لأني كنت في اجازة و«تكوّمت» الأحداث فوق رأسي ورأس المواطن العربي، ولأن الأخبار تتسارع كخيل جامح يصعب اللحاق بها، ولأني لا أحب كثرة الحكي و«الهذرة»، وأفضل «الكلمة ورد غطاها»، فسأختصر ما أريد قوله بثلاث نقاط:
إجازة. كنت في زيارة قصيرة لبلد جميل هادئ يتمتع بالخضرة والماء والوجه الحسن. دولة غنية بمواردها فقيرة بدخلها، منهوبة الخيرات مسلوبة الارادة، شعبها طيب كريم متسامح يبحث عن لقمة عيشه بشق الأنفس. يحكمها نظام اشتراكي متسلط، يتملك كل ما في البلد، بدءاً من المؤسسات والأعمال والأراضي وحتى البشر. هناك تتفضل الحكومة على الشعب بضمان التعليم والصحة بالمجان، بينما تسرق انفاسهم وعرق جبينهم بالمقابل. كل شيء ممنوع.. العمل الخاص ممنوع، التملك ممنوع، الانتقاد ممنوع، الاحتجاج ممنوع، لذا تجد الناس هناك لا يفعلون شيئا سوى حمد الله ورئيس الدولة على نعمتي الامن والامان، اللتين يتبجح بهما النظام الحاكم ليلا ونهارا.
لا.. لم اكن في البلد الذي يراود بالكم بخبث..! كنت في كوبا. وللعلم فقط.. فنسيم الربيع العربي وصل الى كوبا.. ونهاية حكم الفرد الواحد قد اقتربت.
* * ***************
منال الشريف. هذه الفقرة كتبتها في مقال بتاريخ 27/5/10 «كلما جلست وراء مقود سيارتي، انتابني شعور بالغصة لنساء السعودية، وتمنيت لهن ذلك الشعور بالحرية والانطلاق والاستقلالية والمسؤولية الذي يشعر به كل شخص يقود سيارته بنفسه».
أرجو أن يأتي مقالي هذه المرة متأخرا، وأدعو من كل قلبي أن يخرج ما اكتبه اليوم كـ «اللقمة البايتة» وتكون قضية منال الشريف التي اعتقلت في عتم الليل وزجت في سجن النساء، لأنها قادت سيارتها بنفسها في احدى مدن السعودية، قد حلت الى غير رجعة.
كلنا نعرف ان معظم القيادات السعودية تقف بجانب اعطاء المرأة الحق في قيادة السيارة، لكن الضغط الأصولي لبعض الفئات ما زال قويا، ووصل الى درجة انشاء صفحة على الفيسبوك تطالب بتأديب النساء السعوديات اللواتي طالبن بحقهن في قيادة السيارات، عبر ضربهن بالعُقُل (جمع عقال) في يوم التجمع الموعود، وهو يوم 17 يونيو المقبل. سيبقى املنا ان يتم التغلب على هذه الأصوات الشاذة، التي تحاول ان تبقي المرأة السعودية الأنثى الوحيدة في العالم التي تمنع من قيادة سيارتها في بلدها، وان نرى السعوديات وهن يقدن سياراتهن بحرية وأمان اسوة بباقي نساء العالم. وربما يتسنى لنا نحن نساء الكويت ان نقود سياراتنا تجاه السعودية للاحتفال بهن ومعهن.
* * ******************
السيد. سؤال صغير أود أن أبعث به للسيد حسن نصر الله، وأتمنى لو أسمع منه ردّا: هل كان حمزة الخطيب ذو الثلاثة عشر عاما والذي خرج من قريته مع آخرين لفك الحصار عن أهل درعا، فتم اعتقاله عند حاجز للجيش ثم عُذب وقُتل وقُطع عضوه على يد رجال الامن السوري.. هل كان هذا الطفل ضمن الخطر الخارجي الذي دعا الشعب السوري لمحاربته وأنت تطالبهم بدعم نظامهم المقاوم؟ مقاوم مَن؟ حمزة؟!
dalaa@fasttelco.com
باختصار شديد
مقالك مهضوم ومعك حق ولكن من هو المسبب في عدم اعطاء المرأة حريتها في السعودية ؟
والحكام العرب يتاجرون بشعوبهم واكيد كوبا دولة عربية بس احنا مو عارفين بسبب انظمتها