تستغل المخابرات السورية الوضع الاقتصادي لسائقي سيارة الاجرة العاملين على خط بيروت دمشق، السوريين منهم واللبنانيين.
الاستغلال، وبعد ان كان اقتصاديا بحتا قبل انتفاضة الشعب السوري على نظام آل الاسد، تحول في الآونة الاخيرة من ابتزاز مادي وتهريب بضائع وممنوعات الى نشاط مخابراتي بحت تركز في الساحة اللبنانية، وبالتحديد منها المناطق ذات التوجه السياسي المناهض للنظام البعثي. اما المناطق الاخرى الخاضعة لسيطرة حزب الله وحركة امل فهي لا تحتاج الى كثير عناء.
وعملية تجنيد السائقين التي ترتكز الى علاقات قديمة فرضتها ظروف عمل الضحايا – المستغلين خضعت بعيد الانتفاضة السورية الى غربلة دقيقة شارك فيها الى المخابرات السورية امن احزاب لبنانية تتبع حزب الله والنظام السوري. حتى أن بعض الشخصيات اللبنانية العميلة لنظام آل الاسد، وتنفيذا لاوامر اسيادها، اجرت غربلة دقيقة لمئات السائقين، ومن ثم رفعت لوائح اسمية بـ”الموثوقين” من قبلها كي يتمكنوا من المرور ذهابا وايابا عبر بوابات العبور الحدودية في “العبودية”، “جوسية”، و”جديدة يابوس”، بعد ان استحصلت لهم على “اوامر مهمة” ومرور من المخابرات العسكرية السورية.
في المهمات المتعلقة بالسائقين اللبنانيين، يكشف مصدر امني انها تشمل استطلاع نشاط لبنانيين مناهضين للنظام السوري، رصد أمكنة ومقار حزبية لقوى 14 اذار، متابعة افراد لبنانيين على المستويات الشخصية العائلية والصحية والاجتماعية والاقتصادية. وعادة ما تكون مثل هذه الاهداف في نفس الحي او القرية التي يقطنها السائق لان الرصد والمتابعة للحالات السابقة تتطلب وقتا طويلا، استكشاف اي جديد على طول الطرقات الرئيسية من بيروت الى طرابلس فالعبودية، او بيروت شتورة المصنع جديدة يابوس وهكذا..
اما التمويل فله مصادر كثيرة توفرها المخابرات السورية للسائقين، عبر تسهيل نقل اي نوع من المهربات بالاتجاهين، او تامين مراكز بيع باسعار مخفضة، أومن المسروقات من المحال والمؤسسات التي دمرها جيش الاسد.
وعن السائقين السوريين العاملين على الخط، تقول المصادر انها “فئة عتيقة في المصلحة، عمرها من عمر الاحتلال السوري، ومن بينها افراد مكلفة مهام امنية غير عادية، والمخارات السورية توفر لهم تسهيلات مادية تبدا من المهربات، خاصة منها الادوية، الى المحروقات المجانية، وما الى ذلك من الامور التي توفر لهم دخلا ماديا مريحا جدا. وعلى هذه الفئة، ومنذ اندلاع الثورة، تقديم تقارير يومية عن مشاهداتهم , وفي غالب الاحيان تكون التقارير شفهية وسريعة نتيجة التطورات المتسارعة في سوريا ,وقد تركز عملها في العاصمة بيروت ومناطق جبل لبنان وصيدا.
وتختم المصادر: سكة السائقين السوريين واللبنانيين العاملين على الخطوط البرية بين لبنان وسوريا سكة يعتبرها مركز تحكم الساحة اللبنانية التابع للمخابرات العسكرية السورية “سكة استثنائية” يتكامل دورها مع منظومة العاملين الامنيين اللبنانيين في خدمة آل الاسد.وهذا ما مكن حتى الان- المخابرات العسكرية السورية من الاستئثار بكم هائل من الاوراق الامنية – السياسية على الساحة اللبنانية استخدمت بعضها، وبقي الكثير لم يحن اوانه بعد.