الاحتفال بذكرى المصالحة التاريخية التي حصلت عام 2001 في الجبل، التي رعاها في حينه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والبطريرك الماروني مار نصرالله صفير، كان مختلفا هذا العام. فتم تغييب الذي عملوا بكدّ لهذه المصالحة، كما غاب عنها ايضا ابن بلدة دير القمر النائب دوري شمعون.
ولكن ابرز الغائبين كان، طبعاً، النائب وليد جنبلاط!
المعلومات تتحدث عن ان جنبلاط اعتذر عن حضور الاحتفالات بسبب الخلافات المسيحية على تبني المصالحة. فكان احتفال من اعداد وتنظيم التيار العوني في “كنيسة سيدة التلة” وهو عبارة عن قداس ترأسه البطريرك الراعي وحضره الرئيس ميشال عون. في حين أعدت القوات اللبنانية إحتفالا ثانيا في قصر المير امين” في بيت الدين، قاطعه التيار العوني، الذي رفض ان تقيم “القوات” احتفالات بالمناسبة، بحيث يكون الاحتفال بحضور الرئيس عون هو الاساس، ولا حاجة لاحتفالات أخرى!
النائب وليد جنبلاط، استبق الخلافات المسيحية ولم يرضَ الدخول في تفاصيلها! فغرد على موقع تويتر في الرابع من الجاري: “من الافضل ان يتواجد في بيت الدين في ذكرى المصالحة برعاية البطريرك الراعي جميع الاحزاب التي كانت في ٢٠٠١ و٢٠١٦“.
ولما أدرك جنبلاط ان المقاطعة العونية لاحتفال بيت الدين قائمة ونهائية، قرر الاعتذار عن المشاركة في الاحتفالين، واوفد نجله تيمور ليمثله، واوكل الى النائب مروان حماده ليلقي كلمته في احتفال القوات اللبنانية.
الغائب الثاني عن الاحتفال كان النائب دوري شمعون، ابن بلدة دير القمر، ومن العاملين على المصالحة، وقال شمعون في حديث صحفيانه اعتذر عن المشاركة سلفاً وغاب عن المنطقة، وأضاف: “لم أرَ أيّ معنى للافتة الكبيرة المرفوعة والضجة التي أثيرت وحديثهم عن قيامهم بالمصالحة.
نحن من قمنا بهذه المصالحة عام 2001 وحافظنا عليها، ولا مشكلات والحمد لله. فالأمر الثابت الوحيد والذي لم يتبدّل طوال هذه الاعوام هو هذه المصالحة، وهي ليست موضع بحث. فما جرى دعاية إنتخابية، ليس إلّا “!
الغائب الثالث عن الاحتفالات بالامس كان النائب السابق فارس سعيد، الذي يبدو انه استبعد نهائيا عنها، وإذا كان سعيد لا يهادن التيار العوني، فلم تتم دعوته للمشاركة في القداس، فهل الخلاف الايديولوجي مع القوات هو الذي حال دون مشاركته في الاحتفال في بيت الدين؟
يشار الى ان المصالحة تمت، في سنة ٢٠٠١، وكان رئيس القوات اللبنانية ما يزال في السجن، والجنرال عون يغرّد عبر الكاسيت من باريس. وللتذكير، فإن الذي أنجز المصالحة كان كل من النائب الراحل سمير فرنجيه والمحامي جان حرب، والنائب فارس سعيد، منتدبين من “لقاء قرنة شهوان”، لأنهم تمتعوا بثقة طرفي المصالحة البطريرك صفير والنائب جنبلاط ما سهل مهمتهم وصولا الى اللقاء التاريخي في الجبل الذي أنهى أكثر من قرن من الخلاف الدرزي الماروني.