معلومات خاصة من بيروت تفيد أن صواريخ الكاتيوشا التي “عثر عليها” الجيش اللبناني (أو تم “إبلاغه عنها”!) تعود إلى ضابط المخابرات السوري أحمد جبريل وأن عملية نصب الصواريخ وتجهيزها تمّت بـ”غض نظر” من حزب الله الذي ذكرت “الحياة” أن “المنطقة التي عثر فيها على الصواريخ هي معقل له وتبعد اقل من خمسة كيلومترات من الحدود اللبنانية مع اسرائيل”. أي أن “الرسالة” الصاروخية “سورية-إلهية” معاً، إذا صحّت المعلومات.
النظام السوري الذي يلوّح بورقة التفاوض المباشر مع إسرائيل يرغب في تفجير جبهة الجنوب اللبناني لاستخدامها ورقة ضغط في مفاوضاته مع تل أبيب، ولا مانع لديه من إشعال حرب جديدة في جنوب لبنان يمكن أن تؤدّي إلى.. طي صفحة المحكمة الدولية. من جهتها، تحرص إيران، التي يأتمر حزب الله بأوامرها، على تحريك جبهتي غزة وجنوب لبنان كلما تخوّفت من ضربة إسرائيلية على منشآتها النووية، أو لتحسين شروط التفاوض مع إدارة أوباما المقبلة.
الطرف الوحيد الذي لم يسأله أحد رأيه هو الدولة اللبنانية، والمواطن الجنوبي الذي قد تقوده سياسات الحزب الإلهي إلى رحلة تشريد وهدم منازل جديدة. الأرجح أن الحزب الإلهي قد نسي أن يسأل أهل الجنوب إذا كانوا يوافقون على فتح جبهة الجنوب اللبناني دفاعاً عن إيران!
وقد تم العثور على الصواريخ بعد تبليغ احد المواطنين عن وجودها، على بعد 3 كيلومترات من الحدود وكيلومتر ونصف من مقر اليونيفيل في الناقورة.
وفي أول تعليق له على هذا الأمر، أشاد قائد قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان “اليونيفيل” الجنرال كلاوديو غراتسيانو، في اتصال مع المستقبل “بالانجاز الكبير الذي حققه الجيش اللبناني”، رافضاً الدخول في تحديد الجهات التي تقف وراء ذلك، افساحاً بالمجال أمام التحقيقات الجارية.
فارس سعيد: تقاطع مصالح لإسقاط القرار 1701
وقد اشار منسّق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد إلى “وجود تقاطع مصالح بين أطراف عدة لاسقاط القرار 1701.”
ورأى سعيد في حديث تلفزيوني ان “اكتشاف الصواريخ الموجهة نحو اسرائيل، يشكل الحدث السياسي والأمني الأبرز هذه السنة، وهو امر خطير ويستدعي من الحكومة اللبنانية إتخاذ موقف علني بضرورة تنفيذ الـ 1701 ومنع خرقه من أي جهة كانت”.
وأوضح انه “اذا لمس المجتمع الدولي بأن الدولة لا تستطيع حماية ال1701 فهذا ينعكس سلبيا على لبنان، لذا عليها أخذ التدابير والاجراءات اللازمة لمنع هكذا محاولات في المستقبل”، لافتاً إلى ان ملامسة هذا الموضوع في مجلس الوزراء كأنه مادة تفجيرية أمر غير مقبول.
وأشار سعيد الى ان بعض الأطراف و”خصوصا حزب الله يسعى إلى بعث رسالة مفادها بأن التفاوض بين سوريا واسرائيل غير مرضى عنه”.