– “انفوشا” فتاة باكستانية طيبة حيث ما زالت تتنعم بسنين المراهقة. هي ابنة مطيعة وتسعى دائما لراحة والديها. مرات بعد ان تنهي اعمال المنزل تتحدث لشاب من قرية مجاورة لقريتها يدعى علي اكبر .
لعدة مرات محمد ظفار ضبط ابنته “انفوشا” تتحدث مع ذلك الشاب بصوت منخفض ومشاعر الحياء متسمة على تقاسيم وجهها. كان حديثهما بريئاً ويستغرق عدة دقائق وهي واقفة امام باب منزلها.
علي اكبر معجب كثيرا بـ”انفوشا” وبحيائها وبحسها الاجتماعي وباهتمامها بوالديها واخوتها، ويتمنى في يوم ما ان يجد عملاً افضل من حمل طابوق البناء، كي يتمكن من الذهاب الى والدها ويطلب منه ان يتزوجها.
محمد ظفار والد “انفوشا” لاحظ ان الشاب “علي اكبر” يتردد على البيت ويتحدث لابنته من وقت لآخر، مما جعله يتحامل على ابنته لذلك قرر منذ مدة ان ينهي تلك العلاقة. ذهب الى زوجته واخبرها بأنه احضر مادة الاسيد التي يحتاجها للعملية، وسوف يقوم بما يفرضه عليه الواجب والمجتمع في هذه الليلة.
رسم والدي “انفوشا” الخطة بدقة وحزم، فحالما اسدل الليل ظلامه على القرية، ذهب والد “انفوشا” الى غرفتها وفي يده عصا غليظة، وانهال عليها بالضرب وهو يشتمها وينعتها بالعاهرة، حتى هشّـم جمجتها وكسّر ظلوعها، وهي تصرخ من شدة الألم وتتوسل اليه ان يرحمها ويكف عن ضربها.
بعد ان ارداها شبه قتيلة مخضبة بدمائها، دخلت والدتها عليهما وبقلب جامد ووجه كله شر وغضب فسكبت الاسيد الحارق على جسد “انفوشا” بدون أن يرف لها جف او أن يحن لها قلب. صرخت “انفوشا” بقوة ودوّى صوتها في سماء تلك القرية البائسة التي لا يوجد فيها ذرة رحمة لمن هن مثل “انفوشا”…
بقيت “انفوشا” طوال الليل تئن وتتوجع وبالكاد كانت تلتقط انفاسها، حيث كان معظم جسدها محروقاً بحروق بليغة، ورائحة تلك الجريمة الشنعاء اختلطت مع رائحة جلدها المحروق وهي تفوح من حيطان غرفتها..
تسلل نور الفجر من شقوق الباب الخشبي المترهل، واذا بصوت والد “انفوشا” يستيقظ من النوم ويستعد للوضوء من اجل ان يذهب لأداء صلاة الفجر.. وصوت المؤذن يصدح بنداء الصلاة “الله اكبر … الله اكبر.. اشهد ان لا اله الا الله… اشهد ان لا اله الا الله.. اشهد ان محمدا رسول الله…أشهد ان محمدا رسول الله…”
ونشر الخبر بعد أن فارقت “انفوشا” الحياة…
http://an7a.com/81362
* *
– غروب جميل لكنه مرتبك بدأ يختطف نور السماء، وهواء بارد نوعا ما يحاول ان يتسلل في بيوت محافظة الزرقاء في الاردن.
عاد والد داليا مع اخيها من العمل لكي يستعدان للوضوء ويذهبان للمسجد. لكنهما سمعا داليا تتحدث في غرفتها مع احد بلطف وتضحك بصوت مثير. لحظتها شكا انها تتحدث مع رجل ادخلته في البيت بعد ان خرجا. وحالما داهموها في الغرفة، وجدوها جالسة على سريرها وجهاز الكمبيوتر “اللاب توب” موضوعا امامها، وتتحدث مع شاب على “سكايب” و صورته ظاهرة على الشاشة.
غضب الاب من داليا وامرها بأن تنهي تلك المكالمة حالاً، ففعلت ويداها ترتجفان من شدة الخوف. امسكا بها وطروحها ارضاً، ووالدها يشتمها ويلعن اليوم الذي ولدِت فيه لأنها جلبت له العار ولأسرته.
وبدون اي تردد قررا الاثنان على انهاء حياة داليا، تلك الفتاة الطموحة التي مازالت تحلم ان تتخرج في يوم ما كباحثة في امراض سرطان الاطفال، فتكتشف دواء لذلك المرض الخبيث لتشفي الاطفال منه، وتمسح الحزن عن وجوه امهاتهم واباءهم.
الأب امر ابنه ان لا يضرب داليا كي لا تظهر اي اثار كدمات على جسدها، ويصبح فيه تحقيق طويل مع الشرطة ويثبتون عليهما الجريمة. اخبره ان افضل وسيلة هي كتم انفاسها، لذلك قررا خنقها وحجب الهواء عنها..
عينا داليا تحدقان بوالدها واخيها ودموعها تخر بغزارة على خديها تترجاهما وتتوسل اليهما ان يصفحا عنها، فهي بريئة ولم تفعل شيئا، لكنهما لم يسمعاها وكأنها تتوسل في الصخر.
بعدها جثما الاثنان على جسد داليا كي لا تتحرك، وخنقاها لدقائق حيث وجهها بدأ يفقد تقاسيم الحياة وزُهقت روحها.. واذا بصوت المؤذن يرتفع في سماء محافظة الزرقاء يدعو الناس للصلاة …
“الله اكبر … الله اكبر.. اشهد ان لا اله الا الله… اشهد ان لا اله الا الله …اشهد ان محمدا رسول الله…أشهد ان محمدا رسول الله…”
ونشر خبر الجريمة …
http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=online%5Cdata%5C2012-10-31-16-47-54.htm
* *
مالالا يوسف فتاة في الرابعة عشر من عمرها وتُعد اصغر ناشطة حقوقية في باكستان. كانت تطالب الحكومة الباكستانية بفتح مدارس للبنات في القرى والمناطق النائية في اقليم سوات، كي تتاح الفرصة للفتيات ان يتعلمن ويحسن من اوضاعهن.
مالالا تعيش في منطقة سوات التي تحت سيطرة طالبان، لذلك كانت تتعرض لحملات شرسة من قبل المتشددين دينيا، وتعرضت لمحاولة اغتيال لأنها استخدمت التعليم كسلاح لمحاربة البؤس الذي يعانين منه كثير من النساء الريفيات في قرى سوات بسبب منع طالبان تعليم البنات.
في ظهيرة يوم الجمعة خرجت مالالا يوسف من المدرسة بصحبة رفيقاتها والسعادة تغمرها، لأنها تمكنت من اقناع مديرة المدرسة ان تساندها من اجل تأسيس مدرسة ابتدائية في القرية المجاورة ، واذا برجال ملتحين مسلحين من جماعة طالبان الباكستانية يركبون عجلة نارية حيث قربوا من الفتيات واطلقوا النار عليهن واصابوهن بجراح طفيفة ، لكنهم اصابوا مالالا بإصابة بليغة، حيثوا اودعوا برصاصة في جمجمتها.
تجمهروا الناس الذين كانوا متجهين الى المسجد حول جسد “مالالا” الملقى على الارض والدماء تسيل من رأسها، واذا بصوت المؤذن ينادي للصلاة
“الله اكبر … الله اكبر.. اشهد ان لا اله الا الله… اشهد ان لا اله الا الله …اشهد ان محمدا رسول الله…أشهد ان محمدا رسول الله…”
ونشر الخبر
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2012/10/121010_pakistan_update_girl.shtml
[حان وقت الصلاة (2)->http://www.middleeasttransparent.com/spip.php?
page=article&id_article=19505&lang=ar]