تل أبيب , إسرائيل, 21 حزيران-يونيو (يو بي أي) — دل بحث أجرته دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن خصوبة النساء اليهوديات الحريديات، أي المتزمتات دينيا، والعربيات المسلمات قد تراجعت خلال العقد الماضي مقابل ارتفاع خصوبة النساء اليهوديات العلمانيات.
وجاء في البحث، الذي نشرته دائرة الإحصاء على موقعها الالكتروني أخيرا، أنه تراجع معدل ولادات النساء الحريديات من 7.6 إلى 6.5 ولادة خلال العقد الماضي ما يعني تراجعا بنسبة 15%.
كذلك تبين أن معدل ولادات النساء المسلمات تراجع في العقد الأخيرمن 5.6 ولادات إلى 3.62 ولادة ما يعني تراجعا بنسبة 16%.
وجاء البحث بعنوان “خصوبة النساء اليهوديات والمسلمات في إسرائيل وفق مستوى تدينهن خلال السنوات 1979 – 2009” وأجراه الدكتور أحمد حليحل مدير دائرة الديمغرافيا في دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية.
وقسم البحث النساء اليهوديات إلى “حريدي” و”متدين” و”محافظ – متدين” و”محافظ ليس متدينا جدا” و”غير متدين أو علماني”، بينما تم تقسيم النساء المسلمات إلى “متدينات جدا” و”متدينات” و”غير متدينات جدا وغير متدينات”.
ووفقا للبحث، الذي تم إجراؤه بين السنوات 2002 – 2009، فإن المعطى الجديد هو التراجع الحاصل في خصوبة المرأة الحريدية، إذ أن أبحاثا صدرت مؤخرا أشارت إلى تراجع في خصوبة النساء المسلمات.
وشارك في البحث 26 الف امرأة يهودية و3100 امرأة عربية مسلمة.
وكتب حليحل في البحث إنه في كل واحدة من السنوات الثلاثين التي تطرق إليها البحث كانت هناك علاقة بين مستوى تدين المرأة والخصوبة، لكن مع مرور السنين حدثت تغيرات مثيرة.
وأضاف أن ذروة الخصوبة لدى النساء الحريديات كانت في الفترة بين العامين 2003 و2005 وكان المعدل 7.6 ولادات، وبعد ذلك أصبح هناك انخفاض واضح في الخصوبة وانخفض في الأعوام 2007 – 2009 إلى 6.5 ولادات.
ورجح البحث أن أحد أسباب تراجع الخصوبة لدى النساء الحريديات يتعلق بتقليص مخصصات الأولاد في العام 2003 إلى جانب تطورات وتغيرات اقتصادية طرأت على المجتمع الحريدي في السنوات الأخيرة مثل نشوء شريحة “حريديم عصريين” من الطوائف الشرقية أو المهاجرين الروس الذين يتوجهون إلى سوق العمل ولا يقضون وقتهم في دراسة التوراة والحصول على مخصصات مثلما يفعل الحريديم التقليديين، وذلك إضافة إلى توجه العديد من النساء الحريديات إلى العمل في السنوات الأخيرة.
ووجد البحث أن ذروة خصوبة المرأة الحريدية هي في عمر بين 25 و29 عاما، وأنه بعد بلوغها سن الثلاثين عاما تتراجع الخصوبة الأمر الذي يدل على أن المرأة الحريدية تسيطر على خصوبتها بواسطة الامتناع عن الحمل.
وفي موازاة ذلك ارتفع معدل خصوبة النساء اليهوديات العلمانيات وأصبح 2.1 ولادة كما ارتفع معدل خصوبة النساء اللواتي يعرفن أنفسهن “متدينات” ووصل إلى 3.5 ولادة في سنوات الثمانين وإلى 4.26 ولادة خلال السنوات 2007 – 2009.