بيروت- “الشفّاف”، خاص
تشير المعلومات الواردة من العاصمة اللبنانية بيروت ان رئيس الحكومة يبدي استياءه يوما بعد يوم من تصرفات وزير الاشغال في وزارته غازي العريضي لاكثر من سبب وان العلاقة بينهما تزداد توترا وان الحريري غمز من قناة العريضي وممارساته في غير جلسة وزارية.
اوساط الرئيس الحريري تتهم العريضي بتنفيذ اجندة سورية مستفيدا من انعطافة رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط ليسترد دوره التاريخي كشوكة سورية متقدمة في خاصرة الحركة الاستقلالية على حساب الحيثية الدرزية التي يمثلها الوزير مروان حماده وموقعه المتقدم في ثورة الارز والى جانب الوزير جنبلاط والرئيس الحريري وقوى الرابع عشر من آذار.
وتقول اوساط الرئيس الحريري ان العريضي يسعى من خلال موقعه المزدوج، أي من خلال علاقاته السورية وموقعه الوزاري، الى إحداث شرخ درزي سني إضافة الى تكبير حجمه في مواقع القوى السعودية واعتماد سياسة الوشاية على رئيس الحكومة سعد الحريري لدى احد هذه المواقع من اجل فك التحالف بين الحريري ومسيحيي قوى الرابع عشر من آذار خصوصا رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع.
وتشير المعلومات الى ان زيارة العريضي الى جده في المملكة العربية السعودية لحضور حفل زفاف احد الامراء السعوديين كانت لكي ينشط في عقد لقاءات سياسية خصوصا مع الامير مقرن بن عبد العزيز، وهو احد مواقع القوى السعودية، ليمارس النميمة على رئيسه سعد الحريري.
اما على المستوى الداخلي فإن العريضي ومن خلال إعطاء ترخيص لمرفأ لصيادي الاسماك على شاطئ “الريفييرا” السياحي ليستفيد منه صيادون دروز محاولا إسباغ صفة المذهبية والطائفية على مرافئ الصيادين خصوصا وان الشاطئ البيروتي يضم اكثر من مرفأ للصيد احدهم على بعد اقل من مئة متر من المرفأ الذي رخّصه العريضي ويستوعب مراكب صيد اضافية. إلا ان العريضي أصر على موقفه ورخّص المرفأ مثيراً مشكلة بيئية اولا، وسياسية، مع نواب بيروت وهم في غالبيتهم من الطائفة السنية. وليس الحادث الذي تعرض له النواب محمد قباني ونهاد المشنوق سوى خير دليل على نوايا العريضي.
والى كل ما سبق، يسعى العريضي الى الاستفادة من الرغبة المحمومة للنائب وليد جنبلاط في زيارة دمشق ليلعب دورا محوريا على هذا الصعيد. حيث ليس خافيا على احد ان العريضي لم يقطع اتصالاته بالسوريين حتى في عز الحمأة العدائية التي طرأت على علاقات جنبلاط بالقيادة السورية خصوصا مع محمد ناصيف المعروف بـ”ابو وائل” والذي كان ممرا لسائر القيادات اللبنانية الى قصر المهاجرين بعد المرور بمعبر “عنجر في زمن الوصاية.
وتشير المعلومات الى ان العريضي اضطلع، بتكليف سوري، بالعمل على دق اسفين بين رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ورئيس الحكومة سعد الحريري مما يضعف الحريري اولا وجعجع ثانيا فيتوسع التدخل السوري ويتشعب في الشأن اللبناني بعد إسقاط تحالف الحريري- جعجع الذي يعني ايضا التخلص من قوى الرابع عشر من آذار وامانتها العامة. فيتحقق الحلم السوري بالعودة سياسيا وبقوة الى لبنان بعد ان استطاع اللبنانيون إخراج جيشها منه في العام 2005.