(الصورة: “أجمال أمير”، الإرهابي الوحيد الذي أسرته السلطات الهندية)
*
لاهور- مراسل “الشفّاف” أمير مير
لاهور— تخشى السلطات الباكستانية من إحتمال قيام سلاح الطيران الهندي بتوجيه ضربة جوّية إلى مركز قيادة “جماعة الدعوة”، التي يتزعّمها أمير جماعة “عسكر طيبة”، حافظ محمد سعيد*، في “موريدكي” (Muridke)، وذلك انتقاماً لهجمات مومباي التي اعتبرتها حكومة حزب الكونغرس في الهند هجوماً مباشراً على السيادة الهندية.
وحسب مصادر رسمية موثوقة في مدينة “روالبندي” العسكرية، فإن القيادات العسكرية والسياسية الهندية، رغبةً في استعادة المصداقية التي فقدتها أمام الرأي العام بعد فشلها في إحباط هجمات مومباي، تعقد حالياً مشاورات طارئة لاتخاذ قرار حول شنّ هجوم جوي على مركز قيادة “جماعة الدعوة” الذي يقع في موريدكي. وتسعى المؤسسة العسكرية الهندية لإقناع صانعي القرارات في حكومة حزب الكونغرس بأنه يمكن تبرير مثل هذا الهجوم الجوي في إطار الهجمات الجوية التي تنفّذها طائرات بدون طيار تابعة للقوات الأميركية في أفغانستان ضد جماعات “القاعدة” و”الطالبان” المتواجدين في أراضي باكستان. وتقول السلطات الباكستانية أن القيادة السياسية في الهند تتعرّض لضغوط من جانب المؤسسة العسكرية لإعلان مركز جماعة الدعوة في موردكي كمركز لجماعة “عسكر طيبة” إستعداداً لشنّ غارة ضدّه.
يذكر أن مقر قيادة “جماعة الدعوة”، ويُدعى “مركز طيبة”، وهو تابع رسمياً لـ”جماعة الدعوة والإرشاد” تأسّس في العام 1988. وهو يمتدّ على مساحة 200 فدّان، ويضم مراكز تعليمية ومباني سكنية، ويشتمل على مزارع، ومساجد، وبرك لتربية الأسماك، وإسطبلات خيل. ويدرس في المركز حالياً 3000 طالب من الذكور والإناث ويتلقّون دروساً إسلامية وحديثة إبتداءً من الصفوف الإبتدائية وحتى المستوى الجامعي. ولا يقتصر مجمّع مورديكي على “جماعة الدعوة والإرشاد”. فقد اشترت الجماعة في أراضي في المنطقة المجاورة لمركزها ووزعتها على أنصارها الذين بنوا فيها مساكن ومحلات ومساجد ومراكز للتعليم الإسلامي. والواقع أن المركز قد تحوّل إلى دولة إسلامية تُحظر فيها الموسيقى والتلفزيون والتدخين وتُحاط بحراسات عسكرية قوية. بل إن ركّاب السيّارات المارّة قرب المركز لا يستطيعون الإستماع إلى الموسيقى التي يعتبر البروفسور سعيد إن الإسلام حرّمها تحريماً قاطعاً.
وبعد هجمات مومباي، زعمت سلطات الهند أن الذين قاموا بالهجمات الإرهابية كانوا مجموعة تضم 10 عناصر من “عسكر طيبة” تمّ انتقاؤهم للقيام بعملية إنتحارية وأعطوا تعليمات جاء فيها “أقتل حتى آخر نَفَس من أنفاسك واقتل أكبر عددٍ ممكن من الهندوس”. كما زعم الهنود أن الإرهابي الوحيد الذي وقع في الأسر، ويدعى “أجمال أمير”، قد اعترف للمحققين أنه تلقى تدريبه في “مظفّر آباد” قبل أن ينتقل إلى سدّ “منغالا” القريب حيث تلقّى تدريبات في تقنيات الكوماندوس البحريين. وبعد التدريب، استقلّ الإرهابيون القطار إلى مدينة كراتشي الساحلية حيث استقلوا باخرة نقلتهم إلى مومباي.
ولكن ناطقاً بلسان “عسكر طيبة” يتواجد في “سريناغار” (كشمير) هو البروفسور “عبدالله غزنوي” نفى بشدة أن تكون “عسكر طيبة” متورّطة في هجمات مومباي، وقال أن الجماعة تدين هذه الهجمات وأنه ليست لها صلة بالقائمين بها.
وكاد آخر هجوم إرهابي اتُّهمت جماعة “عسكر طيبة” بالقيام به ضد البرلمان الهندي في العام 2001 قد أوصل الجارين الآسيويين المسلّحين بقنابل ذرية إلى حافة الحرب. وتقول السلطات الباكستانية أن أي هجوم جوي هندي ضد أي مبنى مدني أو ضد أي مرفق عسكري داخل أراضي باكستان سيُعتَبَر كإعلان حرب بين البلدين وأن على حكومة حزب الكونغرس أن تمتنع عن اللجوء إلى ما أسمته مغامرة غير محسوبة. وفي إتصال بالهاتف مع “يحيى مجاهد”، وهو أحد أقرب مساعدي البروفسور حافظ سعيد ويشغل منصب الناطق بلسان “جماعة الدعوة”، فقد ذكر أن أي غارة هندية على أي من مدارس الجماعة المنتشرة في باكستان سوف يعتبر كهجوم على سيادة باكستان.
وردّاً على مزاعم الهند بأن مركز قيادة “جماعة الدعوة” يُستخدم كمركز لتدريب الإرهابيين، قال يحيى: “كل مراكز جماعة الدعوة في باكستان هي إما مدارس أو مراكز إجتماعية ولا يُستَخدَم أي منها لنشاطات جهادية. وعدا ذلك، فإن أية جماعة جهادية في باكستان لا يمكن حتى أن تفكّر في إقامة مراكز تدريب في مثل هذه الأماكن. إن مزاعم الهند بوجود علاقة لباكستان في هجمات مومباي ترمي إلى تمويه الإنشقاقات الداخلية التي تعيشها الهند حالياً. وهذا ما يدفع المؤسسة العسكرية الهندية لإلقاء اللوم على باكستان حول كل المشاكل التي تعيشها الهند”. وبعد الدفاع عن جماعة “عسكر طيبة”، قال الناطق بلسان جماعة الدعوة: “إن الربط بين عسكر طيبة وضربات مومباي كان محاولة مكشوفة من جانب المؤسسة الهندية للإساءة إلى الجهاد الدائر في “جامو وكشمير” المحتلة”.
amir.mir1969@gmail.com
*
* في بحث سريع بواسطة “غوغيل”، عثرنا على النص التالي من جريدة “الجزيرة” السعودية بتاريخ 11/01/2008:
د. التركي استقبل مؤسس جماعة الدعوة في باكستان
«الجزيرة» – شيخة القحيز
استقبل معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء في المملكة، يوم الأربعاء الماضي، فضيلة الشيخ البروفيسور حافظ محمد سعيد، المؤسس والمدير العام لجماعة الدعوة في جمهورية باكستان الإسلامية.
وقد تم خلال اللقاء مناقشة القضايا المشتركة بين رابطة العالم الإسلامي وجماعة الدعوة في باكستان وفي مقدمتها العمل المشترك في وضع برامج الدعوة وتنفيذ برامجها، ولا سيما في مجال تثقيف أجيال الشباب. وقد قدم فضيلة البروفيسور حافظ محمد سعيد شرحاً عن أوضاع المدارس الإسلامية التي تشرف عليها جماعة الدعوة في أنحاء الباكستان، مشيراً إلى إقبال الشباب على هذه المدارس وعلى معاهد ومدارس تحفيظ القرآن الكريم.