بغداد- “الشفاف”– خاص
في محاولة يائسة للحفاظ على كرسي الرئاسة الثانية، وبعد ان فشلت طهران في المرحلة التي اعقبت الانتخابات التشريعية العراقية في تكريس إجماع على تسميته، وبدعم إيراني- سوري مطلق، يصل إلى دمشق اليوم رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي من أجل إتمام صفقة التفاهم مع الرئيس السوري بشار الأسد الذي اتخذ قرار الاستمرار في خيار المحور الأيراني في ملف الأزمة العراقية.
المراقبون في بغداد اعتبروا ان خطوة المالكي المرتقبة، وما تم التخطيط له في زيارته الشامية، تعني الإنقلاب على كل الثوابت الوطنية ونضال الشعب العراقي والتنكر لدماء الاف الشهداء وملايين اللاجئين العراقيين الذين ظلمهم النظام البعثي البائد.
فقد أشار المراقبون ان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قرر ان يمد اليد، إنطلاقا مما يعتبره “مصالحة وطنية”، للتفاهم مع “يونس الأحمد”، القيادي البعثي المقيم في دمشق والذي يعمل بالتنسيق مع النظام السوري و بإشرافه. والمعروف أنه الرجل الأول والمخطط لأغلب العمليات الإرهابية التي غالبا ما استهدفت مدنيين وتسببت بسقوط مئات آلاف من بينهم.
والجدير ذكره هنا انه منذ أكثر من سنة اتهم المالكي النظام السوري بالوقوف وراء تفجير وزارتي العدل و الخارجية الذي اسفر عن سقوط مئة قتيل وقرابة 1000 جريح، وطالب بمحكمة دولية واتهم يونس الأحمد بالتخطيط وتنفيذ هذه الجريمة وطالب بتسليمه.
وتشير المعلومات الى ان عزت الشابندر- وهو سياسي عراقي مقيم في دمشق كان من المقربين من رئيس الوزراء العراقي الاسبق أياد علاوي ثم إنشق عنه والتحق بنوري المالكي- التقى يونس الأحمد منذ أكثر من شهر في دمشق بطلب من المالكي وبناء على رغبة سورية جاءت كاختبار لحسن نوايا المالكي نحو دمشق ورجالها في في السياسة العراقية وفي مقدمهم يونس الأحمد الذي نفذ جميع رغبات النظام السوري في إرهاب حكومة بغداد وخلق عدم الاستقرار لمدة طويلة.
وتضيف المعلومات ان الشابندر التقى الأحمد مراراً، واتفق الطرفان على جملة تفاصيل وخطط من أجل أضعاف القائمة العراقية بزعامة علاوي، وكيفية التعامل مع جماعة البعث المتشدد في العراق، في ظل رهان على قدرة تيار البعث المتشدد، والذي يرفض العملية السياسية، و يستخدم الإرهاب لإضعاف سلطة بغداد الجديدة، على شق التيارات السنية السياسية وخصوصا تلك التي من جذور بعثية والتي تحولت لتصبح أقرب الى الموقف السعودي منه إلى السوري وذلك من اجل تفتيت كتلة علاوي.
وتشير المعلومات الى ان هذه المساعي باءت بالفشل الى الآن، خصوصا الضغوط على “أسامة النجيفي” الذي رفض جميع الإغراءات السورية – الإيرانية وبقي إلى جانب علاوي وصالح المطلك.
وفي سياق متصل تشير االمعلومات الى ان المالكي يعتبر من خلال لقائه “يونس الاحمد” انه يستطيع تحقيق الأمن عبر التحالف مع رأس الإرهاب و ترتيب وضعه في العراق وخلق موطئ قدم لدمشق في السياسة العراقية.
ولا يستبعد المصدر ان تكون ايران قد اشرفت على هذه العلاقة، أوعلمت بها، خصوصا أنها يمكن ان تنهي عمل “الصحوات” الذين يتهمون طهران بالوقوف وراء الكثير من العمليات الأمنية في مناطقهم وبدعم تنظيم “القاعدة” في العراق.
وفي ضوء هذه الخطوة المفاجئة للمالكي يتساءل المراقبون في بغداد ما إذا كان “يونس الأحمد” سيصبح بديل “صالح المطلك” و”أسامة النجيفي” و”رافع العيساوي”
وهل يغض المالكي الطرف عن وجود ثلاثة معسكرات تدريب لـ”القاعدة” موجودة على الأراضي السورية مقابل دعم دمشق له في معركة رئاسة الحكومة!
وهل تأخذ دمشق نفط العراق الذي يحرم أبناؤه من عائداته مكافأة لها على سبع سنوات من رعاية العنف في العراق لقاء دعم المالكي!
برعاية سوريا: المالكي يحاور الإرهابي البعثي “يونس الأحمد”
علمنا التاريخ ان كلها مسرحيات النظامين الايراني والسوري لخداع الشعوب