يمثلون شريحة واسعة من اللبنانيين وان شبكة المصالح التي تربط لبنان بايران كبيرة ويجب مراعاتها.
اوساط قوى الرابع عشر من آذار استغربت الموقف الرئاسي معتبرة ان هذا الموقف يعرض لبنان للإنكشاف دوليا وعربيا خصوصا وان الرئيس سليمان انتخب على قاعدة انه رئيس توافقي وعند اول استحقاق في مجلس الوزراء بالتصويت انحاز الى جانب المعارضة؟!
وتضيف اوساط قوى الرابع عشر من آذار انه كان بامكان وزراء الرئيس الامتناع عن التصويت داخل مجلس الوزراء مما يبقي على روحية اتفاق الدوحة التي جعلت من الوزراء الخمسة فوق الانقسام السياسي في البلاد، إضافة الى أن لبنان في مجلس الامن يمثل المصالح العربية وليس مصلحته الداخلية وان الدول العربية التي تشاور معها لبنان في إطار جامعة الدول العربية تمنت على الجانب اللبناني الامتناع عن التصويت في اصعب الاحوال، علما ان العديد من بين هذه الدول كان يفضل ان يصوت لبنان على قرار العقوبات خصوصا ان لايران اكثر من علاقة تصادمية مع غير دولة عربية، بدءا من اليمن الى الامارات العربية المتحدة وعُمان والبحرين وسائر دول الخليج العربي مرورا بالعراق ولبنان ومصر والمغرب.
ومن جهة ثانية، فإن تصويت لبنان مع القرار او ضده لم يكن ليغير اي شيئاً في النتيجة. ولكن ايضا للبنان شبكة مصالح متشعبة مع الغرب والولايات المتحدة، كان الاجدر بالرئيس سليمان ان يراعيها هي الاخرى قبل ان يوعز لوزرائه بالتصويت لصالح قوى الثامن من آذار.
وعادت اوساط قوى الرابع عشر من آذار بالذاكرة الى اسابيع عدة الى الوراء، حيث تبنى الرئيس سليمان مقولة حزب الله بثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة” وانه سيحمي المقاومة برموش عينيه لتشير الى الانحياز الواضح للرئيس مخالفا بذلك اتفاق الدوحة الذي اوصله الى كرسي الرئاسة بعد ممانعة قوى الثامن من آذار!
رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع كان لفت نظر الرئيس سليمان حينها الى ان هذا الموقف مثير للجدل وان هناك من اللبنانيين من يعترضون على الثلاثية، وان هذا الامر لم يحسم على طاولة الحوار بعد فقامت الدنيا ولم تقعد.
قوى الرابع عشر من آذار اعتبرت ان الرئيس سليمان بموقفه هذا بدا وكأنه يريد أخذ لبنان الى مواجهة مع المجتمع الدولي والدول العربية ما عدا سوريا التي اتهمتها هذه القوى بالإيعاز للرئيس سليمان بضرورة تبني هذا الموقف لغايات واهداف تستخدمها سوريا من ضمن اوراقها من اجل الإمساك اكثر فأكثر بالورقة اللبنانية بعد ان بدأت باقي الاوراق تسحب من يدها خصوصا الفلسطينية منها الى يبدو ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اصبح قاب قوسين او ادنى من وضع يده عليها.
واضافت الاوساط ان المندوب الايراني في مجلس الامن عانق مندوب لبنان واحتضنه بعد التصويت مشيرة الى ان الرئيس ولو صوت مع الامتناع لما كان سيتغير اي شيء!
وفي سياق متصل اشارت المعلومات الى ان رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري انقذ ماء الوجه اللبناني حين اوعز لمندوب لبنان في مجلس الامن السفير نواف سلام بالامتناع عن التصويت علما ان التوصيت في مجلس الوزراء لم يكن حاسما في هذا الشأن.