بين الاشقاء وأبناء العم “الكراميين” أكثر من علامة إستفهام. خصوصاً بعد أن خرج الخلاف بين الشقيقين “معن” و”عمر” الى العلن، بعد ان كان خلاف أبناء العم معن وعمر من جهة، وأحمد من جهة ثانية، قد خرج الى العلن في مراحل سابقة.
كانت العائلة الكرامية تعيش في ظلال الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي مات عازبا ومن دون ان يترك ورثة لإرثه السياسي. وبإتفاق الاشقاء معن وعمر وأبناء العم، وفي مقدمهم النائب الحالي أحمد، قـرّ الرأي أن يتولى الشقيق الاصغر، الرئيس السابق للحكومة عمر كرامي، مسؤولية أعباء الإرث السياسي الذي تركه الرئيس الشهيد رشيد كرامي. وعلى هذا الاساس أُطلقت يد عمر كرامي في السياسة، وانصرف الآخرون الى أعمالهم. فشقيقه “معن” مهندس ومقاول ناجح، وإبن العم تخلى للرئيس عمر عن منزله في محلة “كرم القلة” في طرابلس ليبقى برمزيته السياسية منزل العائلة الكرامية لمزاولة العمل السياسي.
وإستمر الحال الى حين اول إنتخابات نيابية، حيث طالب “أحمد” إبنَ عمه عمر أن يدعم ترشحه الى الانتخابات النيابية، فرفض الأخير، ما شكل بداية التصدع في صفوف العائلة الكرامية. فخرج “أحمد” وطرد إبن عمه من قصر “كرم القلة” وتبادل أنصارهما الاشتباكات وإطلاق النار. وما زال “أحمد” على خلافه مع إبن عمه “عمر”، الامر الذي أدى بدوره الى وقوف الشقيق الاكبر “معن” الى جانب شقيقه “عمر” متضامناً.
ومنذ نشوب الخلاف، جرت محاولات عدة قام بها مقربون من العائلة ومحط ثقة الجانبين لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع في صفوف العائلة الواحدة. وكادت محاولاتهم ان تكلل بالنجاح أكثر من مرة، إلا أن تدخل “فيصل”، نجل الرئيس عمر، والوزير الحالي، كان يحول دون إتمام المصالحة، لأن فيصل كان يرفض إجراء أي تعاون او مصالحة مع إبن عم والده. وهذا الامر كان ينسحب على موقف العم والشقيق الاكبر “معن” وأبنائه، وصولا الى الإنتخابات البلدية الاخيرة والتي نجح خلالها امين عام تيار المستقبل احمد الحريري في جمع فيصل كرامي واحمد كرامي في الميناء في طرابلس، الامر الذي أثار إستياء العم “معن” وجميع الذين حال الوزير الحال دون ان يتواصلوا او يتصالحوا مع احمد كرامي. فكان يؤجج الخلاف وأجرى صلحا منفردا مع أحمد كرامي تاراكا الجميع خلفه. وكانت مصالحة مجانية إستفاد منها “تيار المستقبل”، وأظهرت ان العائلة الكرامية تسعى للحاق بركب الحريرية السياسية لتأمين مقعد نيابي لفيصل.
ومع إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، تم الاتصال اولا بالرئيس عمر كرامي ليشكل الحكومة الانقلابية ومن ثم تم التخلي عنه من قبل حزب الله الامر الذي أثار إستياء العائلة الكرامية، التي تعتبر نفسها من دعائم الكيان الاستقلالي اللبناني، من عبد الحميد كرامي الى الشهيد رشيد كرامي، وتاليا فالعائلة أكبر من أن تكون لعبة في ايدي الطوائف.
ومع إشتداد الازمة الحكومية والتأجيل الذي رافق مرار وتكرار عملية تشكيل الحكومة، كثر الحديث عن عِقَد مارونية بين الرئيس سليمان والنائب عون، وما سمي عقدة الداخلية، ومن بعدها عقدة الاتصالات! وتعرض الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لأبشع صنوف الحملات التي طالته شخصيا وطائفيا. وأخيرا وليس آخرا برز ما يسمى عقدة تمثيل المعارضة السنية، وساد هرج ومرج سياسيين في لبنان بشأن هذه العقدة الى درجة نسي معها اللبنانييون الاشهر الخمسة التي كان فيها العماد عون بطل العقد المترابطة ليصبح امر تعثر تشكيل الحكومة عند آل كرامي.
وعندما أعلن عن تشكيل الحكومة و”الصَدَقة” التي منَّ بها الرئيس نبيه بري من حساب طائفته على آل كرامي بوزارة الشباب والرياضة، ثارت ثائرة العم الصامت على مضض على تجاوزات الشقيق ونجله في حق مصالح العائلة وكرامتها، فأعلن ما أعلنه في مؤتمره الصحفي.
مصادر سياسية في طرابلس اعتبرت ان المؤتمر الصحفي لمعن كرامي هو إعلان إنفصل سياسي بين الشقيقين، وتعبيد الطريق أمام نجل “معن”، وليد كرامي، لخوض غمار السياسة حفاظا على المبادىء التي أرساها الشقيق الشهيد رشيد وعبد الحميد كرامي والتي تحفظ للعائلة كيانها المنفتح على سائر مكونات البلاد الطائفية والسياسيية من دون إستتباعها لطائفة لتشحذ منصبا وزاريا او مقعدا نيابيا.