معلومات “السفير” حول المحكمة الدولية تستحق الإهتمام. من جهة، تؤكّد “السفير”، بطريقة النفي، أن التحقيق الدولي في قضية إغتيال الرئيس الحريري يتطرّق إلى حزب الله. ومن جهة أخرى، تكشف “السفير” عن “إنزعاج” سوري من الإهتمام العربي بالمحكمة الدولية التي يصفها مندوب سوريا في الجامعة العربية بأنها “مجرّد عمل فولكلوري”.
*
مندوب «السفير» إلى المحكمة الخاصة في لاهاي الزميل محمد بلوط نقل عن مصادر فريق التحقيق الدولي تأكيدها أن القاضي بلمار، عقد قبيل مغادرته بيروت، في الأسبوع المنصرم، اجتماع عمل مع قياديين في «حزب الله»، من دون الخوض في أسمائهم، وأن اللقاء «كان مثمرا وايجابيا للغاية»، وأشادت المصادر بتجاوب الحزب ونفت أن يكون قد رفض التعاون، كما رفضت التعليق على معلومات وصفتها بأنها «غير صحيحة» حول توقيفات متصلة بأشخاص كانوا يصوّرون مبنى المحكمة.
السفير السوري يوسف الأحمد: “مجرّد عمل فولكلوري”!
شهد اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الذي عُقد الاحد الفائت في القاهرة، تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية اليوم، ملاسنة بين المندوب اللبناني وبين السفير السوري بسبب اعتراض الأخير على تضمين مشروع البيان الختامي فقرة تنصّ على “الترحيب” بقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
واوضحت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة “المستقبل ان السفير السوري يوسف الأحمد اعترض لدى تلاوة بند “التضامن مع لبنان” قائلاً: “لم يحصل شيء اسمه انطلاق المحكمة، ما جرى هو عملية فولكلورية، ما زالت المحكمة الدولية ملعب كرة قدم، والدليل أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال بنفسه إن انطلاق المحكمة سيتم في العام 2010 عندما تصبح القاعة جاهزة”.
واضاف:”كل ما حصل حتى الآن هو انتقال القاضي دانيال بلمار من موقع رئيس لجنة التحقيق إلى موقع المدّعي العام”.
وتسائل السفير السوري: “كيف لنا نحن كعرب أن نثق بها؟ في كل الأحوال هي قامت بناء على اتفاق بين الدولة اللبنانية وبين الأمم المتحدة فلِمَ إقحامنا كعرب في هذا الموضوع؟”
وردّ ممثل لبنان في الاجتماع الدبلوماسي علي الحلبي فقال: “لا يجوز الاستخفاف بانطلاق المحكمة الدولية، فهو حدث مهم في تاريخ لبنان، وليس صحيحاً أنه مجرّد عمل فولكلوري”.
أما السفير السوري فقال: “أنا لا أستخفّ، ولكن لماذا تريدون إقحامنا في هذا الموضوع؟”.
وسانده في هذا الموقف مندوب الجزائر لدى الجامعة الذي استغرب النقاش في هذا الموضوع “وقد قامت علاقات دبلوماسية بين لبنان وسوريا، صار واجباً تغيير أسلوب التعاطي”.
أما السفير المصري فقال: “هذا بند خاص بلبنان فلماذا التدخّل في هذا الموضوع؟”.