“الشفاف”- خاص
خيبت معظم القرى الجنوبية آمال التحالف الثنائي بين حركة امل وحزب الله بحيث فشل التحالف في فرض شروطه على العائلات بعد ان استبعد الحزب الشيوعي عن جميع لوائحه، الامر الذي اثار حفيظة العائلات والشيوعيين حيث عمد هؤلاء الى تشكيل لوائح اعتراضية في غالبية القرى والبلدات في قضاء النبطية.
التحالف مارس جميع انواع الضغوط والترهيب على المرشحين الذين يحتمل فوزهم من اجل سحب تراشيحهم بحيث سجلت بورصة الارقام حتى منتصف الليل انسحاب اكثر من 220 مرشحا من اصل 1540 مرشحا لشغل 513 مقعد بلدي.
اما على صعيد المجالس الاختيارية فقد فاز 7 مخاتير فقط بالتزكية من اصل 91 مختارا في حين فاز 13 مجلسا اختياريا ايضا بالتزكية.
ماذا يحدث في قضاء النبطية؟
يتألف قضاء النبطية من 42 بلدة ومدينة وقرية فيها 39 بلدية، إذ ان قرية “كفروة” سكانها من المسيحيين ولا توجد فيها بلدية، في حين ان قرية “تول| تتبع إداريا لبدية |الكفور” و”عين بوسوار” تتبع إداريا لـ”جباع”.
وما يشير الى حجم مأزق التحالف امران:
الاول، إعلان فوز 4 بلديات فقط بالتزكية هي بلديات عزة كفرفيلا عدشيت وشوكين.
والثاني، عدم قدرة التحالف على إعلان لوائحه في سائر قرى القضاء سوى في 3 بلدات هي “النبطية الفوقا”، “الدوير” و”كفرمان”، علما ان النائب عبد اللطيف الزين هو من رعى من منزله إعلان اللائحة.
وفي المقابل تشهد قرى وبلدات عدة في قضاء النبطية معارك انتخابية ساخنة ابرزها التالية:
– “زوطر الشرقية”، حيث تشكلت لائحة من العائلات بقيادة الرئيس الحالي رياض اسماعيل وهو من المحسوبين على حركة “امل”؟ ويعترض اسماعيل على تسمية ابن عمه مصطفى اسماعيل رئيسل للمجلس البلدي في لائحة التحالف، خصوصا ان تسمية مصطفى جاءت بناءً على تولي نجله وسيم منصبا قياديا في حركة امل.
– في “الدوير”، تشكلت لائحة من سبعة مستقلين في وجه لائحة التحالف.
في “كفررمان”، اعلن إئتلاف امل حزب الله عن اللائحة البلدية في منزل النائب عبد اللطيف الزين، وفي المقابل خرج الحزب الشيوعي من اللائحة ويعمل على تشكيل لائحة مقابلة.
– في “صير الغربية”، تشكلت لائحة من 7 مستقلين والعائلات برئاسة حسين معتوق، كما ادى التوتر العائلي في القرية لانسحاب حركة امل من التحالف
– في |يحمر-الشقيف”، تشكلت لائحة من مستقلين ويسار سابق في وجه لائحة التحالف.
– في بلدة “عبا”، تشكلت لائحة من عائلات قاووق وترحيني في مواجهة حزب الله، علما ان العائلتين تحالفتا مع الحزب في الانتخابات البلدية السابقة عام 2004 وانقلبتا عليه في الدورة الحالية بسبب خلافات على الانماء في البلدة. وشكلت العائلتان لائحة من تسعة اعضاء لإسقاط مرشحي حزب الله من دون حركة امل.
– في “كفرصير”، تشكلت لائحة من الحزب الشيوعي والعائلات بعد ان اظهر التحالف تعنتا تجاه تمثيل اي عنصر من اليسار الديمقراطي في المجلس البلدي.
– في اقليم التفاح وفي بلدة “جرجوع”، يشكل المسيحيون الصوت الوازن في المعركة الانتخابية. وللمرة الاولى اقدم حزب الله على وعدهم بإعطائهم اربعة مقاعد في المجلس البلدي ومختار.
وفي حال نفذ الحزب وعده تنضم اليه الارجحية المسيحية المؤلفة من اكثر من 700 صوت من اصل 1224 صوتا. وفي حال اخلف الحزب بوعده فإن المسيحيين سوف ينضمون الى لائحة الرئيس محمد مقلد من الحزب السوري القومي الذي تم استبعاده من البلدية.
في “جباع”، بلدة كل من الوزير شربل نحاس الذي سماه العماد عون لتولي منصب وزير الاتصالات والنائب محمد رعد من حزب الله، معركة من نوع آخر حيث أن ورقة التفاهم بين الحزب وعون لم تصل الى مسامع التحالف في البلدة.
ففي “جباع”، يقاطع المسيحيون الانتخابات البلدية بعد ان تم استبعادهم نهائيا من المجلس البلدي.
ولم يقف استكبار تحالف امل مع حزب الله على استبعاد المسيحيين، فقد تم ايضا الإخلال بالتوازن العائلي في البلدة التي يشكل آل “غملوش” اكبر عائلاتها عدداُ، يليهم عائلات “كركي” وعائلة “الحر” التي خرج من بين ابنائها العديد من العلماء والائمة.
تقليديا كانت رئاسة البلدية لاكبر العائلات عددا، “غملوش”، إلا أن التحالف فضل تسمية احد الاشخاص من آل “نعمة” لمنصب رئيس المجلس البلدي وآخر من الى “الدهيمي” لمنصب نائب الرئيس، ما دفع العائلات الى تشكيل لائحة من تسعة اعضاء في مواجهة التحالف.
– في بلدة “عين قانا”، اعتراض على الحركة بسبب قرار الغاء العائلات، فتشكلت لائحة مواجهة.
– – وفي بلدة “صربا” المسيحية، تتواجه لائحتان الاولى برئاسة الياس الحلو ومدعومة من “التيار الوطني الحر” والثانية مدعومة مع عائلات البلدة ويرأسها جوزيف الحلو.
– في “ميفدون”، التي يشكل آل “جابر” 47 بالمئة من سكانها طالبوا بتسمية “علام جابر” لرئاسة المجلس البلدي الامر الذي لاقى رفضا قاطعا من الحزب والحركة لأن “علام جابر” لا ينتظم في اي من الحركة او الحزب، فتم استبعاده. إذ ذاك قررت العائلات خوض معركة الى جانبه في مواجهة التحالف.