أفادت معلومات خاصة بـ”الشفاف” أنه لا صحة لمعلومات نُشرت سابقاً بأن انتحاريي سفارة إيران أقاما في فندق “شيراتون فور بوينتس” في شارع فردان ببيروت. وبالتالي، أنه لا صحة لخبر أن مخابرات الجيش داهمت الغرفتين اللتين اقاما فيها، وعثرت على بصمات وغيرها..!
وكانت مصادر هذا الخبر عن فندق “الشيراتون”، الذي يستقبل ضيوفاً خليجيين كثيرين (وهنا بيت القصيد) جريدتي “الأخبار” و”السفير“، وتلفزيون “المنار” الإلهي، وتلفزيون “البرتقالة” العوني، وغيرها من مواقع ٨ آذار.
وبفضل هذا “الخبر” غير الصحيح، الذي سرّبته هذه الجهات “عمداً”، ساد
اعتقاد لدى اللبنانيين بأن العملية الانتحارية المزدوجة التي استهدفت السفارة الايرانية هي من تدبير “جهات خارجية” تعمل على تجنيد إنتحاريين ارهابيين تم استقدامهم من خارج لبنان. وعزز هذه الاعتقاد ما ذهبت اليه قيادات من حزب الله ووسائل إعلام قوى 8 آذار، من اتهامات وتركيبات وسيناريوهات إفتراضية لكيفية تفجير السفارة الايرانية في بيروت.
بداية السيناريوهات الافتراضية كانت مع إشاعة وسائل اعلام قوى 8 أذار ان الانتحاريين هما من جنسية اجنبية وللتأشير على جنسيتهما، ذكرت جميع هذه الوسائل انهما نزلا في فندق الشيراتون 4 نجوم، للايحاء بانهما من منطقة الخليج العربي.
وإمعانا في تضليل اللبنانيين، أشاعت وسائل الاعلام عينها، ان الانتحاريين استخدما هويات لبنانية مزورة بتقنية عالية الجودة، للنزول في فندق لبناني معروف ومقصود خليجياً.
واستمر التضليل الذي إضطلعت به قناة البرتقالة العونية، حيث عممت هويات لمن اعتبرت انهما “الانتحاريان” ليتبين لاحقا انهما احياء يرزقون.
السفير الايراني وعقب الانفجار، اتهم إسرائيل بالوقوف وراء الانفجار، في حين ان قيادات حزب الله اتجهت صوب من يحلو لها وصفهم بـ”التكفيريين”، الذين تقف وراءهم المملكة العربية السعودية وتنظيم القاعدة، والامير بندر بن سلطان، ومن يقاتلهم حزب الله في سوريا استباقا لوصولهم الى لبنان!
مصادر لبنانية مطلعة اعتبرت ان كشف هوية الانتحاريين وهما لبناني، من صيدا، وفلسطيني من البيسارية، يؤشر الى مرحلة جديدة من الصراع الذي افتتحه حزب الله منذ اغتيال رئيس الحكومة الشهيد رفيق الحريري، واستكملها في 7 ايار، واستتباعا في اجتياح منطقة “عبرا” ومشاركة عناصر من حزب الله في القتال تحت راية الجيش اللبناني. وهذا، مرورا بتورط الحزب في اشتباكات طرابلس ووجود عناصره في “بعل محسن” مع تورط رفعت عيد ووالده علي عيد في تفجير المسجدين في طرابلس في شهر آب الماضي. وقبل كل ذلك مشاركة الحزب القتال الى جانب النظام السوري. كل ذلك ولد ردة فعل لبنانية وضعت حزب الله وداعميه في دائرة الاستهداف بدليل استهداف السفارة الايرانية بعملية انتحارية مزدوجة قام بها لبناني من صيدا وفلسطيني ولد في لبنان.
المصادر اضافت ان حزب الله اوصل نفسه الى وضع لا يحسد عليه، فالمشتبه بهم الى حين إثبات العكس، كثر، وهؤلاء لا يمكن رصدهم ومراقبتهم لا شكلا ولا مضمونا، في حين انه لو كان الانتحاريان من جنسية اجنبية، لكان الحزب عزز منظومة ومبرراته للمشاركة في القتال في سوريا “استباقا لوصول الارهابيين الى لبنان”!
المصادر اعتبرت ان بيئة الحزب الالهي هي ايضا في وضع لا تحسد عليه. فهي مستهدفة وعملية السفارة الايرانية قد تكون البداية.