توفي المفكر الكويتي الدكتور أحمد البغدادي الأحد 8-8-2010 في العاصمة الإماراتية أبو ظبي بعد معاناة مع المرض.
والبغدادي مفكر وأكاديمي كويتي بارز ذو توجه علماني، ولد في 1 يناير 1951. ويُعد من أكبر الناشطين في الحركة الليبرالية في الكويت والمنادين بعلمنة القوانين.
مارس البغدادي مهنة التدريس في كلية العلوم السياسية في جامعة الكويت، وكتب عمود بعنوان “أوتاد” في جريدة السياسة.
وحصل البغدادي على ليسانس علوم سياسية واقتصاد من جامعة الكويت عام 1974، ثم ماجستير في الفكر السياسي الغربي من جامعة كلارك الأمريكية عام 1977، ثم دكتوراه الفلسفة في الفكر الإسلامي من جامعة أدنبرة في استوكلندا عام 1981.
ومن أبرز مؤلفاته “تجديد الفكر الديني دعوة لاستخدام العقل: محاولة في قراءة عقلية للفكر الديني”، و”أحاديث الدين والدنيا: الواقع المفارق للنص الديني”.
*
باق وأعمار الطغاة قصار
احمد البغدادي
احتاج الامر عشر سجائر مارلبورو احمر – ولا عزاء للقلب – وخالص الاعتذار لاختصاصي القلب الذي أراجعه.
لقد قررت عدم الكتابة رغم إلحاح الكثير من الاخوة من ذوي التفكير الحر والمؤمنين بحرية التعبير. لقد آثرت السلامة ولكن لم اتوقع كل هذا الحقد من المنتمين للجماعات الدينية.
ومع كل ما سمعته، ايضا قررت ايثار السلامة رغبة في تجنب المشكلات مع القانون الكويتي الذي يجرم الفكر وحرية التعبير، حتى كتب خضير العنزي مقالته الاستفزازية بحقي وانا الذي لم اتعرض له يوما رغم رداءة ما يكتبه، بل انني اعجب لجريدة ليبرالية مثل »القبس« كيف تسمح بنشر الكتابات الضعيفة مضمونا والسيئة اسلوبا فيها! وبعد قراءة مقال خضير العنزي يوم الخميس 14/4/2005 المعنونة”متحدين ونختلف” وتعرضه لي بأسلوب لم يستخدمه حتى ضد من سرق الكويت في الناقلات، او من جاء ذكره في تقرير ديوان المحاسبة الاخير حول الفساد في الكويت، قررت ان اعاود الكتابة وليكن الثمن ما يكون، وليعذرني احبائي ان كانت هذه المعاودة ستثير قلقهم خوفا من احتمال تطبيق حكم السجن الوارد في الحكم الاخير فلست من ( الاذلان: عير الحي والوتد ).
اعاود الكتابة لأحقق مقولة الشاعر المبدع الجواهري بأنني باق بعقلي وقلمي وثقافتي، وسأواجههم فاضحا جهلهم وقلة زادهم المعرفي والثقافي فيما يكتبونه، وانه انما يسمح لهم بالكتابة لا لجودة ما يكتبون، بل لان الصحف الليبرالية تؤمن بحرية الرأي. وسواء اعترفوا ام لا، فان كتاباتي تنال منهم وتفضح اطروحاتهم الضعيفة المتهافتة، بل وانها تصيبهم في مقتل. لذلك اقول متأسفا: شكرا لكاتب ذلك المقال الذي استفزني بدون مبرر، وقررت ان السكوت علامة الضعف، واذا تجرأ احدهم اليوم، فسيتجرأ آخر غدا. لقد آثرت السلامة، لكنهم ابوا الا الاستفزاز معتقدين خطأ بضعفي جاهلين ان قراري بالامتناع عن الكتابة او العودة اليها قرار انسان حر لم يرهن قلمه يوما لجماعة او حكومة بفضل الله. ولم اضع يوما هذا القلم لخدمة جماعة او حكومة من اجل مصلحة مادية.
وكبداية للكتابة سأعرض على القراء هذا النص المنقول من كتاب التربية الاسلامية للصف الرابع متوسط. ولهم ان يحكموا على هذا النوع من التعليم بأنفسهم:
(الدرس الثالث والعشرون: قوة المسلمين في وحدتهم وتماسكهم)
تمهيد: الاسلام دين القوة والعزة، دين التسامح والاخاء، حض المسلمين على الوحدة حتى يكونوا قوة في وجه العدو… والى جانب ذلك دعا الله تعالى المسلمين الى عدم التفرق، والى عدم التشتت حتى لا يفرح الشيطان بذلك ويرسل اتباعه من الشياطين لينشروا في الارض الفساد والفوضى«!! ص 47 من كتاب التربية الاسلامية (الجزء الثاني) للصف الرابع المتوسط تأليف: أ.د. عجيل النشمي (مشرفا)، د.حمود الحطاب، بدور السيد يوسف هاشم الرفاعي، وانوار احمد محمد العبيد. الطبعة الثانية 1423 هـ (2002-2003م).
تخيلوا نحن الآباء ندفع آلاف الدنانير لتعليم ابنائنا في التعليم الخاص هربا من التعليم العام الهزيل علميا ومعرفيا، ثم تفرض الوزارة »تعليم« مثل هذه الآراء!! ما دخل الشياطين في وحدة المسلمين؟!
وفي الختام اقول لكاتب المقال: الله يعينك على ربعك الذين اثاروك واثاروني معك.
لم يقف النواب مع حرية التعبير، فكان جزاؤهم قرار المحكمة الدستورية. صحيح “الله ما يضرب بعصا” كما يقول المثل الكويتي.
ترى متى نسمع عن النائب الشامل؟