يحتفي حسن نصر الله بـ”يوم الشهيد” بخطاب. وقد اعتلى من اجله عرش الشاشة العملاقة اياها، واللهجة الهادرة الغاضبة اياها.
يستحضر نصر الله ارواح الشهداء، ويسمّيهم، فلا تجد بينهم اسما خارجا عن “مقاومة” الحزب الذي يقود. يؤرخ لـ”يوم الشهيد”، فيحدده بدءا من العام 1983: عندما قام احمد قصير بتفجير مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي في صور… فيرتكب بذلك ما يرتكبه جلّ من نالوا غلبة ما في هذا الوطن العربي الفسيح: صادرَ التاريخ لحساب حزبه الخاص. محى شهداء المقاومة اللبنانية والفلسطينينة السابقين عليه وعلى حزبه، الذين قاتلوا ايضاً “العدو المشارك”. فكانت سنة تأسيس الاستشهاد هي سنة نشأة “حزب الله”… وإن كان غير معلوما تماما اذا كان احمد قصير من “حزب الله” (في بداباته…آنذاك) او “أمل” أو “الحزب الشيوعي”… أم ان مبادرته كانت فردية…
لكن الادهى ليس رمي السابقين في غياهم الجاهلية والنسيان. بل في التناقض الصارخ مع النفس. نصر الله نفسه، قبل هذا الخطاب بواحد، كرسّ ما كان اصلا ذائعا وسط جمهوره، ويتداوله نوابه: من ان اسرائيل هي التي قتلت نواب وشخصيات 14 آذار. فوضع بذلك خطاب “بوم الشهيد” الاخير أمام معصلة عاصية: فاذا كان نواب وشخصيات ومفكرو 14 آذار هم ضحايا الغدر الاسرائيلي، فكان الجدير بهم ان ينضموا الى قافلة الشهداء. وربما تكون المشكلة ان نصر الله لم يشأ ان يدخل الى جنة الشهادة من ينعتهم في نفس هذا الخطاب بـ”مجموعة من اللصوص والقتلة من اتباع المشروع الامبركي الصهيوني في لبنان”.
تغييب شهداء 14 أذار عن القافلة في “يوم الشهيد” نفسه يضعنا امام احد الاحتمالين: إما ان هؤلاء “اللصوص القتلة” ليسوا كما يزعم نصر الله ضحايا اسرائيل. ولهذا فهم ليسوا من القافلة. وإما انهم ضحايا اسرائيل ولكنهم ليسوا برفعة اشرف واطيب واطهر الناس… واكثرهم علما وفلسفة واعمقهم بصيرة…. لا تليق بهم الشهادة. ربما لا شهداء عند “حزب الله” إلا شهدائه. حتى لو كانت اليد الآثمة التي غدرت بهم هي اسرائيل… أم ان اسرائيل لم تقتل نواب 14 أذار؟!
النقطة الثانية، خطورتها اوضح: ماذا يقول نصر الله عن “النصف + 1″؟ أي عن الحق الدستوري للغالبية بممارسة قوتها العددية، بعد ان يتعثر اجتماع كل النواب، وبقرار من الحزب وحلفائه؟ ونقطة “النصف + 1 هذه كَثُر اللغط حولها. ولنسلّم بأنه غير مجمَع على دستوريتها نصا وروحاً. هذه النقطة، ماذا يفعل نصر الله لإنقاذنا من “عدم قانونيتها”؟ يستعين بالرئيس اميل لحود، الذي خالف الدستور نصا وروحا بالتمديد لنفسه عبر ضغط الوصاية السورية. يدعو الرئيس لحود، غير الدستوري، الى تمديد عدم دستوريته ضد الذين مارسوا حقهم وواجبهم البرلمانيين… على اقل تقدير، وتحت التهديد المباشر بالاغتيال! كل ما فعله لحود، من “احتصان المقاومة” وتسخير المؤسسات الدولة من اجل جلالها… ليس شيئا امام ما يطلبه منه نصر الله الآن: الاستمرار في هذا الاحتضان عبر التمديد لنفسه، إن تمّ “النصف + 1″… وإلا تنفجر البلاد، و\أو تقسم، و\تفتت…. و\أو يستمر شلََلَها واستنزافها.
ثمة من قال ان هذا الخطاب الاخير لنصر الله “كان كشفا لأوراق يعتقد الآخرون انها مستورة”. والحال ان الورقة الاساسية التي لا ينىء نصر الله عن كشفها، هو ونوابه، قبل حرب تموز وبعدها، هي ورقة سلاحه. ضمنية كانت هذه الورقة او علنية. وما نحن الآن إلا امام معطيات استحقاقية تلزم الحزب ونصر الله على التفكير في كيفية الحفاظ عليه “قانونيا” و”مؤسساتياً”. فكان “العرض” الذي قدمه نصر الله في “يوم الشهيد”: فبعدما استولى على مفاتيح مجلس النواب، ونَخَر الحكومة… ها هو الآن امام امكانية استبدال رئيس جمهورية “حاضن للمقاومة” بآخر. فماذا يقترح؟ رئيس يرفض “بشجاعة” القرار 1559 القاضي بنزع كل الاسلحة غير الشرعية: رئيس يعود فـ”يحتضن” سلاحه (يقول “يحتضن المقاومة”). لذلك سوف يرغم 14 أذار على الاقتراع بـ”النصف + 1″. كي تبقى المبادرة بيديه. إما كل هذا اذن، او شروط مسبقة على المشاركة في جلسة الاقتراع: بعد الرئيس الضامن، اليد الطولى على قائد جيش ووزارات بعينها وتعيينات ايضا…
ولا ينتهي ذلك بسلام. فنصر الله يعدنا بان “مقاومة” اسرائيل خالدة. (“حزب الله الى الابد! وسلاح حزب الله الى الابد! صرخ احد نواب حزب الله يوم الاعتصام المجيد… في وسط البلد). اي انهم باقون على سلاحهم… فيهدر نصر الله في “يوم الشهيد”: “لو جاء العالم كله لن يستطيع ان يطبق القرار 1556 في بند سلاح المقاومة!”. ويستقوي: “الاسرائيليون انفسهم قالوا بعد عدوان 2006 انه لا يوجد جيش في العالم يستطيع ان ينزع سلاح حزب الله … وانا اقول نعم، لا يوجد احد في العالم يستطيع ان ينزع سلاح حزب الله”. واعداً بأن تدريباته المريبة كانت إعدادا للـ”مقاومة”… ليس فقط “للدفاع عن جنوب لبنان وكل لبنان وانما هي (أي المقاومة) متوثبة لصنع الانتصار التاريخي الذي يغير وجه المنطقة”. (يعني إمحاء اسرائيل مثلا على طريقة احمدي نجاد؟ وبعد ذلك يتأسّي ويتأسّف: “لو كنتُ أعلم…”؟).
“الرئيس التوافقي” الذي ينشده “الحزب” ليل نهار. هو في الواقع الرئيس غير التوافقي. لأن المطلوب منه الغاء كل القرارات الدولية التي أنقذت الحزب من الكارثة، وكان لاًهثا عليها في لجّة القتال. وعلى يد نفس “اللصوص والقتلة” الذين منحوه نَفَسا جديدا إستعاد به ترسانته الصاروخية. أما النفاق حول الصفة “التوافقية”، فغرضه الايحاء بأن هناك توافقا لبنانيا على سلاح “حزب الله”. ليس الا…
في بقية هذا الخطاب الاخير لنصر الله، اقوال مدعاة السخرية. مثل ان يتهم نصر الله الحكومة بتخاذلها عن التنمية الاقتصادية، وخصوصا في “مجال السياحة”! او، مثل آخر:ان يظل نصر الله يعتقد (أو يوحي بانه يعتقد) بأن عدم الخوف من اميركا وتحدّي اميركا، كما فعل لحود، انما هما من باب “الشجاعة” الرجولة والشهامة! او، كما يتهم الحكومة بنهب الدولة بسبب تخصيص الخلوي! او ينقضّ على “فسادها”، وعلى العالم الذي “يحاصر ويعاقب من يقدم دولارا ليكفل يتيم من ايتام الشهداء”! فلا السياحة، ولا الفساد، ولا نهب الدولة ولا الخوف من اميركا… بل بتنا نخاف اكثر من غلبة “حزب” يستبيح الدولة ويضرب اقتصادها وخصوصا سياحتها ويبني مجتمعا وميليشيا “مقاومَين” يعيشان على حساب ملايين ايران والدولة اللبنانية معاً، لا على “الدولار الواحد”… ويستقوي بسلاح لم تقدر عليه اسرائيل…!
dalal.elbizri@gmail.com
حسن نصر الله في “يوم الشهيد”: أصحاب الغَلَبة عندما “يفكرون”
لا ادري من قال ان كل من تقتلهم اسرائيل شهداء ؟ فهل اسحق رابين شهيد ؟ ان مصلحة الحركه الصهيونيه اقتضت قتل رابين فقتلوه . وكذلك الأمر بالنسبه لحلفائها من المحسوبين على العرب….. ولا ادري هل حسن نصر الله الذي دمر لبنان ام الهمجيه الصهيونيه ؟ وحلفاءها من العرب و شكرا للكاتبه ….
حسن نصر الله في “يوم الشهيد”: أصحاب الغَلَبة عندما “يفكرون”
مقالة الكاتبة دلال البزري رائعة ووضعت النقاط على الحروف ونقول للاخ غسان صعب عليك من فضلم ان لا لا تستخدم كلمة سخف وتعليقك ممتاز. نعم دولة حزب الله الطائفي الذي يريد صناعتها ستدمر لبنان وتهجر اهله
حسن نصر الله في “يوم الشهيد”: أصحاب الغَلَبة عندما “يفكرون”
بسم الله الرحمن الرحيم يبدو اخيرا ان كاتبة المقال ادركت انها تحمل الجنسية اللبنانية
حسن نصر الله في “يوم الشهيد”: أصحاب الغَلَبة عندما “يفكرون”سيدتي الكريمه من السخف ان ننظر الي خطاب المواطن حسن نصرالله دون أن ننظر إلى إيديولوجيته نفسها ، فهي مبنيه على ولايه الفقيه ، وعلى إنهذا السلاح هو سلاح جبش المهدي نفسه ، مع العلم إن القصص الدينيه تروي بإن جيش المهدي سيكون سلاحه السيف والرمح لأن الآله عندها ستقف ؟؟؟؟؟ حسب بعض الروايات ، كما ينظرون إن المهدي لن يخرج من غيبته إلا بعد دمار شامل وهم حسب معتقداتهم يسهلون له العوده من غيبته الكبرى ، بتعنتهم في كل المجالات ، إن على الساحه الإيرانيه أو على الساحه اللبنانيه .… قراءة المزيد ..
حسن نصر الله في “يوم الشهيد”: أصحاب الغَلَبة عندما “يفكرون”
حزب الله الطائفي=حزب لدمار الشعب اللبناني وتهجيره= جعل المنطقة تعبد ملالي ايران وتدفع المال اليهم=تربية الانسان على الحقد وذلك باستغلال التاريخ واهل البيت وخلافة علي(رض) والمهدي الذي اختفى=تدمير الانسانية بواسطة المليشيات والمال الخبيث(الطاهر) على حساب الشعوب وفقرها وتفقيرها ونهبها
حسن نصر الله في “يوم الشهيد”: أصحاب الغَلَبة عندما “يفكرون”
حزب الله الطائف=حزب لدمار الشعب اللبناني وتهجيره= جعل امطقة تعبد ملالي ايران وتدفع المال الىيهم=تربية الانسان على الحقد وذلك باستغلال التاريخ واهل ابيت وخلافة علي(رض) والمهدي الذي اختفى=تدمير الانسانية