معلومات “الشفّاف”، مساء الإثنين، تفيد أن الإقبال على الإنتخابات النيابية كان “جيّداً”، وأن الأحزاب المعتدلة، حزب الشعب والرابطة الإسلامية وحزب “فضل الرحمن” (النتائج الأولية تفيد أنه خسر مقعداً واحداً) ستحرز الأغلبية في البرلمان. هذا يعني أن أحزاب المعارضة ستشكّل الحكومة الجديدة. وإذا أحرزت هذه الأحزاب الأغلبية المطلقة، فستقوم بإقالة الرئيس مشرّف.
نفس المصادر قالت أنه “جرت محاولات للتزوير ولكنها لم تنجح. ولكن كل شيء يتوقّف على ما سيجري الليلة وصباح الغد”. وليس مستحيلاً أن تعمد السلطة لتغيير النتائج إذا شكلت كارثة إنتخابية للرئيس مشرّف.
بانتظار إعلان النتائج خلال اليومين المقبلين، كيف أثّرت أحداث الأشهر الأخيرة في باكستان، من القمع الذي تعرّضت له الصحافة والقضاء والأحزاب السياسية، إلى العمليات الإرهابية، واغتيال بنازير بوتو، في الرأي العام الباكستاني؟
نتائج إستطلاعات الرأي، قبل أيام من الإنتخابات، تظهر أن شعب باكستان ليس “القنبلة الإسلامية المخيفة” التي يتصوّرها كثيرون. بأغلبيتهم الساحقة، الباكستانيون يتّجهون بصورة متزايدة نحو الإعتدال ونحو المطالبة بمزيد من الديمقراطية والرخاء. هذا التطوّر ينسجم مع تطوّر الشعب الإيراني الجار لباكستان. ولو أن “ولاية الفقيه” الإيرانية منعت الإيرانيين من الإدلاء برأيهم الحرّ عبر منع “الإصلاحيين” و”الأصوليين المعتدلين” من الترشيح للإنتخابات.
حسب إحصاء أجراه معهد أميركي لاستطلاع الرأي في باكستان عشيّة الإنتخابات التي جرت اليوم تبيّن أن الرأي العام الباكستاني قد تطوّر بصورة دراميّة خلال الأشهر القليلة الماضية بعيداً عن موجة التأييد لأسامة بن لادن، و”القاعدة” و”الطالبان” وباتجاه تأييد الأحزاب السياسية المعتدلة، خصوصاً حزب الشعب (بنازير بوتو) وحزب “الرابطة الإسلامية” (نوّاز شريف).
أجرى الإستفتاء معهد Terror Free Tomorrow (مقرّه في واشنطن) و”المعهد الباكستاني للرأي العام” بين 19 و29 يناير 2008.
بن لادن: في شهر أغسطس أعطت نتائج إستطلاع سابق رأي أجراه المعهد الأميركي نسبة 46 بالمئة من التأييد لأسامة بن لادن. وقد انخفضت هذه النسبة الآن إلى 24 بالمئة.
القاعدة: انخفضت نسبة المؤيدين لها من 33 بالمئة في أغسطس 2007 إلى 18 بالمئة حالياً.
الطالبان: انخفضت نسبة التأييد من 38 إلى 19 بالمئة.
الجماعات الإسلامية الأصولية في باكستان: انخفضت نسبة المؤيدين من 50 بالمئة تقريباً إلى أقل من 25 بالمئة.
ويفيد الإستطلاع الجديد أنه لو شاركت “القاعدة” في إنتخابات اليوم (18 فبراير) فإنها ستحرز 1 بالمئة من أصوات الباكستانيين، في حين سيحرز “الطالبان” 3 بالمئة.
الجنرال مشرّف: يرغب 70 بالمئة من الباكستانيين في إستقالة الجنرال مشرّف من رئاسة الجمهورية على الفور.
ويعتقد 58 بالمئة من الباكستانيين أن مشرّف وحلفائه السياسيين والأجهزة الأمنية مسؤولون عن إغتيال “بنازير بوتو”، في حين يعتقد 7 بالمئة فقط أن “الطالبان” و”القاعدة” هم الذين قاموا بعملية الإغتيال. المدهش أن نسبة أعلى من 7 بالمئة تحمّل المسؤولية للولايات المتحدة.
نقطة تحميل المسؤولية للولايات المتحدة تستحق الإنتباه (ولو أن الصحافة الأميركية والعربية لم تعطِها الأهمية التي تستحقها): فور اغتيال بنازير بوتو خرج الناس مندّدين بالجنرال مشرّف وبالولايات المتحدة. وهذا ليس موقفاً “غوغائياً”. إنه تعبير دقيق عن الموقف الأميركي “الحقيقي” إزاء بنازير بوتو. فقد ظلّت بنازير بوتو “شخصاً غير مرغوب به” من الإدارة الأميركية حتى النصف الثاني من العام 2007. ولم تقبل الولايات المتحدة بالتعاطي معها سوى منذ أشهر قليلة. ومن الواضح أن الموقف الأميركي “مائع” في أحسن الأحوال من موضوع إغتيالها الذي يحمّله الباكستانيون، بمعظمهم، للجنرال مشرّف وحلفائه وأجهزته.
تأييد عمليات الولايات المتحدة العسكرية ضد الطالبان والقاعدة “داخل أراضي باكستان”: الأغلبية ضد (64 بالمئة)، ولكن هذه النسبة انخفضت من 74 بالمئة في أغسطس 2007.
مستقبل باكستان: يعتقد 82 بالمئة من الباكستانيين أن بلادهم تسير “في الإتجاه الخاطئ”. والأولويات في نظر الباكستانيين هي: ضمان إستقلال القضاء، والإنتخابات الحرّة، وحرّية الصحافة، وتحسين الإقتصاد. ويلاحظ أن تأييد مجهودات إلحاق الهزيمة بـ”القاعدة” و”طالبان” تضاعفت.
الحزبين المعارضين الرئيسيين: في أغسطس 2007، أعلن 42 بالمئة من الباكستانيين أنهم سيصوّتون لحزب “الشعب” (بوتو) أو لـ”الرابطة الإسلامية” (نوّاز شريف). عشية الإنتخابات الحالية، ارتفعت هذه النسبة إلى 62 بالمئة.
نوّاز شريف: يحصل على أعلى نسبة من الشعبية (73 بالمئة).
الجنرال مشرّف: نسبة التأييد تصل إلى 30 بالمئة مقابل 62 بالمئة يعلنون أنهم ضدّه.
بيلاوال بوتو (إبن بنازير بوتو): يحصل على ثاني نسبة من التأييد (64 بالمئة)، في حين لا يحصل زوج السيدة بوتو “أصف زرداري” سوى على نسبة 48 بالمئة (32 بالمئة ضدّه).
يمكن للقرّاء مراجعة هذا الإستطلاع على الموقع التالي:
http://www.terrorfreetomorrow.org/
بيار عقل