ما زال لغز السيارة التي انفجر بها لغم ارضي في جرود العاقورة يثير تساؤلات اهالي المنطقة، خصوصا ان المسلحين الذين كانوا بداخلها اختفوا بسحر ساحر تاركين خلفهم جهاز ارسال وأعيرة نارية حربية من نوع كلاشينكوف و9 ملم.
وما فاقم في التساؤلات رد فعل الحزب الالهي، على قاعدة “كاد المريب ان يقول خذوني”، حيث اتهمت وسائل إعلام حزب الله، شاهدَ العيان بالتورط مع المسلحين في “عملية تهريب”، كما لجأت الى الزج باسم النائب السابق فارس سعيد في العملية.
مصادر في منطقة العاقورة قالت إن حزب الله، وبعد حرب العام 2006 ، وضع يده على 30 % على الاقل من مشاعات” بلدة العاقورة التي تمتد نزولا عند السفح الشرقي لسلسلة الجبال الغربية حتى تتاخم قرى وبلدات اليمونة وشمسطار، ومزارع بيت مشيك. وأنشأ الحزب الالهي مربعات أمنية ضمنها مواقع عسكرية في المشاعات، ومنع الرعيان والصيادين من الدخول اليها.
مواقع صواريخ.. و”عملاء” في “العاقورة”!
وخلال شهر تشرين الثاني المنصرم شوهدت أكثر من حفّارة وجبّالات باطون تعمل على استحداث مواقع عسكرية جديدة، قيل انها مخازن ومنصات اطلاق صواريخ.
وتضيف ان حزب الله لم يكتف بهذا القدر من الوجود العسكري بل أنشأ شبكات امنية داخل بلدة العاقورة وتتشعب داخل العائلات والفروع، وتديرها رموز معروفة بولائها السابق لايلي حبيقة والاستخبارات السورية.
خط عسكري مع قضاء بعلبك
ويضيف اهالي المنطقة ان “المشاعات” تخضع لمراقبة مشددة من عناصر الحزب لاكثر من سبب امني، بينها ان المربعات الامنية والعسكرية في الجرد تشكل خطوطا خلفية للحزب ومخازن وقواعد إطلاق للصواريخ، كما الحزب استحدث “ممرات” في “المشاعات” لوصل بلاد جبيل بقضاء بعلبك على اكثر من محور.
ويعرب الاهالي عن اعتقادهم بان السيارة المنفجرة كانت تستكشف المنطقة من اجل توسيع رقعة انتشار حزب الله، وان العناصر الذين كانوا يتواجدون في السيارة يجهلون طبيعة المنطقة الجغرافية، خصوصا وان الثلج بدأ بالذوبان، ما يضيع بعض المعالم الجغرافية، فكان ان انزلقوا الى حقل الالغام من مخلفات الحرب الاهلية، رغم الصراخ التحذيري من الشاهد العيان المتهم حاليا من قبل وسال إعلام الالهيين بالتورط في عملية تهريب!
يشار الى ان اهالي العاقورة والجوار يقصدون هذه المنطقة لجمع النباتات (السليق) والخضار التي تنبت في اعقاب ذوبان الثلج والجليد، من اجل تحضير اطباق محلية.
وما يثير استغراب الاهالي ان الشاهد “المتهم” هو من قام بالاتصال بمخفر العاقورة والمسؤولين الامنيية في المنطقة ليبلغهم عن الانفجار! فهل كان لمتورط في عملية تهريب الابلاغ عن المهربين وعن نفسه؟
“إن لم تستح فافعل ما شئت”، خصوصاً إذا كنت “إلهياً”!
حادث “العاقورة”: مراكز صواريخ وخطوط عسكرية لحزب الله تتّصل ببعلبك
يجب مساءلة “الرئيس” سليمان وسائر الفريق “الحاكم” و”مسؤولييه”. فهذه حوادث تشي بما يتراوح بين الخيانة العظمى وبين الرعب الاستقالي من أية مسؤولية. هامش يرفض اللبنانيون تسويق أمنهم وأرواحهم وأرواح أولادهم، وممتلكاتهم، بين خطّيه. يجب مساءلة “المسؤولين” الرسميين، وهم مسؤولون قانوناً وواقعاً عن موت لبنانيين، وجرح آخرين، وخطف وإخفاء آخرين أيضاً، وحظر مساحات عليهم من الأراضي اللبنانية ومن مجموعات خارجة عن القوانين اللبنانية.