رفض قطر المشاركة في الحرب على إيران هي السبب العميق للأزمة
« إنها علامة لا يخطئها المرء. فقد أجّل أمير قطر إلى نهاية الصيف زيارته التي كانت مقرّرة يوم غدٍ الخميس إلى باريس. وجاء إعلان التأجيل يوم الإثنين بعد قليل من محادثة هاتفية بين إيمانويل ماكرون والأمير القطري الشاب، الشيخ تميم آل ثاني »، حسب مقال نشره « جورج مالبرونو » في جريدة « الفيغارو » الفرنسية اليوم الأربعاء.
وتضيف « الفيغارو »: إن حاكم قطر يفضل عدم المخاطرة. ويقول رجل أعمال يعرف جيدا الوضع في الدوحة: « لو كان واثقاً من الوضع الداخلي، لكان سافر إلى باريس كما كان مقرَّراً ». ولكن استمرار الأزمة يفرض على الشيخ تميم البقاء في قطر. وهو يتذكر أن والده، الشيخ حمد، استفاد من إقامة جدّه الشيخ خليفة في سويسرا، في العام 1995، للإطاحة به.
وحسب معلوماتنا، فإن كل أفراد العائلة الحاكمة عدلوا عن قضاء إجازاتهم خارج البلاد، أي في أوروبا عموماً.
انقلاب في القصر!
وتلفت « الفيغارو » إلى أن الإماراتيين والسعوديين، الذين لم يهضموا يوماً عملية الإطاحة بالشيخ خليفة، والذين يملكون صداقات في قبائل قطرية معينة، قاموا بانقلاب مضاد لم يصادف النجاح في العام 1996. ويمكن للتاريخ أن يكرّر نفسه: فما زال للرياض وأبو ظبي صِلات مؤثرة داخل العائلة الحاكمة بقطر تسمح باستبدال تميم بحاكم آخر.
قطر تخفّض العلاقات مع إيران بشرط..
بالنسبة للمطالب الخليجية، تقول « الفيغارو » أن قطر أبدت استعداداً للتنازل في موضوع واحد، وهو خفض العلاقات مع طهران، لكن بشرط أن تحذو الدول الخليجية الأخرى حذوها. وتلك مناورة قطرية واضحة، لأن الكويت وعُمان تعارضان مطلب خفض العلاقات مع إيران.
الأسباب العميقة للأزمة: الحرب على ايران
تنتهي « الفيغارو » إلى أن دول الخليج كانت تتوقع الرفض القطري، وستتجه إلى التصعيد الذي قد يشمل مطالبة الدول التي تقيم علاقات تجارية مع قطر بعدم القيام باستثمارات فيها. « ولم يعد السعوديون والإماراتيون يُخفون اعتقادهم بأن الحاكم السابق، الشيخ حمد، هو الذي يمسك بزمام الأمور في الدوحة من الكواليس ».
وتنقل « الفيفارو » عن مصدر ديبلوماسي التفسير التالي لانفجار الأزمة بين مجلس التعاون الخليجي وقطر: « أثناء زيارته للرياض في 20 مايو، قال دونالد ترامب لحكام الخليج: حسناً، سأدعم حربكم على إيران، ولكن ذلك سيكلفكم عقوداً بقيمة 380 مليار دولار. وحيث أن السعودية لا تستطيع تسديد الفاتورة بمفردها، فقد وافق الإماراتيون على المشاركة، في حين رفض القطريون المشاركة في الجهد الحربي ضد طهران. وهذا سبب اندلاع الأزمة »!
إقرأ أيضاً:
“مؤامرة القصر الملكي” في صلب الأزمة القطرية