قد يكون اللبناني، ولأي فئة انتمى، الوحيد الذي، عندما يريد إلقاء تحية، يستخدم ثلاث كلمات من 3 لغات ” هاي كيفك سافا؟”Hi كيفك؟ ça va ?
*
من المفترض منطقيا، في هذا العصر أو أي عصر آخر، عاش أو يعيش فيه من يسمى بـ”أحمد الصراف” أن يعرف نفسه للآخرين، وفي أية بقعة في العالم بنفس الاسم. فمن يسمى بـ”نمر الغضبان” مثلا لا يقدم نفسه للآخرين في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية على أساس أنه Angry Tiger ، بل يبقى اسمه كما هو، وفي أية لغة كانت!!
ولو نظرنا لأكثر أواني المنزل بدائية، كقدر الطبخ مثلا، والذي ربما كان مصنوعا من الخشب الصلب أو الحجر في بداياته، قبل أن يتطور لشكله الحالي، لوجدنا أن بداية استخدامه لم يكن متزامنا في كل بقاع الأرض في وقت واحد. فكل مجموعة من البشر بدأت باستخدامه في وقت ما واختارت له في ذلك الوقت اسما مناسبا، وهذه التسمية اختلفت جذريا من مكان لآخر دون أن يكون بينها أي ارتباط بالرغم من أن الغرض من القدر في جميع الأحوال والمناطق والثقافات كان واحدا!! ولكن لو نظرنا إلى اختراع حديث كالتلفزيون لوجدنا أن اسمه في كافة لغات الأرض هو واحد تقريبا!!
من المعلوم، من واقع كتب التراث الديني ومن مختلف النصوص والتفسيرات السابقة بقرون للديانات السماوية الثلاث واللاحقة لها، حدوث حالات اتصال لغوي بين الخالق والمخلوق بصورة من الصور. فأول حالات الاتصال تلك التي تعلقت بحادثة خلق آدم، ومن ثم خلق حواء وما سبق ذلك من أمر إلهي للملائكة بالسجود لآدم ورفض الشيطان للأمر وما تبع ذلك من غضب الله عليه وطرده من ملكوت السماء. ومن ثم الطلب من أمر آدم وحواء عدم الاقتراب من الشجرة، أو الثمرة، المحرمة ومخالفتهم لأمر الخالق وغضبه عليهم وإخراجهم من الجنة لسواد الأرض وبؤسها!! فهذه الأحداث المصيرية والبالغة الأهمية في حياة البشر لم تتم كلها قطعا بالإيحاء واستخدام الإشارات بل لا بد أن لغة ما تم استخدامها مباشرة بين آدم وحواء من جهة، وبين الخالق، أو من ينطق باسمه، من جهة أخرى. وما اتصل أو وصل لنا من واقع كتب التراث والدين لم يحدد لنا فيها اللغة التي استخدمت في تلك “الأحداث الجسام” التي جرت في أزمنة سحيقة، ولا الإسم الذي “عرّف” به الخالق نفسه مباشرة، أو عن طريق الغير، وقتها لآدم وحواء!! ولماذا لا نعرف، أو لم يصلنا شيء من أو عن تلك اللغة التي تفاهم فيها آدم وحواء، وأبناؤهم من بعدهم، مع بعضهم البعض. وهل امتدت آثارها لأية لغة من لغات اليوم التي يزيد عددها عن 20 ألف لغة، علما بأن موقع نزول آدم وحواء على الأرض غير معروف لأحد حتى اليوم!!؟
ومن المعلوم أيضا من كتب التاريخ والتراث الديني لأغلب ديانات منطقة الشرق أن الخالق اتصل بالكثير من مخلوقاته بعد حادثة آدم وحواء بطريقة غير مباشرة، إما بوسيط ذي كيان وشكل محددين، أو بصورة إلهامية غيبية ما، وهي الاتصالات التي نشأت منها، ومن بعدها الكثير من الديانات ومنها الديانات السماوية الثلاث. ومحادثة موسى مع الرب من فوق جبل في سيناء، وما جرى في “غار حراء” أمثلة معروفة. ومن المفترض بالتالي، وفي كافة الأحوال، أن الخالق قد عرف نفسه مباشرة، أو تم ذكر اسمه من قبل ناقل الرسالة السماوية، أي جبرائيل مثلا، بطريقة أو لغة محددة وبكونه الخالق الواهب القادر الجبار.
ولكن لو تبحرنا في نفس كتب الدين والتراث لما وجدنا أي اتفاق بينها على تسمية موحدة أو محددة، وفي أية لغة أو حضارة كانت. فاسم الرب العظيم خالق السماوات والأرض وما بينهما يجب أن يكون واحدا في جميع الأحوال والأمصار واللغات، علما بأن ما يفصل بين هذه الديانات الثلاث من سنوات وبينها وبيننا اليوم لا يعد شيئا مقارنة بتاريخ الإنسان السحيق على هذا الكوكب. فالتطور الحضاري الذي عاشه الإنسان أثر في كل أمر من أمور حياته. وصورة الخالق، وتسميته المميزة، لم تكن بمنأى عن كل ذلك. فكان الله، جل جلاله، يعرف بـ 99 اسما في اللغة العربية، ولكن ليس بينها ما يشابه ذلك في اللغة الإنجليزية أو الفارسية القديمة أو الفرنسية أو الصينية أو الهندية أية لغة عالمية أخرى!!
فلماذا هذه الاختلافات في التسمية ونحن نتحدث عن خالق واحد أحد؟
لا شك أن الموضوع يستحق التعليق والمداخلة والنقاش من أكثر من جانب وطرف، وذلك زيادة في المنفعة والمعرفة.
tasamou7@yahoo.com
* كاتب كويتي
مقالات في نفس السياق:
تسمية المقدس
هناك مسألتان :
أولا اسم الله سبحانه في الأديان السماوية متقارب ومتشابه (الله يهوه … )
أما الأديان غير السماوية فطبعا هي لا تعبد الله
ثانيا : أنت تعرف أن اللغات تتطور حتى تختلف أحيانا كليا عن الأصل
فاللغة السواحلية في شرق أفريقيا مثلا كانت لغة عربية صرفة وتطورت إلى أن أصبحت لغة جديدة مختلفة تماما عن الأصل
ولذلك لا عجب لو اختلف اسم الخالق في اللغات لأن من طبيعتها التطور …
تسمية المقدس
*الاستاذ الكريم اكيد ان لك فكرة عن الموضوع فاعرضها من فضلك وكفاك تعذيبا لنا!!!
*هل معاني ودلالات الاسماء/الصفات مثل: المذل, المتكبر, الماكر… تتطابق مع معاني المعاجم ام لها تاويلات اخرى.ارجو الافادة وشكرا.
تسمية المقدسإستاذ أحمد الأسم المعروف للرب بالعهد القديم هو ( إلوهيم ) أى – إله – ( و فى العهد الجديد ) – ( إلوى ) و التى تعنى – إلهى – و إسم ( يهوة ) أى – الله – فى العربية و أما باقى التسميات من متجبر و قهار و متكبر و معز و مذل فقدل تداخلت بعض الاراء الإسلامية و قالت بأن ما يذكر هو -صفات الله – و ليس – أسماء الله – , اى كل ما كان يقال بأنها اسماء ألله الحسنى هى فى الواقع ليست بأسماء و لكنها صفات أى لتنفى بذلك ما كتبه… قراءة المزيد ..