حصيلة السنة الماضية من بطش الأجهزة الأمنية السورية تجاه الفئة الطلابية في الجامعات السورية توجت بإعتقال العشرات من الطلبة الجامعيين في جامعتي دمشق وحلب، زجوا في أقبية السحون من دون أمر قضائي أو توجيه تهمة معينة إليهم. وبذلك حرموا هذه السنة من تقديم امتحاناتهم ورسبوا في موادهم الجامعية، علماً أن طلبة جامعة دمشق اعتقلوا على أثر تنظيمهم لرحلة ترفيهية بحجة عدم الحصول على موافقة الجهات المختصة أي “الأمن السياسي”.
طلبة جامعة دمشق المعتقلين لم يشاركوا بمظاهرة أو احتجاج و اضراب للمطالبة بإطلاق الحريات العامة أو رفع هيمنة الأجهزة الأمنية وتسلطها عن حرم الجامعات. لم يطالبوا باستقلال الجامعة عن قرارات حزب البعث، ولم يطالبوا أيضاَ بالرئيس السوري بشار الأسد بتقديم استقالته أو إلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية. بل نظموا رحلة للترفيه عن النفس قبل بدء مشوار الإمتحانات. هل أصبحت الرحلات تشكل خطراَ على نظام البعث في سوريا و”توهن نفسية الأمة”؟ أم أن التواصل بين الطلبة والنزهة باتت من المحرمات قد تثير قلق أجهزة الأمن والمخابرات السورية!!؟..
الجيل الشبابي الجديد لم يتعود بعد على الترويض والخوف. وميول واتجاهات هذا الجيل غير معروف لدى النظام السوري، مع ملاحظة حالة من عدم الرضى نتيجة الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بسبب سياسات حزب البعث. وقد يسبب ذلك اهتمامهم بالشأن العام أكثرفي عصرٍ تطور فيه وسائل الاتصال الجماهيري. لذا نجد أن النظام السوري يتخذ تدابير أكثر قمعاً وصرامةً لخلق جدران من القلق والرعب، كما فعلته أجهزته مع الأجيال السابقة، لضمان استمرارية بقاء نظام توليتاري على سدة الحكم..
بالرغم من مرور ثلاثين عاماً على صدور اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم الجامعات السيئة السمعة، إلا أن الرئيس السوري أصدر المرسوم رقم في عام 2007 250، و على الرغم من إجراء تعديلات بسيطة في هذه اللائحة، لكن بقيت المواد 122و 123 و 124، الفصل السادس من هذه اللائحة على حالها و لم تتغير. فقد يفصل أي طالب جامعي ويحرم من إتمام تحصيله العلمي بتهمة المشاركة في أعمال ذات طابع سياسي. لذلك يكون التعبير عن الرأي في الجامعات السورية من المحرمات. هذا ناهيك عن إنتشار ظاهرة الوشاية في صفوف الطلبة. فكل من يدخل اسمه للقائمة السوداء مصيره الاستجواب و التنبيه من قبل المسؤول الأمني في الجامعة، الذي يفترض أن يحمي أمن الجامعة، لا يقمع الطلبة لمجرد ميولهم الفكرية و آرائهم..
في عام 2004 فُصِلت مع العشرات من الطلبة الأكراد السوريين بسبب تنظيم مظاهرة سلمية: فقد طالبنا حينها بإيقاف إطلاق النار في مدينة القامشلي من قبل الأمن السوري، حيث قتل وجرح حينها المئات من المواطنين العزل. إلا أن الأجهزة الأمنية السورية تعاملت معنا بقساوة، عدا عن فصلنا من الجامعة. اعتقل آنذاك المئات من الطلبة الجامعيين وزجوا في أقبية الفروع الأمنية وتعرضنا لأشد أنواع التعذيب النفسي و الجسدي، حتى آل الأمر بنا إلى ترك سوريا بعد اطلاق سراحنا..
بالمختصر المفيد لا تستطيع الجامعات السورية أن تنهض من جديد و تتخلص من هيمنة الأجهزة الامنية البعثية وسلطة منظمة حزب البعث ما يسمى “الإتحاد الوطني لطلبة سوريا”، بدون تحرك فعلي داخل الجامعات السورية كي يرفع الحزب البعث يده عن الحرم الجامعي المنتهك منذ استلام هذا الحزب السلطة في سوريا وحتى وقتنا الراهن. وها قد دخلنا للعام الجديد الذي لن يختلف عن سابقه ما دام أن البعث يعتبر الجامعات السورية جزءاً من ملكيته الخاصة..
*مفصول سابقاً من جامعة دمشق بتهمة المشاركة في أعمال ذات طابع سياسي
صورة المقال من أرشيف مظاهرة الطلبة الأكراد في جامعة حلب 20004-3-13
حالة الطوارئ في الجامعات السورية حزب البعث العربي الاشتراكي هو حزب انقلابي ديكتاتوري يرفع شعارات قومية لكنه يناقضها على ارض الواقع! فهو دائما في صف ايران واسرائيل وادواتهما فها هو ضد العرب في العراق لصالح ايران وها هو ضد العرب في الامارات لصالح ايران وها هو ضد عودة الجولان لصالح اسرائيل وها هو ضد اي عمل من شأنه ان يزعزع القوة الايرانية في لبنان لصالح اسرائيل وايران وها هو يرفض قرارات الجامعة العربية لصالح اسرائيل وايران وها هو يفتح كل ابواب سوريا للغزو الايراني وها هو يسلم العرب الاهوازيين لايران !!!!!!! لهذا يسمون سوريا : سوريا الاسد! ونحن نعد الذين… قراءة المزيد ..