من حق اللبناني أن يسأل إذا كانت أجهزة الأمن اللبنانية، من أمن عام واستخبارات عسكرية ومحكمة عسكرية وغيرها، ما زالت أجهزة لبنانية، أي تابعة للدولة اللبنانية، وخاضعة للدستور اللبناني وللقوانين اللبنانية، أم أنها باتت أجهزة عميلة، أي تابعة لنظام بشّار الأسد “البائد”، أو لحزب الله الإيراني!
حتى في عهد “غير المغفور له” إميل لحود، لم يصل “الخلط” بين “الأجهزة” و”الحزب” و”الأمن السوري” إلى هذه الدرجة، ولم يصل “تركيب الملفّات” إلى المستوى الذي بلغه في هذا “العهد” الميمون!
شعب لبنان كله مع الثورة السورية، سواءً شاءت “الأجهزة” المسمّاة لبنانية أم أبت! وسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه السوريون طاغيتهم الدموي، ويحاسب فيه اللبنانيون “موظّفيهم” الذي يأكلون من مال الشعب اللبناني ويضربون بسيف طاغية دمشق؟ أم، لعلّهم نسوا أنهم مجرّد “موظّفين”!
الشفاف
*
اختطف في بيروت قبل ايام 3 أفراد سوريين من داخل منزلهم في منطقة بئر حسن بالقرب من السفارة الإيرانية، المختطفون الثلاثة أعيد إطلاق سراحهم بعد ظهر الجمعة في وقت ترتفع في أصوات سياسيين وحقوقيين في لبنان لمواجهة عمليات اختطاف الناشطين السوريين المتزايدة.
فقد وصل ادريس الصُحن إلى منزله في بناية المهجرين في منطقة بئر حسن منتصف ليل الخميس ليلتقي بجيرانه يحملون له خبر قيام مسلحين في 3 سيارات مدنية رباعية الدفع مع “فان” بدخول منزله واختطاف شقيقيه مصطفى وياسين ومعهم صديقهم عيسى الصالح. المخطوفون الثلاثة عادوا إلى منزلهم يوم الجمعة وأكدوا انهم تعرفوا الى مخطوف رابع كان معهم في المعتقل وأطلق سراحه. ولكنهم وبسبب الرعب الذي عاشوه رفضوا اعطاء أي معلومات عن الخاطفين ولا مكان اختطافهم. ولكنهم أشاروا إلى أن اطلاق سراحهم تم على طريق المطار القديمة.
إلى عمليات الاختطاف برز أيضاً موضوع محاولة اغتيال عدد من الناشطين السوريين في بيروت فقد أصدرت المؤسسة اللبنانية للديموقراطية وحقوق الانسان بياناً أشارت فيه إلى محاولة اغتيال عدد من الناشطين السوريين وهم رامي نخلة وعمر ادلبي اضافة إلى ناشط (ثالث) تحفظت المنظمة عن ذكر اسمه بسبب وجوده في مناطق لبنانية غير آمنة. بيان المنظمة عاد إلى تأكيده ادلبي عبر الاعلام قبل أيام.
وفي معلومات خاصة بـ”الشفاف” تنشر للمرة الأولى، فإن أحد الأشخاص وصل إلى بيروت قبل شهرين والتقى بصديقه الناشط (الثالث) وأخبره عن قيام أحد ضباط الامن السوري بتشغيله اثناء اعتقاله مع المخابرات، طالباً منه ان يقتل عددا من الناشطين السوريين الموجودين في بيروت مقابل اطلاق سراحه. استطاع الشاب ان يوصل للناشطين في بيروت كل المعلومات فطلبوا تأكيدات حسية منها صور فيديو وتسجيلات وغيرها الكثير، حيث تم جمع ملف كبير جداً يطال عدداً من قادة الأمن السوري.
في سياق متصل،
أوقف الامن العام اللبناني منذ اسبوع المواطن السوري عمار عمر أديب وهو تاجر كبير، بعد أن كان جرى ضربه وخطفه والتحقيق معه على يد تنظيم حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.. ثم ألقى جهاز الأمن العام القبض عليه في مطار رفيق الحريري الدولي وهو في طريقه الى السعودية برفقة شقيقه.. ولدى مراجعة المحكمة العسكرية بالأمر تبين ان عمار موقوف من دون تحقيق منذ اسبوع.. وتبين أن هناك تهمة ملفقة له وهي تجارة السلاح، ولكن مصادر خاصة بـ”الشفاف” أكدت أن أديب كان في بيروت بدعوة من تاجر لبناني “شيعي” شريك لهم يتباحثون في عدد من قضايا تجارية، وبينما هم في غداء في أحد المطاعم المعروفة في الضاحية يناقشون الأوضاع في سوريا قال أديب إنه لا يحب بشار الأسد، فحصل نقاش مع أحد الجالسين إلى طاولة قريبة، وقام هذا الشخص بضرب أديب بإبريق زجاجي على رأسه ما استدعى نقله إلى مستشفى الرسول الأعظم، لأنها الأقرب.
يقول المصدر أن الرجل وخلال علاجه في المستشفى وصلت سيارات رباعية الدفع من “الأمن المضاد” التابع لحزب الله، وأخذته مع شريكه اللبناني إلى تحقيق طويل، وبعد تدخلات كبيرة أطلق سراحهما فقرر الأخوان أديب الخروج من لبنان لأن الوضع فيه يوحي بالخطر على حياتهما. ولدى وصولهما إلى المطار ألقي القبض على عمار عمر أديب وترك شقيقه ليذهب إلى السعودية.
المحكمة العسكرية وحتى ظهر الاثنين لم تكن قد حققت مع أديب، وتوقيفه من أكثر من عشرة أيام استدعى تدخل عدد من المحامين لمعرفة وضعه وخصوصا مع وصول انباء لعائلته عن تسليمه إلى سوريا.
ويوم الأحد الماضي أوقف الأمن العام اللبناني المعارض السوري محمد شاكر دشلح في مطار بيروت أيضاً, أثناء توجهه الى المملكة السعودية، مما أثار التخوف في بيروت من تحول أي شخص سوري ليس مع النظام إلى كبش محرقة لتبييض صفحة عدد من الضباط اللبنانيين مع نظام بشار الأسد.
بعد أن صار مخفر حزب الله بديلاً عن مخفر الدرك في الأوزاعي، باعتبار أنه صار يحقق مع المواطنين السوريين، طلب حزب الطاشناق الأرمني في منطقة برج حمود المتنية من كل الناشطين السوريين الأكراد مغادرة منازلهم نهائياً، قرار قوى الأمر الواقع طرد هؤلاء الناشطين جاء على خلفية مشاركتهم في التظاهرات التي نظمتها المعارضة السورية أمام السفارة السورية في بيروت.التدخلات السياسية لم تشفع للكرد السوريين مع قرار جهاز المخابرات السورية فرع برج حمود الأرمينية، كما تعرض أحد محال بيع الهواتف النقالة ويملكه أيضاً كردي سوري معارض لاطلاق نار كثيف من بنادق رشاشة ومسدسات مما سبب بتدمير بضاعته منذ أيام ما استدعى بث الرعب والخوف في قلوب العائلات الكردية اللاجئة التي تخطى عددها الستمئة في برج حمود.
اللاجئون السوريون إلى لبنان ما زالوا عرضة للخطف والاعتداء والاعتقال التعسفي إضافة إلى طردهم من المنازل التي استأجروها في بعض المناطق، مما يعرض حياتهم في بلد الحريات إلى مخاطر تستدعي الحماية الانسانية من قبل المؤسسات الرسمية الغائبة عن السمع بقسمها الأول، والشريكة في الجريمة بقسمها الثاني.
الناشطون السوريون: الحزب يخطفهم والأمن العام (اللبناني؟) يصطادهم في المطار!لا بد أن يحاسِب اللبنانيون بمقاييس عدالتهم المخطوفة اليوم، ولدى تحريرها، وإلا فبمقاييس العدالة الدولية، كل من انتهك دستور وقوانين اللبنانيين، والاتفاقات والمعاهدات الموقعة بين اللبنانيين والخارج. وهل يعقل أن نتصوّر لوهلة واحدة أن أمثال عباس ابراهيم، وادمون فاضل، وجان قهوجي، وغيرهم، يسترسلون في ممارساتهم، الجَرمية هذه (جنائياً : خطف، إخفاء، اغتيال ومحاولة اغتيال، تسليم وطنيين ومقيمين، فوق الأراضي اللبنانية، إلى جماعات مسلحة تابعة للمحتلّ الأسدي، اطلاق سراح عملاء للعدو الإسرائيلي اعترفوا بعمالتهم، التغطية الكاذبة على اغتصاب سيادة أراضي اللينانيين، عرقلة مجرى العدالة الدولية، وغير ذلك بعد)، دون معرفة أو دون… قراءة المزيد ..