الشفاف”، بيروت – خاص”
فاجأ رئيس اللقاء الديمقراطي النيابي اللبناني وليد جنبلاط اللبنانيين والسوريين على حد سواء في إطلالته التلفزيونية مع المحقق “غسان بن جدو”، فخيّب ظن جميع الذين راهنوا على ان يقدم جنبلاط المزيد من التنازلات المذلّة للنظام السوري.
مقربون من جنبلاط قالوا إنه قرر ان يقلب الطاولة وان يعيد لدمشق شروطها، عارضاً على المسؤولين السوريين مقايضة بين دماء والده الشهيد كمال جنبلاط وما قال إنه “زلة لسان” صدرت عنه في “لحظة تخلّي” وفي لحظة انقسام هائل وغضب.
ويضيف المقربون من النائب جنبلاط انه قرر صرف النظر عن الشروط السورية وزيارة دمشق بالذل، فأعطى الكثير من الإشارات في مقابلته مع المحقق غسان بن جدو لعل اولها، حسب قولهم، فشل بن جدو في إنتزاع عبارة “أنا اعتذر من الرئيس الاسد”!، رغم المحاولات البائسة والمستميتة لبن جدو الذي كرر السؤال على جنبلاط: ماذا تقول للمسؤولين السوريين؟ وماذا تقول للشعب السوري؟ ليعيد السؤال بصيغة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة……. في مقابل التزام جنبلاط بدرجة عالية من ضبط النفس والهدوء والجدية.
ويشير المقربون من جنبلاط الى انه، خلال إطلالته التلفزيونية، تحدث للمرة الاولى عن الذين قتلوا في اعقاب استشهاد والده من المسيحيين في الجبل في فورة الغضب الدرزية والتي اريد منها وقتها صرف النظر عن عن القتلة الفعليين للزعيم كمال جنبلاط وتحويل الامر الى فتنة مسيحية- درزية، الأمر الذي استدعى من النائب وليد جنبلاط مغادرة دفن والده لتهدئة الخواطر وإعادة الامور الى نصابها في تلك المرحلة.
جنبلاط، ولأول مرةـ وصف هؤلاء المسيحيين بالشهداء معتذرا منهم بدلا من الاعتذار من الرئيس السوري.
ومن الإشارات التي ارسلها جنبلاط تشديده على المصالحة التاريخية مع المسيحيين والبطريرك صفير إضافة الى اعتماده لغة جديدة مع الحلفاء السابقين في قوى الرابع عشر من آذار. فاستخدم باعتدال شعار “العبور الى الدولة” بعد ان كان من اشد المنتقدين له، مجانباً في المباشر توجيه اي انتقاد لـ”القوات اللبنانية، ومشددا على موقفه القديم المتجدد من حزب الله وسلاحه وبصياغة جديدة على شكل تساؤل بشأن مصير السلاح وما إذا كان لبنان سيكون بلد المواجهة الوحيد في المنطقة.
جنبلاط تجاهل ايضا الحديث عن المصالحات على طريق دمشق، وشدد على بقائه في “الوسطية”، نافيا وجود اي نية لديه للانتقال الى صفوف الثامن من آذار.
ويضيف المقربون من جنبلاط انه، خلال إطلالته التلفزيونية، لم يعلن عن نقل الزعامة الى نجله “تيمور” وهي ستؤول اليه حكما. فأشار الى انه لا يريد توريث احقاد وعداوات إلا أنه اضاف ان “تيمور” سيتولى من يعده في الوقت المناسب.
ويختم هؤلاء إن مقايضة دماء كمال جنبلاط بزلة اللسان في حق الرئيس السوري هي اقصى ما يمكن لجنبلاط ان يقدمه سواءً حصلت الزيارة الى دمشق ام لم تحصل، وهو تاليا حدد تموضعه الى يسار قوى الرابع عشر من آذار من جديد.
*
مع أن جنبلاط رفض أن يستخدم تعبير “أنا أعتذر” رغم إلحاح غسان بن جدّو عدة مرات، فإن عنوان المقابلة على موقع الجزيرة كان “جنبلاط يعتذر من السوريين”!! ولذلك، قرّرنا التذكير بموقف سابق لجنبلاط من قناة “الجزيرة” ومن أمير قطر:
جنبلاط لقناة الجزيرة في مايو 2007: إنكم بانحيازكم للنظام السوري في مكانٍ ما شركاء في الإجرام في لبنان