Close Menu
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    Middle East Transparent
    • الصفحة الرئيسية
    • أبواب
      1. شفّاف اليوم
      2. الرئيسية
      3. منبر الشفّاف
      4. المجلّة
      Featured
      أبواب د. عبدالله المدني

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

      Recent
      2 مارس 2025

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

    • اتصل بنا
    • أرشيف
    • الاشتراك
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    Middle East Transparent
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية»“امرأة مسترجلة”

    “امرأة مسترجلة”

    1
    بواسطة وجيـهة الحويــدر on 4 يونيو 2009 غير مصنف

    اغلقت “شاردة” باب غرفتها وأقفلته بهدوء بعد أن ألقت السلام على صاحب البيت العجوز الذي كان ينظر اليها بريبة وشك. خلعت العقال والغترة ورمت بهما على الكرسي اليتيم في غرفتها، ثم القت بجسدها المنهك على سرير عتيق يكاد يقترب من الارض من شدة ترهله.

    كانت “شاردة” تشعر بضيق غريب النزعة. ربما لأن نظرات مالك البيت إليها جعلتها تشك انه قد تعرّف على شخصيتها وتيقن أنها امرأة وليست رجلا.

    بعد مرور بضع دقائق وهي مستلقية والحيرة تطحن قلبها وتلوك هدوءها النفسي، قررت “شاردة” ان تتوقف عن ذاك الفزع والافكار التي اخافتها، وصارت تحاول أن تطمئن نفسها على أنها بخير، وان ذاك الرجل العجوز لم يكتشف هويتها.

    منذ ان قدِمَت “شاردة” الى جدة هاربة من مدينتها القنفذة، وهي تتنكر في زي رجل. بالرغم من انها في العقد الرابع من عمرها، لكن وجهها الغض، وجسمها النحيل يوحي بعكس ذلك. تبدو وكأنها ما زالت تتنعم بسنين العشرينات وبنشوتها. لها قوام جميل، ووجه صحراوي التقاسيم، وثديين صغيرين مما سهل عليها مهمة اخفاءهما.

    حين قررت ان تهرب من عش الزوجية والتخفي في شخصية رجل، كانت مدركة تماماً مدى خطورة تلك الفعلة، لكنها وجدت انها افضل من ان تعيش مع زوج لا يربطها به سوى صك ملكية. زوجها مثل سائر الأزواج السعوديين، يُعد الزوجة ملكه بعد ان دفع ثمنها لوالدها بما يسمى بالمهر. صار هو المتصرف الشرعي في كل أحلامها وطموحاتها، والقانون وهبه الدور تحت مسمى “المحرم”، وحرّضه أيضا على انتهاك حق المرأة وامتلاك جميع قرارتها.

    “شاردة” لم تعد تطيق ذاك الوضع، لذلك غامرت بالهروب من ذاك الزوج، وقررت أن تعش حياة محفوفة المخاطر بلباس رجل.

    نهضت “شاردة” من على سريرها وخلعت الثوب الابيض ذو الملامح البليدة والذي يرتديه غالبية الرجال في بلدها، ثم فكّـت الرباط من على ثدييها الناعمين، لكي تريحهما من الضغط الذي تضعهما تحته كلما توجهت للعمل في الخارج.

    حين اتت “شاردة” قبل شهرين الى جدة تمكنت من اقناع صاحب البيت أن يأجرها من بيته غرفة ذات باب خارج ومرفق بها حمام صغير. كان أهل البيت يستخدمون الغرفة لسائق المنزل، ومنذ أن هرب سائقهم ربما من سوء المعاملة، قرر الرجل العجوز صاحب البيت أن لا يجلب غيره، وحرم النساء من الخروج بدون أمره.

    “شاردة” منذ أن لجأت إلى جدة، عملت متسببة حيث أن الحياة كانت تقذفها يمينا وشمالا حسب ما تأخذها لقمة عيشها. كانت في منتهى الصدق والأمانة مع من تتعامل معهم. لم تدخل جوفها لقمة حرام قط، ولم ترتكب أبدا أية خطيئة يعاقب عليها القانون. تنام كل ليلة وهي مرتاحة الضمير، وهادئة البال، لأنها تعلم جيدا أنها لم ولن تضر أحدا كونها أنها أُجبرت على أن تعيش حياة مختلفة عن سائر النساء.

    في بلدها النساء اللواتي بلا رجل مثلها، اللقمة بالنسبة لهن مُرة بطعم العلقم، لأنهن محرومات من جميع سبل الحياة المستقلة الكريمة ، لذلك رأت “شاردة” لا حل لديها سوى أن تنتحل شخصية رجل، كي تنجو من مخالب الجوع وتفر من قبضة الرذيلة.

    بعد أن خيَم الظلام على مدينة جدة الساهرة، أدت “شاردة” فريضة صلاة العشاء، ثم تناولت عشاء كفيف عبارة عن رغيف خبز وجبن ابيض وحبات قليلة من الزيتون الأخضر. شربت بعد تلك الوجبة البسيطة كأس شاهي ساخن.

    اندست في سريرها محاولة أن تخلد إلى النوم، لكن لا زال ثمة قلق يحوم حول رأسها، ويغض مضجعها، ولم تعثر على وسيلة للخلاص منه.

    أضاءت النور وجلست على سريرها وتناولت كتاب “دع القلق وابدأ الحياة” واسترسلت بالقراءة لبعض الوقت، وإذا بها تسمع طرقا شديدا على بابها. سألت وهي ترتعش خوفاً :من الطارق؟ ولكن قبل أن تسمع ردا، كُسر بابها، واقتحموا رجال الأمن الغرفة ومعهم صاحب البيت. ثم أمروها بصوت ذو نبرات قاسية أن ترتدي عباءة بسرعة، وقادوها معهم، وهي تقاوموهم، وتبكي وتصرخ بألم وحزن شديد: “خافوا الله فيني، أتركوني أعيش بسلام، خافوا الله فيني…”

    رُمي “بشاردة” في السجن لأنها رفضت ان تعود لزوجها، والآن ستُخضع لاختبارات سيكولوجية للتأكد من صحتها النفسية، لأنها حاولت أن تعيش في بلد لم يترك مساحة للمرأة أن تحيا سوى في ظل رجل، حتى لو كان ذاك الرجل يمارس عليها كل أصناف القهر، ويحرمها من ابسط حقوقها.

    ونشر الخبر في جريدة الرياض في عددها الصادر يوم 4 يونيو 2009

    “شرطة القنفذة تعيد المرأة المسترجلة لأهلها”

    salameyad@hotmail.com

    * كاتبة سعودية

    شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني واتساب Copy Link
    السابق«المؤسسة» تقترع في صندوق «حزب الله»
    التالي لبنان: وضع اليد على خيوط تزوير بطاقات الهوية وضبط المطبعة
    1 تعليق
    Newest
    Oldest Most Voted
    Inline Feedbacks
    View all comments
    almotachail
    almotachail
    15 سنوات

    “امرأة مسترجلة”
    مسيرة موفقة اختي الكاتبة في دفاعك المستميت عن حقوق المراة السعودية و من خلالها كل النساء العربيات…

    0
    RSS أحدث المقالات باللغة الإنجليزية
    • The Pope and the Vatican: Divine Right or Male Monopoly? Elderly Men Excluding Women and Youth in the Name of Heaven 13 مايو 2025 Rezgar Akrawi
    • Leo is America’s first pope. His worldview appears at odds with ‘America First.’ 10 مايو 2025 POLITICO
    • Most U.S. Catholics Say They Want the Church To Be ‘More Inclusive’ 5 مايو 2025 Pew
    • As Church awaits a Conclave, President Trump puts up picture of himself as next Pope 4 مايو 2025 Charles Collins
    • ‘Papabile’ of the Day: Cardinal Pierbattista Pizzaballa 29 أبريل 2025 John L. Allen Jr.
    RSS أحدث المقالات بالفرنسية
    • Les premiers secrets de l’élection de Léon XIV 13 مايو 2025 Jean-Marie Guénois
    • Al-Charaa en visite à Paris : « Les Européens se laissent berner parce qu’ils prennent leurs rêves pour des réalités » 8 مايو 2025 Hughes Maillot
    • Au Yémen, la surprenante résilience des rebelles houthistes 6 مايو 2025 Georges Malbrunot
    • Walid Joumblatt, chef politique des Druzes du Liban : « Le pire des scénarios serait que les Druzes syriens soient poussés dans une enclave » 5 مايو 2025 Laure Stephan
    • Robert Ageneau, théologien : « Il est urgent de réformer, voire d’abolir, la papauté » 4 مايو 2025 Le Monde
    23 ديسمبر 2011

    عائلة المهندس طارق الربعة: أين دولة القانون والموسسات؟

    8 مارس 2008

    رسالة مفتوحة لقداسة البابا شنوده الثالث

    19 يوليو 2023

    إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟

    14 يناير 2011

    ماذا يحدث في ليبيا اليوم الجمعة؟

    3 فبراير 2011

    بيان الأقباط وحتمية التغيير ودعوة للتوقيع

    آخر التعليقات
    • Edward Ziadeh على “البابا ترامب” مزحة أم محاولة لوضع اليد على الكاثوليكية؟
    • Edward Ziadeh على (فيديو يستحق المشاهدة) نتنياهو: لهذه الأسباب اتخذت قرار تصفية نصرالله
    • Edward Ziadeh على  بِكِلفة 100 مليون دولار: حزب الله يخطط لبناء “قبر فخم” لنصرالله بأموال إيرانية مهربة
    • طارق علي على إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟
    • سامي البحيري على نِعَم اللاهوت العقلاني: الإيمان المسيحي بالتقدّم كيف أدّت المسيحيّة إلى الحرية، والرأسمالية، ونجاح الغرب
    تبرع
    Donate
    © 2025 Middle East Transparent

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

    wpDiscuz
    loader

    Inscrivez-vous à la newsletter

    En vous inscrivant, vous acceptez nos conditions et notre politique de confidentialité.

    loader

    Subscribe to updates

    By signing up, you agree to our terms privacy policy agreement.

    loader

    اشترك في التحديثات

    بالتسجيل، فإنك توافق على شروطنا واتفاقية سياسة الخصوصية الخاصة بنا.