سورية منحتْه اللجوء السياسي وعصابة إرهابية خطفته وهرّبته إلى لبنان
بعد يومين من إصدار القضاء اللبناني مذكرة توقيف وجاهية بحق نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، بجرم إخفاء معلومات في قضية تغييب الامام موسى الصدر، طالب القضاء السوري بيروت أمس، باسترداد هنيبعل القذافي، بحجة انه خُطف من سورية، حيث كان يقيم بصورة مشروعة بناء على «لجوء سياسي».
وجاء الطلب السوري عبر رسالتيْن من وزارة العدل في دمشق، حملتا توقيع كل من النائب العام السوري القاضي خلف حسين الغزاوي، والمحامي العام الاول في دمشق أحمد السيد، موجّهتين الى المدّعي العام التمييزي في لبنان (القاضي سمير حمود) تضمّنتا اشارة «الى قيام عصابة إرهابية مسلحة بخطف المدعو هنيبعل معمّر القذافي وتهريبه بصورة غير مشروعة الى لبنان، علماً ان لديه اقامة مشروعة في سورية اثر حصوله على الحق في اللجوء السياسي»، راجية «العمل على تسليمه الى السلطات السورية».
وحتى اولى ساعات بعد ظهر أمس، لم تكن النيابة العامة التمييزية في لبنان تلقّت الرسالتين، اللتين وُجّهتا، اول من امس، عبر الخارجية السورية، الى السفارة في بيروت، ومنها الى الخارجية اللبنانية فوزارة العدل. علماً ان مصادر مطلعة ترى ان «الجانب اللبناني الرسمي يواجه حرجاً، لجهة التعاطي المباشر مع النظام السوري حول هذه القضية، في ظل التجاذب الداخلي حيال الموقف منه»، لافتة في الوقت نفسه الى ان «دمشق تعتبر ان خطف شخص حاصل على اللجوء السياسي لديها من على أراضيها ونقله الى لبنان أمر لا يمكن غضّ النظر عنه».
وترى المصادر نفسها ان «لبنان، الذي تسلّم القذافي من خاطفيه المجهولين الذين تركوه في نقطة معيّنة في منطقة البقاع، يتعاطى بدوره معه على انه (كنز ثمين) يملك معلومات عن الإمام الصدر»، الذي كان اختفى خلال زيارة رسمية إلى ليبيا مع رفيقيه محمد يعقوب وعباس بدر الدين، عام 1978، وتتهم بيروت نظام «العقيد» بالمسؤولية عن إخفائه.
وكان هنيبعل، المتزوّج من اللبنانية ألين سكاف، والملاحَق من الإنتربول الدولي، أبلغ خلال استجوابه امام القضاء اللبناني انه لا يرغب في تسليمه الى سلطات بلاده (لم تطلب استرداده) التي يمكث في سجونها شقيقه سيف الإسلام (سلّمته النيجر الى طرابلس) لخشيته من معاملة مماثلة لتلك التي يلقاها أخوه.
وكشفت تقارير في بيروت، ان «هنيبعل يملك فيضاً من المعلومات التي أدلى ببعضها في ملف الإمام الصدر، وأبرزها ان القذافي الاب هو المسؤول بشكل مباشر عن الخطف»، مشيراً الى أنّ «شقيقيه سيف الاسلام والمعتصم بالله كانا على علم كامل بتفاصيل القضية»، ليبقى سيف الاسلام (بعد مقتل المعتصم بالله) الشخص الاكثر دراية بما جرى يوم الخطف وبعده، الى جانب مدير الاستخبارات الليبي السابق عبدالله السنوسي الموقوف في ليبيا أيضاً.
والأكيد، وفق أقوال هنيبعل، ان الامام الصدر لم يغادر ليبيا على الإطلاق الى روما – كما زعم النظام السابق – بل ثمة شخص (قيل ان هنيبعل سمّاه) انتحل صفته ودخل بجواز سفره الى العاصمة الايطالية، وسط تقارير تحدثت عن ارتباك لدى هنيبعل في الإجابة عن الأسئلة حول مصير الامام الصدر واذا كان مازال على قيد الحياة وأين.
إقرأ أيضاً:
هذه حقيقة محتوى “الأيباد” الخاص بهنيبعل القذافي وهكذا حصلت عليه