“لا نرى حتى الآن أي تعديل جذري في سلوك النظام السوري”
هيل لـ”أخبارية المستقبل”: اللجنة العسكرية المشتركة شراكة طويلة الأمد
لبناء الجيش اللبناني من القاعدة صعوداً الى الأعلى
اعتبر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى دايفيد هيل “أن هناك طريقاً طويلاً جداً قبل الاستنتاج بأن النظام السوري غيّر سلوكه أو أجرى تعديلاً جذرياً في سلوكه ونحن لم نر أي تغيير أساسي بعد”، موضحاً “أن اللجنة العسكرية المشتركة هي شراكة طويلة الأمد لبناء مؤسسة الجيش اللبناني من القاعدة صعوداً الى الأعلى وهذا يأخذ وقتاً”.
وشدد على أن “للولايات المتحدة مصالح ثابتة في الشرق الأوسط ستبقى بمعزل عن من هو رئيس الولايات المتحدة”، مشيراً الى أن “المحكمة الدولية مهمة وأساسية ليس فقط بسبب استشهاد الرئيس رفيق الحريري المؤلم ولكن بسبب بقية الجرائم ونحن نوفر أقوى الدعم على المستوى التقني أكان لجهة التمويل أو المساعدات التقنية الأخرى، ولكن وبصراحة ولكي تأخذ العدالة مجراها ينبغي أن يُترك لهذا المسار أن يبني القضية”، ومؤكداً “أن المحكمة بالغة الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية”.
وقال هيل في حديث مع الزميل نديم قطيش في إطار برنامج “استوديو 24” في محطة “أخبار المستقبل” رداً على سؤال عن اللجنة العسكرية المشتركة لدعم التعاون العسكري بين البلدين: “اللجنة العسكرية المشتركة هي صيغة نستخدمها مع عدد قليل من أصدقائنا المقربين في الشرق الأوسط، علاقات دولة لدولة وجيشاً لجيش ودفاعاً لدفاع، إنها شراكة طويلة الأمد لبناء المؤسسات والتقريب بين الجيشين. إننا بصراحة نبدأ بجهد سيكون طويل الأمد لبناء مؤسسة الجيش اللبناني من الأساس صعوداً الى الأعلى بعد سنوات تعرضت فيه القوات المسلحة اللبنانية الى الإهمال والشح في التمويل والتدخل الأجنبي في شؤونها، وبعد عقدين من محاولة “سورنة” القوات المسلحة اللبنانية“.
هل يعني هذا أن إعادة البناء ستشمل عقيدة الجيش اللبناني؟.
ـ هذه أسئلة للقوى اللبنانية المسلحة أن تلعب دوراً قيادياً في الإجابة عنها، وكيف تريد أن ترسم اتجاهاتها في المستقبل، ولكننا نرغب في أن يكون هناك استشارات معمقة بخصوص هذا الأمر، وهذا هو الهدف من اللجنة العسكرية المشتركة. الناس دوماً تسأل لماذا لم نؤمن أسلحة ومعدات متطورة. لتبني جيشاً فأنت تبنيه من القاعدة صعوداً الى الأعلى، وهذا يأخذ وقتاً، وفي الحقيقة الكثير من المعدات والتجهيزات تحتاج الى تدريب أساسي ومركزي للجيش اللبناني لكي يتدرب عليها، الآن نحن ندخل مرحلة جديدة سنرى على ما أعتقد.
إذا بقيت عقيدة الجيش كما هي في هذه اللحظة، هل سيمنع هذا الولايات المتحدة من تقديم الأسلحة المتطورة والمناسبة التي يحتاجها الجيش اليه؟ هل اتفقتم على شيء كهذا؟.
ـ إطلاقاً، نحن نتشاور الآن في ما يمكن أن تكون التجهيزات الأكثر ملاءمة التي ستقدمها الولايات المتحدة لتأمين حاجات القوات اللبنانية المسلحة، نحن ندعم رسالة الجيش اللبناني ومهمته. هذه المهام التي تتضمن محاربة الإرهاب وضمان استقرار لبنان، وتطبيق القرار 1701، وهذا هدف رئيسي وحساس للمجتمع الدولي كما للبنانيين على ما أعتقد.
علاقات قوية
في الأسبوع الفائت اعتبر مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون أن لبنان دولة وجيشاً هم أعداء لإسرائيل وقد يكونون الهدف المحتمل لأي حرب في المستقبل بسبب تعاونهم مع “حزب الله”، ما رأيك في الأمر؟.
ـ الولايات المتحدة ولبنان لديهما علاقات قوية، ومنذ مدة وجيزة التقى الرئيسان الأميركي جورج بوش واللبناني ميشال سليمان، كذلك حصل لقاء ومحادثات ممتازة بين الرئيس سليمان عندما كان في واشنطن ووزيري الخارجية كونداليزا رايس والدفاع روبرت غيتس. إذاً، نحن نركز على على تعاوننا لبناء مؤسسات لبنان.
في نفس الوقت الذي كانت تهدد فيه إسرائيل لبنان، كانت دمشق تعطي تفسيرين مختلفين لسبب انتشار قواتها على الحدود الشمالية للبنان، الأول كان منع التهريب، والثاني كان تثبيت القرار 1701 وهذان تفسيران مختلفان، فماذا يحصل على الحدود برأيك؟.
ـ حسناً، بالنسبة لنا نحن رأينا التقارير وننظر الى الحقائق على الأرض، وأعتقد أنه من المهم للمجتمع الدولي توضيح أمر بغض النظر عن التفسيرات التي تعطيها سوريا. إن أي تحرك للقوات السورية الى داخل الأراضي اللبنانية غير مقبول إطلاقاً.
هل هناك أي معلومات تجعلك تعتقد أن دخول القوات السورية الى لبنان أمر وارد؟.
ـ لا أريد أن أخمن (أتحزر)، أعتقد انه من المهم لنا أن نعلن موقف المجتمع الدولي والولايات المتحدة من أن أي تحركات للقوات السورية غير مقبولة.
“غير مقبول” ستترجم الى أي نوع من السياسات والأفعال في المستقبل في حال حدوث الأمر؟.
ـ مجدداً لا أريد أن أتوقع المستقبل، أعتقد أن المهم اليوم هو التركيز على مهمتنا.
لا يزال لبنان في حالة حرب مع إسرائيل بسبب احتلال إسرائيل لأراضٍ لبنانية واستمرار الخروق الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، ماذا تفعل الولايات المتحدة لمعالجة قضية الغجر ومزارع شبعا والمشكلات الأخرى بين البلدين؟.
ـ لقد قامت قياداتنا بعدة محادثات بخصوص هذه الموضوعات، نعتقد أن المقاربة الديبلوماسية هي المقاربة الصحيحة، وتطبيق القرارات الدولية. إن الأمين العام للأمم المتحدة لديه دور رئيسي وريادي في هذا الموضوع ولذلك نحن ننظر الى توجيهاته، ولكن الولايات المتحدة أيضاً من جهتها تستعمل علاقاتها ديبلوماسياً لمحاولة خلق مناخ حيث نستطيع أن نجد من خلاله حلولاً مناسبة. ولكن لكي تنجح الديبلوماسية لا نستطيع أن نعلن كثيراً ما نقوم به.
مما تعرفه عن هذه الجهود الديبلوماسية والاتصالات، كم نبعد برأيك عن رؤية حل جدي على أرض الواقع؟
ـ سنستمر في العمل للتوصل الى ذلك، هذا كل ما أستطيع قوله في هذه المرحلة.
هل من الممكن أن نرى نتائج خلال الفترة المتبقية للإدارة الحالية أم علينا أن ننتظر الإدارة الجديدة؟.
ـ لقد بقي بضعة أشهر بعد للإدارة الحالية، وأستطيع أن أؤكد لك أننا سنبقى فاعلين ومؤثرين ونفعل ما علينا فعله للمساعدة والإسهام في التوصل الى السلام والاستقرار في هذه المنطقة من العالم.
العلاقة مع سوريا
عقدت الولايات المتحدة وسوريا سلسلة اجتماعات خلال الأيام العشرة الأخيرة، وأحد تلك الاجتماعات كان بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس، في أي سياق تضع هذه اللقاءات؟.
ـ الوزيرة رايس شرحت الأمر سابقاً، هناك بعض التطورات الجديدة في الشرق الأوسط التي جعلت اللقاء مع الوزير المعلم يتم.
هل تستطيع أن تقول لنا ما هي هذه التطورات؟.
ـ أعتقد أننا رأينا بعض الأمور الجديدة، هناك رئيس في لبنان وحكومة جديدة، ورأينا أن القوات السورية خرجت من لبنان ونصر على بقائها خارجه. هناك أمور تحصل وأمام سوريا طريق طويل.
هل تعتبر أن هذه العناصر الجديدة هي بسبب تغير في سلوك النظام السوري؟.
ـ هناك طريق طويل جداً قبل الاستنتاج بأن النظام السوري غير سلوكه أو أجرى تعديلاً جذرياً في سلوكه. والهدف من إجراء اتصال معهم هو إظهار هذه المسائل التي تهم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. أولاً والأكثر أهمية هو تطبيق القرار الدولي 1701 بكل بنوده والتوقف عن التدخل في الشؤون اللبنانية، والحاجة لوقف تدفق المقاتلين الأجانب الى العراق، والحاجة للابتعاد عن إيران والسلوك الإيراني المقلق في المنطقة، والحاجة للتوقف عن دعم الإرهاب وتصديره للمنطقة، والحاجة للوضوح في ما يتعلق بالتطورات الحاصلة بخصوص المفاعل النووي السوري، والحاجة للتعريف بالخروق الجدية لحقوق الإنسان داخل سوريا، والحاجة لإطلاق سراح المعتقلين السياسيين. وتستمر اللائحة. هذه هي الموضوعات التي نتحدث عنها، ونحن لم نر أي تغيير أساسي.
عندما يتعلق الأمر بعلاقة مع لبنان، ما المصطلح الذي تستعمله لتقييم هذه العلاقة أو هذا السلوك، هل هو جيد، سيء، يتحسن أو يتغير؟.
ـ أعتقد أن الأمر المهم هو التركيز على ما يجب أن تقوم به سوريا من أجل السلام والاستقرار ووقف دعم العنف والتطرف والإرهاب وهنا في لبنان هناك عدة وسائل لإظهار حسن النية، رأينا بضع خطوات طبعاً وجرى الإعلان عن تبادل السفراء وإقامة علاقات ديبلوماسية، ورغبة بترسيم الحدود، هذه كلها أمور تدفع بالعلاقات قدماً وهي علاقات ينبغي أن تبنى على الاحترام والثقة المتبادلة وتطبيق القرار 1701 ووقف تدفق السلاح الى لبنان، كل هذه الأمور أهداف مهمة بالنسبة لنا.
نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية قوله إن ثمة نوعاً من إعادة التقييم جارية للمقاربة الأميركية لسوريا، هل هذا يعني أننا سنشهد نوعاً من التقارب بين البلدين؟.
ـ لا يوجد إعادة تقييم جارية لسياساتنا.
أنت تنفي إذن ما نقلته وكالة “رويترز”؟.
ـ ما أقوله هو أننا لا نعيد تقييم سياستنا تجاه لبنان أو سوريا.
هناك شعور بأن أي إدارة جديدة ستغير سياستها حيال لبنان ما هو السبيل لتفادي حصول ذلك؟.
ـ حسناً، ليس بوسعي الحديث عن أي إدارة جديدة ونحن أساساً لم نجر انتخابات بعد ولكن من الواضح أنه يقع على عاتق أي رئيس جديد التزامات ومسؤوليات لوضع سياسات مبنية على قناعاته ومعتقداته ومبادئه وتستجيب للتحديات والفرص التي ستواجه الرئيس هنا في الشرق الأوسط مع مرور الوقت. ولكن للولايات المتحدة أيضاً مصالح ثابتة لا سيما في الشرق الأوسط بالتحديد وهي الترويج للاستقرار والحرية وللديموقراطية ودعم قوى الاعتدال والسلام التي ترفض العنف وتسعى لمعالجة الاختلافات بالوسائل الديبلوماسية والسلمية وتواجه التطرف وأولئك الذين اختاروا العنف كطريق لتحقيق أهدافهم. هذه المصالح ستبقى بمعزل عمن هو رئيس الولايات المتحدة.
زيارة سليمان ممتازة
قرأنا تقارير تقول إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان رفض طلب وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن يمدد رحلته الى الولايات المتحدة بواقع يومين، وأن هذا الأمر أثار استياء الإدارة الأميركية. هل هذا صحيح، وكيف تقيم زيارة سليمان الى أميركا؟.
ـ الزيارة كانت ممتازة وأعتقد أن زيارة الرئيس اللبناني الى واشنطن بعد فترة طويلة من غياب مثل هذه الزيارات كان مؤشراً قوياً على متانة العلاقات الأميركية اللبنانية وعلى اهدافنا المشتركة للوصول الى لبنان حر وديموقراطي ومستقل. أنفي بشكل قاطع التقارير التي ذكرتها حول اختلاف في الرأي على خلفية مدة الزيارة.
واحدة من المحطات اللافتة في زيارتك كانت اللقاء بنائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي. دعني أقول لك إن كل من حولي كانوا يتساءلون لماذا ايلي الفرزلي؟.
ـ السفارة الأميركية في بيروت والمسؤولون الأميركيون يجتمعون بعدد كبير من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين وربما تعلم أنني خدمت لمدة ست سنوات ونصف السنة هنا في لبنان كقنصل سياسي ولذلك فأنا أعرف العديد من اللبنانيين بشكل شخصي وأنا أثمن علاقاتي بمختلف ألوان الطيف السياسي اللبناني وسأستمر بلقاء شريحة متنوعة من السياسيين.
إذاً، إنها مسألة صداقة قديمة؟.
ـ أفضل أن أبقى على الجواب الذي قلته لك للتو.
ماذا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم به للتسريع في إنشاء وإطلاق عمل المحكمة الدولية المخصصة لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري. لماذا التأخير في هذه المسألة؟.
ـ المحكمة مهمة وأساسية بالمطلق ليس فقط بسبب موت الحريري المؤلم ولكن بسبب بقية الجرائم، ونحن نوفر أقوى الدعم على المستوى التقني أكان لجهة التمويل أو المساعدات التقنية الأخرى ولكن وبصراحة ولكي تأخذ العدالة مجراها ينبغي أن يترك لهذا المسار أن يبني القضية.
ولكن هناك مخاوف في بيروت من أن هذا الأمر لن يحصل والمحكمة قد لا ترى النور؟.
ـ عليك أن تتحدث الى المسؤولين المباشرين عن عمل المحكمة بالنسبة لسرعة الأداء، ولكن بالنسبة للولايات المتحدة والمجتمع الدولي فالمحكمة بالغة الأهمية.
لطالما كانت صورة الولايات المتحدة سيئة في صفوف القوميين والإسلاميين، ولكنها اليوم تبدو سيئة في نظر جمهور الليبراليين والمتحمسين للديموقراطية. هذا الجمهور شعر بأنه تم التخلي عنه في السابع من أيار والولايات المتحدة لم تفعل شيئاً لحمايتهم. بماذا ترد على ذلك؟.
ـ لقد التقيت بعدد كبير من المسؤولين اللبنانيين خلال زيارتي وكنت معجباً جداً بالقيمة التي يعطونها لعلاقات لبنانية أميركية قوية، وأنا أؤمن بأن الرسالة التي أحملها من واشنطن بشأن أن السياسة الأميركية لم تتغير وصلت بشكل جيد وكانت موضع ترحيب، كما أعتقد أنه من المهم هنا أن نؤكد أن اتفاق الدوحة ساعدنا جميعاً على تحقيق أهدافنا وهي الاستقرار والديموقراطية وإعادة إحياء المؤسسات الدستورية في لبنان. هناك رئيس جمهورية ومجلس نواب وحكومة ونتطلع الى إجراء المصالحة الوطنية والحوار الوطني، كما نتطلع الى إجراء انتخابات نيابية. كل هذه حلول لبنانية لمشاكل لبنانية وهي تحظى بالدعم الكامل من المجتمع الدولي.
المستقبل
http://almustaqbal.com/stories.aspx?issueid=2022&categoryid=3
دافيد هيل: لا نعديل جذري في سلوك النظام السوري.. وإطلاق السجناء السياسيين أحد مطالبنا من دمشق
جمهوريات الخوف والفقر والبطالة يقول احدهم في صحيفة الثورة السورية (تخلف انظمتنا المالية كان له الاثر في عدم تاثرنا) وا اسفاه على هذه الشعوب المقهورة افيقوا طبقوا الديمقراطية واحترام الانسان