رأى رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان اقتراحه المقدّم في جلسة الحوار الوطني هو بمثابة استراتيجية دفاعية فعلية مرحلية وايجابية طالما ان حزب الله متواجد بالشكل الذي هو عليه فلماذا لا نفكر باستراتيجية في الوقت الحاضر تستطيع من خلالها الدولة والشعب اللبناني الاستفادة من امكانياتها ولكن بالشكل اللازم”.
ورفض جعجع بعد لقائه القائم بأعمال السفارة الاميركية في لبنان طوماس كولن، طرح الرئيس نبيه بري لجهة تشكيل مجموعة تتضمن عناصر من حزب الله وضباطاً من الجيش اللبناني، باعتبار ان هذا الطرح يعني “ان هناك جيشين احدهما الجيش اللبناني والآخر حزب الله ويقومان بالتنسيق في ما بينهما، فقرار الجيش اللبناني يُتخذ من قبل مجلس الوزراء ولكن “جيش حزب الله” من أين يتلقى قراره”؟
جعجع الذي لم يؤيد السير بمعادلة الشعب والجيش والمقاومة، رأى ان الدولة الطبيعية تكون طبيعية من شعب ودولة بكل مؤسساتها”.
وجاء شرح الهدف من هذا الاقتراح “على أثر حادثة العديسة، حيث بدأنا بدراسة ما يجب فعله لقيام الدولة الفعليّة، ولو ان المناقشات استغرقت أربع سنوات وممكن أن تأخذ وقتاً أطول الى حين الوصول الى وضع طبيعي، ولكن الى أن نصل الى الهدف المنشود نواجه كل يوم مشاكل في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة”.
وتابع أنّ “الجيش اللبناني يجب ان يكون القرار الدفاع عن لبنان بيده، حتى لا نسمع من يقول ان قرار السلم والحرب في يد أميركا او اسرائيل أو سواهما، باعتبار ان الجيش تحت امرة السلطة السياسية للحكومة اللبنانية وكلنا مؤمنون بهذه الأخيرة، فهل من أحد مستبعد عن هذه الحكومة؟ وبالتالي بهذه الطريقة نكون جميعنا خلف قرار الدفاع عن لبنان”، مضيفاً ” كيف نستفيد من حزب الله، في حين أننا نعلم مدى حساسيته تجاه كشف قوته، الأمر بسيط وهو من خلال وضع قدراته بيد الجيش اللبناني، ففي حال احتاج اليها الجيش تكون بتصرفه ولكن ليس عكس ذلك أبداً”.
واذ أسف من بعض الرافضين لهذا الاقتراح “الذي اعتقدتُ أنه سيُرحَب به نظراً لأهميته، فبالأمس كانوا يقولون ان المقاومة هي قوة للبنان، فلماذا لا تستفيدون منها؟ وها نحن اليوم نحاول الاستفادة منها اذ ان هذه الورقة لا تقول بنزع سلاح حزب الله ورميه بالبحر أو اعطائه للجيش أو محاولة لتفكيك حزب الله في الوقت الراهن باعتبار ان اقتراحي نصّ على ابقاء حزب الله كما هو ولكن بتصرف الجيش اللبناني لأنها الطريقة المثلى للعمل”، سائلاً “ماذا يعني عملياً كلّ هذا الشعر الذي ينظمونه حول شعار “الشعب والجيش والمقاومة”؟ فمرحلياً ان هذه الورقة هي أفضل طريقة لترجمته علماً انني لا اسير بهذه المعادلة لأن الدولة الطبيعية تكون طبيعية من شعب ودولة بكل مؤسساتها”.
ورداً على سؤال، أكدّ جعجع أنه “ليس بالامكان تجهيز الجيش اللبناني الا انطلاقاً من استراتيجية معينة نبدأ منها والطريقة التي سيتصرف فيها الجيش اللبناني تبعاً لاقتراحي مشابهة للطريقة المعتمدة من حزب الله وبالتالي لا تتطلب اساطيل من طيارات وغواصات بل امكانيات يستطيع لبنان تأمينها من ميزانيته”، معرباً عن تأييده مبادرة تسليح الجيش اللبناني بعد معرفة وتحديد الدور المنوط به.
وعن اعتبار البعض بأن اقتراحه بمثابة فخ لحزب الله، سأل جعجع “أين الفخ فيه؟ ففي الورقة لحظتُ التعاون بين حزب الله والجيش دون أن يُطلع الحزب عن قدراته أو مكان سلاحه للجيش”.
أمّا عن اعتبار البعض ان اقتراحه هو اعتراف من قبله بنجاح اسلوب المقاومة ضد اسرائيل وبمثابة محاولة لإدخال الجيش في هذا الصراع، أشاد جعجع بطريقة حزب الله التي اعتمدها طيلة العشرين سنة الماضية في مواجهة اسرائيل والتي وصفها بـ”الناجحة” وان عملية ادخال الجيش ضرورية لأنه المؤسسة الشرعية القانونية المولجة بهذا الشأن”.
وعن قول بري بأن جعجع اعترف بمعادلة “الشعب والجيش والمقاومة” بالرغم من موقفه المرن من اقتراحه، قال جعجع “هذه قراءة الرئيس بري للأمر بينما انا اعترفت بالدولة والجيش الشرعي التابع لها وبوضع كل القدرات الأخرى في تصرفه بينما معادلتهم تظهر وكأن في لبنان يوجد دولتين أو مركزين قرار استراتيجيين، الامر المرفوض بالنسبة لنا”.
وعمّا اذا بحث مع ضيفه الاميركي باستمرار الادارة الاميركية بتقديم مساعدات لتسليح الجيش على اثر حادثة العديسة، شدد جعجع على ان الولايات المتحدة الاميركية مستمرة بدعم الجيش كما كانت تفعل في الخمس سنوات الماضية.
نهار نت