البقاع – خاص بـ”الشفّاف”
تفاعلت قضية تصدير المحروقات من لبنان الى سوريا، عبر المصنع اللبناني، لسد احتياجات القطع العسكرية التابعة للنظام السوري ومجموعات حزب الله المساندة له في منطقة “جديدة يابوس” ومحيط “الزبداني”.
ولفت شهود عيان من السائقين بين لبنان وسوريا الى قوافل متفاوتة العدد تنقل يوميا مادة المازوت الاحمر من لبنان، سالكة طريق المديرج – شتورة الى ساحة التجمع قرب المراكز الامنية اللبنانية في المصنع، ومن ثم تتابع سيرها ليلا باتجاه الاراضي السورية الفاصلة بين “المصنع” و”جديدة يابوس”. وهناك، يتم توجيه الصهاريج باتجاه محطات ميدانية بادارة ما تبقى من “الفيلق الثالث” التابع للنظام والمتمركز شرق “وادي القرن”، وباتجاه محطات مدنية على الطريق الرئيسي وٌضِعت هي الاخرى تحت أمرة المخابرات السورية، التي تعمد بعد تفريغ الشحنات الى توزيعها على المراكز الامنية، وعلى مواقع حزب الله في مناطق “الزبداني”، وعلى مواقع “القيادة العامة” المشرفة على البقاع.
وتشير مصادر أمنية الى اعتماد النظام السوري على حلفائه في لبنان في هذا المجال، بعدما نجح الجيش السوري الحر في تقطيع أوصال شبكة الطرقات الرابطة بين العاصمة السورية والعديد من المربعات العسكرية المسيطر عليها من النظام في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية، ونجح ايضا في استهداف قوافل محروقات عسكرية كانت متوجه من مستودعات النظام الى مراكز الفرق العسكرية النظامية.
تغطية من وزارتي النفط والإقتصاد!
ولمواجهة التطور الميداني السالف، اتُّخذ قرار سوري – لبناني على اعلى المستويات، شارك في صياغته ضباط كبار من الجيش السوري وامنيون من حزب الله، وجرت تغطيته رسميا من الوزارات المختصة بقطاعي النفط والاقتصاد- بذريعة ان القانون اللبناني لا يمنع استيراد وتصدير المحروقات! واستُتبع الغطاء بتسيير عشرات قوافل الصهاريج المحملة بمادتي المازوت والبنزين بما فيها مادة المازوت الاحمر (“المدعومة” من الخزينة اللبنانية). وقد استفاد من هذا التدبير العديد من تجار المادة المحسوبون على حزب الله والنظام السوري، حتى ان البعض منهم يستورد شحنات كاملة لصالح النظام.
المستهلك اللبناني يدفع ثمن “دعم” جيش الأسد وجنود نصرالله!
ويرى المصدر ان الشعبين السوري واللبناني يتكبدان مشقة مادية كبيرة جراء مافيا النظام السوري وحزب الله. اذ ان كبار ضباط المخابرات السورية يستغلون احتياط المحروقات غير المستوردة من لبنان ويبيعونه للمحطات باسعار خيالية جدا، وصلت في بعض المناطق الملتهبة بالاشتباكات الى مائة دولار امريكي. أما المواطن اللبناني فيتكبد هو الاخر أعباء ذات بعدين: الأول مادي، والثاني نوعي. اذ يلجأ تجار المادة الى اضافة مواد ملتهبة كلفتها اقل بكثير من كلفة المازوت والبنزين، فضلا عن تجاوز سعر صفيحة المازوت 30 الف ليرة لبنانية، والبنزين 38 الف ليرة لبنانية، وهما رقمان مرهقان للمستهلك اللبناني.
فجور ضباط النظام السوري المتداعي، ومعه تجار حزب الله وحكومته، دفع بسكان المناطق اللبنانية الحدودية الى قطع الطرقات الرئيسية احتجاجاً، مطالبين الدولة بالتحرك لوقف مهزلة مد جيش الاسد بالمحروقات، معتبرين ذلك مشاركة رسمية بقتل الشعب السوري, وافقار الشعب اللبناني.
وفي جانب متصل، عمد البعض منذ مدة وجيزة الى احراق صهاريج سورية كانت تنتظر دورها لعبور الحدود وهي محملة بمادة المازوت الى الجيش النظامي، في خطوة اعتبرها البعض نوعاً من الاعتراض على سياسة الحكومة.
انفجار محطة “جديدة يابوس”: خلاف على العمولات!
ومؤخرا ترددت معلومات عن حصول انفجار في محطة محروقات قرب جديدة يابوس (الصورة) تبين انه ناتج عن صراع خفي بين ضباط من النظام السوري , مولجين مهمة استلام جزء من المحروقات المستوردة وتوزيعها على مراكز الجيش والمراكز الامنية، ويبدو ان خلافا على تهريب كميات من الحصص هو السبب المباشر .
*
إل بي سي:
تدابير للجيش في البقاع لضمان سلامة شاحنات المازوت
ما بين30 و35 صهريج مازوت يعبرون يومياً من لبنان إلى سوريا
في ٢٩ كانون الثاني/يناير ٢٠١٣، أوردت “إل بي سي” ما يلي:
يحتاج الواقع السوري اليوم إلى تمرير المحروقات من لبنان إلى اراضيه في وقت كان يشتكي اللبنانيون من تهريب المازوت من سوريا الى الاراضي اللبنانية.
في الخامس من كانون الثاني الجاري، تم الاعتداء على عدد من صهاريج المحروقات في لبنان اجبارها على إفراغ حمولتها، إذ اعتبرت بعض الأطراف أنّ هذه المواد يجري تسليمها للنظام في سوريا.
وفي سياق متصل، اتّخذت قيادة الجيش في البقاع منعا لتكرار هكذا حوادث إجراءات خاصة لضمان سلامة هذه الشاحنات ، إذ أبقت على أكثر من 11 صهريجاً على الطريق الدولية بين مجدل عنجر ومعبر المصنع، ونظّمت قافلة أخرى في منطقة شتورا تضمّ 24 صهريجاً، باتوا جميعهم ليلتهم في المناطقة المحددة لهم وبحماية عناصر الجيش
وصباح اليوم واكبت القوى الأمنية هذه الصهاريج إلى نقطة المصنع، حيث عمدت الجمارك اللبنانية إلى تمريرها في عنبر الهنغار بدل انتظارها في ساحة التصدير مع الشاحنات الأخرى، تسريعاً لعبورها. مع العلم أنّ ما بين30 و35 صهريج مازوت يعبرون يومياً من لبنان إلى سوريا.