بروكسل (رويترز) – واجهت فرنسا وبريطانيا شكوكا من جانب شركائهما الاوروبيين يوم الجمعة بينما تطالبان باجراء قاس قد يشمل فرض منطقة حظر جوي أو غارات جوية لوقف الحملة الدامية للزعيم الليبي معمر القذافي.
وحث الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة بان يحذو حذو بلاده بالاعتراف بالمعارضة المسلحة الليبية التي تقاتل من أجل الاطاحة بالقذافي وطالب باقامة ممرات انسانية.
وقال ساركوزي للصحفيين لدى وصوله لحضور قمة للاتحاد بشأن الازمة الليبية “تطلب فرنسا من الاتحاد الاوروبي اعادة تأكيد رغبته المشتركة بضرورة رحيل القذافي والاعتراف بالسلطات الليبية المنضوية تحت المجلس الوطني الانتقالي.”
وأضاف أن فرنسا وبريطانيا “منفتحتان” على تنفيذ غارات جوية “دفاعية” ضد قوات القذافي اذا ايدتها الامم المتحدة في حال استخدام تلك القوات أسلحة كيماوية او طائرات حربية لاستهداف السكان المدنيين.
وتعمل بريطانيا مع فرنسا على اصدار قرار من مجلس الامن التابع للامم المتحدة يسمح بفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا اذا اقتضت الضرورة لكن بلدانا غربية اخرى تلتزم الحذر تجاه الحكمة من التورط في حرب أهلية ليبية.
وقال رئيس الوزراء السويدي فريدريك راينفيلت “بالنسبة لي كل مناقشة بشأن تدخل عسكري هي أمر يختص بمناقشته بقدر أكبر مجلس الامن والجامعة العربية وحلف شمال الاطلسي وليس مسؤولية الاتحاد الاوروبي.”
ويخشى من أن تستبق التطورات على الارض الجهود الدبلوماسية اذ قاتلت القوات الموالية للقذافي لاستعادة السيطرة على ميناء راس لانوف النفطي بتكثيف هجومها المضاد على المعارضة المسلحة.
ومن المنتظر أن يطالب قادة الاتحاد الاوروبي القذافي بالتنحي عن السلطة على الفور ودعوة ليبيا للشروع في “انتقال منظم نحو الديمقراطية عبر حوار شامل”.
وفي بيان مشترك عشية القمة دعا الرئيس الفرنسي ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للاعداد لتقديم العون للمعارضة الليبية وقالا ان ذلك قد يشمل فرض منطقة حظر جوي على ليبيا.
لكن مسؤولين بريطانيين لم يؤكدوا أن لندن تؤيد الغارات الجوية وقالوا انه بينما تؤيد بريطانيا التحاور مع المجلس الوطني الانتقالي المعارض فانها ليست لديها خططا للاعتراف به.
وابدت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي لم تعلن بلادها بعد ما اذا كانت ستؤيد فرض منطقة حظر جوي لمنع الهجمات الجوية على المدنيين الليبيين موقفا اكثر حذرا.
وقالت “لابد وان يكون واضحا تماما أن اي فرد يشن حربا ضد شعبه هو ليس شريكا في محادثات مع الاتحاد الاوروبي. لذا نطالب باستقالة القذافي الفورية. سنبذل كل شيء لارسال اشارة موحدة وستثبت العقوبات الاقتصادية والمالية ذلك.”
وقال دبلوماسي بالاتحاد الاوروبي ان مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون تحث على توخي الحيطة بخصوص فرض منطقة حظر جوي. وأضاف الدبلوماسي “من المعلومات التي لديها الان ليس بخيار أنها ستحث على ذلك بعد الظهر.”
وقالت اشتون انها ستتوجه الى القاهرة يوم الاحد لمقابلة الامين العام للجامعة العربية “لاظهار الاهمية التي نعلقها على العمل معهم بشكل وثيق للغاية.”