بيروت (رويترز) – قال نشطاء ومقاتلون ان القوات الموالية للرئيس السوري بشار الاسد استعادت السيطرة على حي بوسط مدينة حمص يوم الخميس وفصلت بين جيبين منعزلين للمعارضة المسلحة في ثالث كبرى المدن السورية.
وتبدو استعادة حي وادي السايح -الذي يربط بين معقل المعارضة المحاصر في الخالدية بالمدينة القديمة التي تسيطر عليها المعارضة- جزءا من سلسلة من الهجمات المضادة المركزة تمثل تحولا عن سياسة القصف العشوائي التي شهدها الصراع على مدى عامين.
وحمص هي الممر الذي يربط بين دمشق -مركز حكم الاسد- ومعقل الاقلية العلوية التي ينتمي إليها على ساحل البحر المتوسط. وكانت حمص مركزا للانتفاضة في بداياتها ضد حكم الاسد.
وبعد المكاسب الاخيرة التي حققتها في المناطق المحيطة بحمص قال نشطاء ان قوات الاسد حاصرت بلدتي البيضا والمقرب على الطريق إلى مدينة بانياس الساحلية يوم الخميس في أحدث مرحلة في حملة لتأمين الطريق.
وسيطرت قوات الاسد ايضا على بلدة القيسا شرقي دمشق في إطار زحفها نحو الشمال من المطار على الطرف الجنوبي الشرقي وهو ما يخلق محورا للسيطرة يقطع محاولات الدخول إلى المدينة من الشرق كما يقطع خطوط الامداد بالسلاح عبر الحدود الاردنية.
ووجه عدد من النشطاء في المنطقة نداء الى قوات المعارضة اليائسة للعمل معا والا واجهت الهزيمة.
وقال النشطاء في ندائهم “ما لم تتوحدوا تحت راية واحدة فإن قوات النظام السوري ستطاردكم كتيبة تلو الأخرى.”
وفقد الاسد السيطرة على معظم انحاء شمال وشرق سوريا في القتال الذي تقول الامم المتحدة انه أسفر عن مقتل 70 الف شخص وتقاتل قواته المعارضة المسلحة في معظم المدن. لكنه يقول ان قواته ما زالت تسيطر على الموقف.
ونجا رئيس الوزراء السوري يوم الاثنين من محاولة اغتيال عندما انفجرت قنبلة في موكبه مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص. وظهر الرئيس بعد يومين من التفجير وهو يتفقد محطة للكهرباء ويقول ان أحدا لن يجبره على الاختباء.
وقال ان التحدي الذي يواجه السوريين هو الاختباء في ذعر او مواصلة حياتهم بلا خوف مؤكدا ان الشعب السوري لن يخاف.
وفي حمص قال مقاتل معارض لرويترز عبر موقع سكايب على الانترنت ان القوات الموالية للأسد من جيش الدفاع الوطني شبه العسكري تحقق مكاسب.
وقال “تمكنوا من السيطرة على أجزاء من وادي السايح والمنطقة المحاصرة مقسمة الآن.”
وقبل المضي قدما فجر المقاتلون بنايات.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ان عملية استعادة السيطرة على وادي السايح نسقتها قوات من ايران وحزب الله اللبناني وكلاهما حليف للأسد.
وقال المقاتل المعارض في حمص ان المعارضة المسلحة أسرت رجالا قيل انهم تلقوا تدريبا في ايران وان المعارضة سمعت ايضا مقاتلين يتحدثون بلهجة لبنانية في محادثات لاسلكية جرى رصدها.
ونفى كل من ايران وحزب الله إرسال قوات إلى سوريا للقتال إلى جانب الاسد لكن الامين العام للحزب حسن نصر الله كان اكثر صراحة في الحديث عن وجود رجال الحزب في سوريا حيث يقول انه يدافع عن التجمعات اللبنانية والشيعية من هجمات مقاتلي المعارضة السُنية.
وفي محافظة بانياس الساحلية قال نشطاء وسكان ان قوات الاسد تحاصر بلدتي البيضا والمقرب وتقصفهما بالمورتر.
وقال سكان محليون في الجانبين ان الاشتباكات ما زالت مستمرة. وقال المرصد ان ستة على الأقل من الجنود ومقاتلين من الميليشيات الموالية للأسد قتلوا وان 20 أُصيبوا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد ان روايات بعض الشهود تفيد بوقوع عمليات إعدام لسكان بعضهم أطلق عليه الرصاص وبعضهم تعرض للطعن بالسكاكين على أيدي قوات الأسد والمسلحين الموالين له.
وقال ان الصواريخ تسقط على مشارف مدينة بانياس نفسها ويمكن رؤية الدخان يتصاعد من المنطقة.