في مرافعته أمام المحكمة التي حكمت عليه بالسجن 11 سنة، قال “ليو تشياوبو” : “حرية التعبير هي أساس حقوق الإنسان، وأصل الإنسانية، وأمّ الحقيقة. إن خنق حرق التعبير يعني الدوس على حقوق الإنسان، وخنق الإنسانية، وكبت الحقيقة”.
ولعلّ أبرز ما قام به “ليو تشياوبو” كان مشاركته في صياغة “شرعة 08” الصينية، التي قام “الشفاف” بترجمتها إلى العربية، وكتبنا عنها في حينه أنها “يمكن أن تصبح إحدى النصوص “الكلاسيكية” في أدبيات حقوق الإنسان والمواطن”.
نعيد نشر “شرعة 08” اليوم لأن “ليو تشياوبو” نال جائزة نوبل كأحد أبرز رموزها. ومرة أخرى، نحثّ العرب على قراءة هذه “الشرعة” الصينية العظيمة، ونخصّ بينهم اللبنانيين الذين سيخوضون في الأيام المقبلة معركة حاسمة مع تحالف الإستبداد السياسي والديني الذي يرمز إليه نظام دمشق ونظام طهران وامتداداته المتمثّلة في أجهزة أمنية بائدة تعمل جميعاً تحت مظلة “حزب الله” اللبناني الإيراني.
في نهاية النفق.. الديمقراطية تنتصر دائماً الإستبداد..
“الشفّاف”
بكين (ا ف ب) – احتفلت اوساط المنشقين الصينيين السبت بمنح المثقف الصيني المعتقل ليو تشياوبو جائزة نوبل للسلام واعربت في الوقت نفسه عن خشيتها من تشديد القمع بعد اعتقال ناشطين فور اعلان اسم حائز الجائزة.
واعلن محام ومنظمة للدفاع عن حقوق الانسان ان الشرطة اعتقلت في عدة مدن مثل بكين وشنغهاي (شرق) وجينان (شمال) عشرات من انصار تشياوبو كانوا يحتفلون مساء الجمعة بمنحه الجائزة. وصرح تينغ بياو احد محامي ناشطي حقوق الانسان لفرانس برس “الليلة الماضية اعتقلت الشرطة عددا من الاشخاص. انهم لا يريدون ان يتجمع الناس للاحتفال”. واضاف “انها معضلة بالنسبة للحكومة، انهم لا يريدون ان يعلم الناس” بمنح ليو جائزة نوبل.
وكذلك اشارت منظمة “المدافعون عن حقوق الانسان في الصين” ومقرها في هونغ كونغ الى حملة اعتقالات. وقالت المنظمة في بريد الكتروني “فيما تجمع البعض في حلقات صغيرة للاحتفال بهذا الحدث المهم، اقتيد عشرات من انصار ليو الى الاعتقال”.
وقال مركز الاعلام لحقوق الانسان والديموقراطية ومقره في هونغ كونغ ان ليو شيا زوجة ليو تشياوبو وصلت السبت الى اقليم لياونينغ (شمال شرق) حيث هو معتقل ويفترض ان تلتقيه صباح الاحد. لكن تعذر الاتصال بها.
من جهة اخرى، وقع سبعة مثقفين صينيين رسالة هنأوا فيها ليو تشياوبو واعتبروه “راية عدم اللجوء الى العنفد في الصين”، كما اعلن احد موقعيها لفرانس برس. واعتبر الموقعون ان “على الصين ان تتفادى ثورة عنيفة وما يواكبها من حركات تمرد جماهيرية”، كما جاء في الرسالة التي نشرت على الانترنت في الخارج.
واعتبرت صحيفة غلوبال تايمز الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني ان لجنة نوبل “الحقت بنفسها العار” وان جائزة السلام “انحطت لتتحول الى اداة سياسية في خدمة سياسات معادية للصين”.
وجاء في افتتاحية تشير الى منح الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما جائزة نوبل للسلام سنة 1989 “مرة اخرى، اكدت لجنة نوبل استكبارها واحكامها المسبقة ضد بلد احرز تقدما ملحوظا خلال العقود الثلاثة الاخيرة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي”.
وتابعت الصحيفة “من الواضح ان جائزة نوبل للسلام منحت هذه السنة لاثارة غضب الصين”، لكن الصين ستصمد امام محاولات “فرض القيم الغربية عليها”. وتعتبر بكين ليو تشياوبو (54 عاما) “مجرما” وهو يمضي حاليا عقوبة بالسجن 11 سنة بتهمة “المس بسلطة الدولة” بعد ان كان من الموقعين على “ميثاق 08″ للمطالبة ب”صين ديموقراطية”.
ولم تؤد الابحاث على موقعي الانترنت الكبيرين “صينا” و”صوهو”، عن “جائزة نوبل للسلام” او “ليو تشياوبو” الى اي نتيجة، وتحدث العديد من مستخدمي الشبكة الذين اعتادوا على الرقابة المستمرة، بمهارة عن ليو دون ذكر اسمه. وفيما لزم التلفزيون الرسمي الصمت، فرضت الرقابة على التحقيقات التي كانت تبثها قنوات التلفزيون الاجنبية حول حائز جائزة نوبل للسلام مثل “سي ان ان” الاميركية او “تي في 5″ الفرنسية.
وقال المحامي المشهور مو تشاوبينغ الذي يدير مكتب محاماة دافع عن ليو السبت لفرانس برس ان على الصين ان تكون فخورة باختيار احد مواطنيها لنيل جائزة نوبل لسلام”. وقال مو “عدد قليل من الصينيين حازوا جائزة نوبل ليس فقط نوبل السلام بل جوائز نوبل الاخرى”.
واضاف “تلقى ليو تعليمه في الصين ويقيم في الصين على الرغم من انه في السجن. هذا ما يجعله مميزا. لهذا السبب على الشعب الصيني ان يفتخر به”. وخلص الى القول “جائزة نوبل تعطي تشجيعا كبيرا ودعما لكل الذين يشاطرونه (ليو) آراءه”.