رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ان “اكبر خطر يُهدد الدولة حالياً هو ان القرار الاستراتيجي ليس بيدها”، مذكراً بالاقتراح الذي قدمهُ على طاولة الحوار والمتعلق بالاستراتيجية الدفاعية والذي يُعيد قرار الدفاع عن لبنان الى يد الدولة.
جعجع الذي استغرب ما أعلنه العماد عون بشأن القرار 1559 الذي لطالما جاهر الأخير بأنه عرّابه، شدد على ان “الجهة الوحيدة المخوّلة توصيف “شهود الزور” هي المحكمة الدولية وكل ما عدا ذلك تسميات تخصُّ أصحابها”.
كما كشف قصد الداعين الى اسقاط الحكومة بأنه دعوة الى جعل لبنان من دون حكومة لأنه اذا اُسقطت الحكومة الحالية فمن الصعب جداً تشكيل حكومة جديدة.
جعجع، قال “نسمع في الآونة الأخيرة ان هناك تغييرات في التحالفات وفي الكتل النيابية ولكن برأيي ان احد التكتلات كان شيء واصبح شيئاً آخر بحيث كان تكتل الاصلاح والتغيير فتحوّل الى “تكتل الافلاس والتعتير”.
وحول ما قاله عون بـ”أن الوزير الذي يعرف العطل و لا يأخذ اجراءً يُصبح مذنباً”، أيّد جعجع هذا الطرح، كاشفاً عن الوزراء الذين حددوا بعض الاعطال في وزاراتهم كوزراء التربية والداخلية والعدل وكلّ ذلك مسجّل ومعروف بينما لم نرَ أحداً طُرد جراء اعطال الكهرباء والمياه والاتصالات”، داعياً الجنرال عون الى الانطلاق بعملية الاصلاح بنفسه قبل انتقاد الآخرين…
وعمّا قاله عون عن مخالفات أساسية تُهدد الدولة وبأن المسؤولين عنها نائمون، اعتبر جعجع ان “اكبر خطر يُهدد الدولة حالياً هو ان القرار الاستراتيجي ليس بيدها أي القرار المتعلق بالأعمال العسكرية أو الامنية أو الحربية ومن هنا ضرورة استرجاع هذا القرار لأهميته”.
واذ ذكّر بالاقتراح الذي قدمهُ على طاولة الحوار والمتعلق بالاستراتيجية الدفاعية والذي يُعيد قرار الدفاع عن لبنان الى يد الدولة، أشار جعجع الى “انه في طليعة من دافع عن سلاح حزب الله بالشكل الذي هو عليه العماد عون وبالتالي هذه اولى المخالفات الأساسية التي يجب معالجتها بشكل جذري”، متمنياً على رئيس تكتل الاصلاح والتغيير لو يكف عن معارضة أي مسؤول في الدولة يُدافع عن حقه من خلال منعه عن التطرق الى سلاح حزب الله.
وتطرق جعجع الى ما أشار اليه العماد عون حول التسريبات عن التحقيقات، لافتاً الى ان “اكثر فريق يتحدث عن تسريبات هو وسائل اعلام 8 آذار وعلى رأسها الـ OTV”، مذكراً بحادثة عيون أرغش وما رافقها من تسريبات مفبّركة دحضتها التحقيقات التي أظهرت ملابسات القضية، مؤيداً الامتناع عن هذه التسريبات.
وعمّا قاله العماد عون حول القرار 1559 بأنه لم يُطالب من خلاله الا بسحب القوات السورية والمتبقي من القرار (سلاح حزب الله) لا شأن له فيه، استذكر جعجع مئات ومئات المرات التي كرر فيها العماد عون أو أفراد من تياره وجوب سحب سلاح حزب الله في العام 2005 وما سبقه، متوقفاً عند “الكتيّب البرتقالي” الذي وزع قبيل انتخابات العام 2005 والذي جاء في أحد بنوده “طالما سلاح حزب الله باقٍ طالما لن تقوم دولة فعليّة في لبنان” ، مستغرباً ما يقوله اليوم العماد عون بشأن القرار 1559 الذي لطالما جاهر بأنه عرّاب هذا القرار.
وتناول جعجع مسألة شهود الزور مشيراً الى ان كلاً منا يستطيع استخدام العبارة التي يريدها للدلالة على أمر ما فمثلاً بإمكاني تسمية الشمس بـ”العنكبوت” ولكن في الحقيقة وفي المفهوم العام تبقى شمساً، ومن هنا يحق للأخوان تسمية من يريدون بـ”شهود الزور” ولكن الجهة الوحيدة المخوّلة التوصيف في هذا الشأن هي المحكمة الدولية وكل ما عدا ذلك تسميات تخصُّ أصحابها”.
جعجع ردَّ على بعض من يُسمّي نفسه سياسياً فيظهر بكثافة على وسائل الاعلام ليُهدد يميناً وشمالاً أي جهاز قضائي او أمني يتعاون مع المحكمة الدولية أو ليُهدد شخصيات سياسية من قوى 14 آذار أو الدولة بأكملها وللأسف كم هي ضعيفة هذه الدولة حتى تسمع تهديدات من مثل هؤلاء الأشخاص العاديين الذين لا يُمثلون شيئاً والنيابة التمييزية غائبة لدرجة يصح فيها قول “غابت نواطير مصر عن ثعالبها”، ممتنعاً عن الرّد على هؤلاء في الوقت الراهن لأنهم أضعف من أن يهددوا من تلقاء أنفسهم الى حين ظهور الأطراف التي تتخفّى وراءهم.
وحضرت المحكمة االدولية في كلام جعجع بحيث استغرب الحملة التي تُشن عليها مع العلم ان لا ثغرة تشوب عملها، مشيراً الى ان عمل المحكمة الدولية مستمرٌ وسنقرأ القرار الظني حين صدوره وسنعلّق عليه قبل الآخرين باعتبار أننا أصحاب الدّم كما ان كلّ الشعب اللبناني معنيٌ بعمل هذه المحكمة وليس عائلة أو طائفة أو حزب معيّن، فعليها ان تضع حداً نهائياً للتفلت والشعور العام لدى الناس بأن القوي يستطيع قتل الضعيف ولا يُحاسب ومرّة لكلّ المرّات يستقيم التاريخ وينكشف من وراء كل هذه الاغتيالات السياسية لنطوي عندها صفحة ونبدأ بأخرى جديدة”، مؤكداً على “متابعة القوات اللبنانية لعمل المحكمة ولكننا الى الآن لم نشهد أي شيء يُبرر هذه الحملات ضدها الا من قبيل الربح السياسي أو أنهم يرفضونها بالمطلق كونهم لا يريدون دولة وهذا شأنهم…”.
جعجع انتقد كل المحاولات المستجدة لإضعاف قوى 14 آذار، لافتاً الى انه “مع كل محاولة لتفكيك قوى 14 آذار تتجدد لدينا الطاقة لتقويتها واستمرار مسيرتها وان كل هجوم على طرف من اطرافها لفصله عنها تمنحنا قوة وزخماً لمتابعة ما نقوم به حتى تحقيق اهدافنا اذ ان هذه القوى انوجدت جراء ارادة شعبية لا زالت هي هي لا بل تضاعفت”.
وجدد جعجع المطالبة ببيروت خالية من الميليشيات والتنظيمات المسلّحة اذ لا مبرر يُفسر تواجدها في العاصمة، كما دعا الدولة وكل المعنيين الى تحقيق هذا المطلب كخطوة أولى في العاصمة لتنسحب فيما بعد على طرابلس وصيدا وجبل لبنان والبقاع والشمال وكل المناطق اللبنانية على حدٍّ سواء.
وفي الختام، أوضح جعجع قصد الداعين الى اسقاط الحكومة بأنه “دعوة الى جعل لبنان دون حكومة باعتبار اننا جميعاً نعي انه في حال أُسقطت الحكومة الحالية _ ولو أنها ليست بطلة _ فمن الصعب جداً تشكيل حكومة جديدة”.