الرئيس الايراني حسن روحاني ونظيره السويسري ألان بيرسيه خلال مؤتمر صحافي مشترك في برن في 03 تموز/يوليو 2018
أربكت الشكوك حول تورط دبلوماسي إيراني معتمد في فيينا في مخطط لمهاجمة تجمع لحركة معارضة في فرنسا، زيارة الرئيس الايراني حسن روحاني الى سويسرا والنمسا سعيا للحصول على ضمانات للحفاظ على الاتفاق النووي الموقع في 2015.
وعشية وصول الرئيس روحاني، اعلنت النمسا انها طلبت من طهران رفع الحصانة الدبلوماسية عن دبلوماسي في سفارة ايران لدى فيينا يشتبه بتورطه في مخطط لتنفيذ اعتداء ضد تجمع لحركة ايرانية معارضة السبت في باريس.
واضافت وزارة الخارجية النمسوية بعد ذلك انها قررت ان تسحب من المشتبه به صفة الدبلوماسي. وسيدخل قرار سحب هذه الوضعية حيز التنفيذ “خلال 48 ساعة”.
واوضحت الوزارة لوكالة فرانس برس ان مسألة الحصانة التي تؤمن حماية كبيرة في حال وقوع اي مخالفة، لن تؤثر بالضرورة على قرار السلطات الالمانية بشأن مصير الدبلوماسي كونه اوقف خارج البلد الذي يمارس فيه عمله.
واضافت ان المشتبه به مستهدف بمذكرة توقيف اوروبية.
وفي المجموع، اوقف ستة اشخاص من قبل سلطات عدد من الدول الاوروبية، يشتبه بانهم شاركوا في الاعداد لهجوم على تجمع لمعارضين للنظام الايراني قرب باريس السبت، شاركت فيه شخصيتان اميركيتان كبيرتان.
وقال “المجلس الوطني للمقاومة الايرانية” الذي تنضوي ضمنه منظمة مجاهدي خلق الاثنين ان “دبلوماسي نظام الملالي في النمسا اوقف في المانيا (…) ويدعى اسد الله اسدي“، واتهمه بانه “مدبر” محاولة الاعتداء “والمخطط الرئيسي لها”.
ويشتبه بانه كان على اتصال بموقوفين آخرين هما زوجان بلجيكيان من اصل ايراني أرادا تنفيذ تفجير في فيلبانت قرب باريس، خلال تجمع لمجاهدي خلق وهي حركة معارضة في المنفى تأسست في 1965 وحظرتها السلطات الايرانية في 1981.
وقد اوقفا في بروكسل وبحوزتهما 500 غرام من مادة بيروكسيد الاسيتون (تي اي تي بي) وهي متفجرات يدوية الصنع، الى جانب “آلية للتفجير”.
وشارك حوالى 25 الف شخص تجمع حركة مجاهدي الشعب بحضور اثنين من المقربين الى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش ورئيس البلدية السابق لمدينة نيويورك رودي جولياني.
اجتماع حول النووي في فيينا
ذكر الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية النمسوية ان اسدي يشغل منصب المستشار الثالث في سفارة ايران لدى فيينا. واوضح ناطق باسم الوزارة ان فيينا ابلغت بذلك سفير ايران الذي استدعي الى الوزارة الاثنين منذ اعلان القضاء البلجيكي عن احباط خطة الهجوم.
واكدت طهران التي اثارت القضية استياءها، انها “عملية مزيفة” بينما يقوم الرئيس حسن روحاني بزيارة الى أوروبا لمناقشة التعاون بين الاوروبيين والايرانيين بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
وما يزيد من حساسية الوضع ان وزراء خارجية الدول الخمس الموقعة على الاتفاق حول برنامجها النووي سيجتمعون الجمعة في فيينا للمرة الاولى منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في أيار/مايو الماضي، حسبما اعلنت وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وتعتبر طهران ان زيارة روحاني الى اوروبا ترتدي “اهمية كبرى” للتعاون بين الجمهورية الاسلامية واوروبا بعد الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي.
وبعد زيارته الى سويسرا حتى الثلاثاء، سيتوجه روحاني الى فيينا الاربعاء للقاء رئيسي الدولة والحكومة النمسويين، بينما تدعو ايران اوروبا الى تقديم “ضمانات” طبيعتها اقتصادية يمكن ان تسمح لايران بالبقاء في الاتفاق.
وفي الواقع، يفتح الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي الباب امام فرض عقوبات جديدة على طهران وشركات دول اخرى تتعامل معها في قطاعي التجارة او الاستثمار.
واعلنت مجموعات كبرى اجنبية، بما في ذلك في النمسا، عزمها على وقف نشاطاتها في ايران او معها، خوفا من تعرضها لعقوبات.