“الشفاف”- القدس
أشارت معلومات من القدس ان السلطات الاسرائيلية لم تعد مهتمة ببقاء الرئيس السوري بشار الاسد، بل إن القيادة الاسرائيلية التي شكلت الضمان الوحيد لنظام الاسد عام 2005 في الامم المتحدة ومجلس الامن، تصب جهودها على معرفة معالم مرحلة ما بعد الاسد وما إذا كان النظام الذي سيخلف الاسد سيبقي جبهة الجولان مستقرة أم لا.
وتضيف المعلومات أن المسؤولين الاسرائيليين ما زالوا يعتبرون الحدود السورية أكثر الحدود أمنا وإستقرارا في الشرق الاوسط وما يجري من تدريبات وطلعات جوية وزيارات لقادة الجيش الى هذه الحدود، لا يعدو كونه مناورات روتينية لا أكثر.
من جهة ثانية، تشير معلومات الى ان اهتمام اسرائيل ينصب على التخلص من حزب الله ومن حركة حماس على حد سواء، وهي حاليا تبحث عن ذريعة لتشن هجوما كاسحا على حزب الله مستفيدة من غرق الحزب في الوحول الداخلية اللبنانية والقرار الاتهامي الذي أفقده الكثير من الاحتضان الشعبي اللبناني، فضلا عن الخروقات الامنية التي لا يستهان بها والتي جعلت الحزب مكشوفا على المستويين الداخلي والخارجي والامني، وهذه الفرصة السانحة للتخلص من حزب الله في حال وفّر الحزب الذريعة لاسرائيل.
اما على جبهة غزة فإن إسرائيل مستمرة في تنفيذ ضربات جوية على القطاع وعلى الفصائل الصغيرة للتخلص من بعض القيادات التي يتاح لها التخلص منها، وان هذه الضربات قد تشتد وتقوى من دون ان تصل الى حدود تنفيذ إجتياح عسكري للقطاع، ما يرغم حماس على العودة الى الالتزام بتنفيذ الاتفاق على وقف إطلاق الصواريخ على غزة في مقابل وقف الضربات الاسرائيلية.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان القادة الاسرائيليين حريصون على عدم إستفزاز الجانب المصري، وهم لذلك اعتذروا لمصر على قتل ثلاثة من جنودها. ويعتبرون ان السلام مع مصر “كنز لا يجب التفريط به” ولذلك هم حريصون على إيفاد مسؤول إسرائيلي بشكل يومي الى مصر للتنسيق وتبادل وجهات النظر في العلاقات المشتركة.
وتلخص المصادر الوضع الحالي في إسرائيل على الشكل التالي : رفع الغطاء عن النظام السوري وحكم آل الاسد، تكثيف الضربات الجوية على حماس، سعي دؤوب للمحافظة على إتفاقية السلام مع مصر وترقب للوضع على الحدود الشمالية مع لبنان، في إنتظار أن تسنح الفرصة لتوجية ضربة قاضية لحزب الله.
عن الوضع الداخلي في إسرائيل تشير المعلومات ان الاتجاه السائد يسير نحو إنتخابات نيابية مبكرة يرجح ان يفوز فيها التيارات اليمينية المتطرفة وهذا ما يشكل خطرا على مستقبل العلاقات العربية الاسرائيلية وعملية السلام برمتها. خصوصا أن هذه التيارات لا تعترف بحق الفلسطينيين بالوجود على أرض فلسطين وتكن حقدا دفينا للعرب إنطلاقا من خرافات وأوهام تستند الى ان الله وهبهم الارض وهم سيحافظون عليها ولا مانع لديهم من قتل الفلسطينيين.
وتشير المعلومات الى هذه الاجواء أصبحت أكثر فأكثر تعميما في المجتمع الاسرائيلي حتى في الاوساط اليسارية وفي اوساط حزب العمل ما يشير الى ان الاتجاهات اليمينية المتطرفة هي التي ستقود إسرائيل في المرحلة القادمة.
وتعتبر الاوساط اليمينية الاسرائيلية أن السلام “نكتة” إسرائيلية صدقها العرب، الذين لا يفهمون إلا لغة البطش والقوة.