عدت وحلمت. لا أدري ما الذي حصل لي. عندما كنت صغيرة (يعني مو صغيرة أوي)، كنت أحلم برشدي أباظة وفاتن حمامة، وأقوم صباحا سعيدة وقلبي يزقزق، وأذهب لمدرستي متقمصة شخصية سعاد حسني. أما الآن وقد مرت السنين (كمان مش أوي)، أصبحت أحلامي سياسية. صدقوني..لا أدري ما هي هذه المصيبة التي وقعت بها. يوما أحلم أني رئيسة دولة، ويوما أني معارضة منفية في الواق واق، ويوما سجينة رأي في أقبية مظلمة. كل صباح أصحو من نومي وأنا أرتجف إلى أن أعي أني كنت في حلم، فاحمد ربي أني أنا مازلت أنا بشحمي ولحمي مجرد (لا أحد) ولم أتحول خلال الليل إلى رقم في سجلات المخابرات.
آخر حلم حلمته كان أني أصبحت نائبا في مجلس الأمة، والعياذ بالله. طبعا أنتم ستقولون نائبة..أو (نايبة) باللغة المحكية، لكن لعلمكم فقط، فالمرأة في مجلس الأمة تسمى نائب وليس نائبة. فالنائب هو من ينوب والنائبة معناها المصيبة. (الرجاء التركيز على هذه النقطة إلى نهاية المقال).
مشكلتي أني كنت نائب ضائع. فبعد أن جلست في قاعة عبد الله السالم وتوسدت الكرسي الأخضر،واستلمت الجواز الدبلوماسي، وقبضت الراتب، و(تلحفت) بالحصانة البرلمانية، وعينت (الخمسمية ألف) سكرتير واستلمت السيارة الفارهة، أردت أن أحدد توجهي.. فلم أجده. أردت أن أحدد أولياتي.. فلم أعرفها.أردت أن أحدد ولائي.. فلم أستقر…
لذا.. اتخذت منهجا أثبت فاعليته في المجالس السابقة: أخذت أصرخ وأولول وأهدد على الطالع والنازل (قيل لي أن هذا الأسلوب يخيف البرلمان والحكومة معا). يعني كلما فتح أحدا موضوع ليناقشه في مجلس الأمة اعترضت وصرخت، حتى وإن لم أفهم أي كلمة من الموضوع. كلما قام وزير بعملية إعادة ترتيب لوزارته أقمت المجلس على رأسه. كلما تقدمت الحكومة باقتراح قانون قمت بالتهديد باستجوابها. يمرض مواطن اهدد باستجواب وزير الصحة، يسرق بنغالي أهدد باستجواب وزير الداخلية، يقع طفل في الروضة اهدد باستجواب وزيرة التربية، لا أجد مقعدا خاليا على أي طيارة مغادرة إلى أي بلد في عطلة العيد، اهدد باستجواب وزير المواصلات..وهكذا.. أمشي وأستجوب. هم قالوا لي أن هذا معنى الحراك السياسي..فأحببت أن أحرك الوضع.
طال الحلم، وصدق حسي السياسي وصرت نائبا مهما، وراحت الصحف والمجلات تتسابق لإجراء مقابلات معي وتنقل كل حركاتي وهمساتي، وأصبحت صوري متداولة في الصحف حتى أكثر من نانسي عجرم (بزات نفسها). المشكلة أنني صدقت نفسي وأصبحت أتصرف بنفس الطريقة اجتماعيا. فأصرخ في صديقة، وأهدد قريبة و(ألعن سلسفيل) أي أحد يتجرأ ويناقشني في أي موضوع.
إلى أن وصل الأمر إلى بيت الزوجية. أخذ زوجي ينتبه للتغيرات التي طرأت على مزاجي وتصرفاتي منذ أن أصبحت نائبا للأمة، وفي يوم من الأيام وكنت في عز خناقة معتبرة معه حول اعتراضه على وجبة غداء مكونة من بيض مقلي وسلطة (كوني مو فاضية اطبخ له) ، انتفضت وصرخت وهددته باستجواب ثقيل يهدم البيت على رأسه. فجأة.. سمعت صوتا يصرخ:” روووحي وإنت…..!!” فصحوت من الحلم مذعورة وأنا احلف ألف “التوبة”.
لكن منذ ذلك الكابوس، ظل سؤال يؤرقني..، كم نائبا من نوابنا الأفاضل يجب أن يسمى (نائبة) وكيف سيكون شكل البرلمان والحياة السياسية وحال البلد لو استخدم الناخبون حقهم بورقة: “روح وأنت طالق” من الحياة البرلمانية .
dalaa@fasttelco.com
* كاتبة كويتية
“نون نيوز”
دلع المفتي “نائبة” في البرلمان الكويتي ..!
بسم الله الرحمن الرحيم
اتقدم بالشكر الجزيل للأخت / النائب دلع المفتي على هذا المقال فهذ يعتبر تنبأ ونتقدم بأحر التهاني لكم
اخيك / عبده محمد المفتي
733663821
اليمن
دلع المفتي “نائبة” في البرلمان الكويتي .. !
ضحكتيني ياستي انا كل مابحاول احلم بيدخل على الحلم واحد من الزعماء العرب بيخرب الحلم وبفيق مرعوب وعرقان العمى حتى بالأحلام كوابيس