لقد تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن جناية طائفية الملالي على الشيعة في العالم، وجناية طائفية العائلة الأسدية على الطائفة العلوية في سوريا، وفي هذا الجزء والثاني سنتحدث عن جناية حزب الله على الطائفة الشيعية في لبنان. . .
لقد خلصنا في الجزء السابق من مقالنا إلى أن ملالي إيران شقوا العالم الإسلامي بسبب أوهامهم عن تصدير الثورة الذي لم يتكشف لاحقا إلا عن تصدير التبشير (التشيعي) الذي لم ينجح معهم إلا لدى فرعهم الطائفي المتسلط على سوريا، ولهذا لم يتعد الانقسام أبعاده طائفية التي لا يمكن في كل الأحوال أن تكون في مصلحة الطائفة الشيعية التي لا تتجاوز نسبة 15% لتضعها في مواجهة مسلمي العالم، مما دفع مغالي السنة لإحياء سنة ابن تيمية التي تكفر الشيعة، وتعتبرهم عدوا داخليا أخطر (لأنهم بين ظهرانيهم) من العدو الخارجي، وذلك بعد أن قاد الملالي ايران لتضع نفسها في موقع المنافس لإسرائيل في درجة الخطورة على محيطها العربي السني بل والسني العالمي. . .
ومن جهة ثانية لا تملك ايران أية ميزة على العرب المسلمين على مستوى البنية التحتية التقنية والعلمية لتضع نفسها كبديل أقوى من العرب في مواجهة اسرائيل، فاختلافها الوحيد هو (مذهبيتها الشيعية) ، وكأنها بذلك ترى في ذلك ميزة تريد إقناع العرب بأنهم إنما ينهزمون أمام اسرائيل بسبب (مذهبهم السني) ، وماعليهم سوى الالتحاق بهم (تشيعا) لينتصروا على اسرائيل بـ(بركات آل البيت)، وهو شعار مقاومة حزب الله، تاسيسا على مفهومه للمقاومة بوصفها في منظور حزب الله” تكليفا شرعيا” وليست استجابة وطنية طبيعية للدفاع عن الذات الوطنية التي لا تعترف بها ولاية الفقيه إلا لإيران، ولقد خاض حزب الله حروبه الإلهية تحت هذا الشعار:افتداء آل البيت وليس افتداء الوطن اللبناني أو العربي، وإذا كان لابد من حضور هذه المفردات الدنيوية المدنية (البدعة) فينبغي أن يكون الولاء(الوطني) ليس للبنان ولا للعرب بل لإيران. . .
وكنا قد أشرنا الى أن العرب ليسوا مدعوين للتأكد من عدم علو كعب ايران على كعوبهم، بأن يوغلوا بعيدا في تاريخ الصراع مع إيران الى قادسية سعد بن أبي وقاص وهزيمة فارس، بل إلى قادسية صدام، بالأمس القريب والهزيمة (الالهية) لآيات الله العظمى، الذين يوهمون بتسمياتهم المذهبية (العظمى) لملاليهم وكأن ايران هي العظمى، فتغدو عظمتها-والأمر كذلك- لا تختلف كثيرا عن التسمية القذافية لـ التسمية القذافية لـ (ليبيا العظمى). . .
أما الطائفية الأسدية وجنايتها على طائفتها، فأبرزنا مظاهرها في صيغة المحاولة الدؤوبة –خلال أربعين سنة- إحداث تطابق بين مصلحة الطائفة ومصلحة العائلة (الأسدية) ، أي اختزال الدور الثقافي المميز لأدباء وشعراء الطائفة وانجازاتهم على مستوى تحديث الثقافة الوطنية السورية، خاصة على مستوى الشعر والأدب الذي يمكن لمجتمع الريف أن يشكل قاعدته الاجتماعية فن حين أن الفكر النظري التحليلي والتركيبي هو ظاهرة (مدنية/مدينية) حيث كانت العدو الأول للبعث (البلاغي الإنشائي) وللوعي الحسي العسكري المخابراتي (الأسدي الذي تثير كلمة فكر ردة فعل غريزية لإشهار المسدس. . . وعلى هذا الأساس الحسي الغرائزي العنفي أراد الأسد أن يهبط بالمثل العليا الثقافية للطائفة ليختزلها إلى ثالوث المثل العليا الأسدية (العسكري –رجل الأمن – الشبيح) ، حيث الدلالة الرمزية لهذه النقلة يمكن تكثيفها في الواقعة الشهيرة عندما قام (الشبيحة) بقيادة (فتى أسدي /شيخ الجبل) حيث يعف -اللسان عن ذكر اسمه- رغم أنه مشهور في تمثيله الأسدي لعالم الغرائز السفلي لدى كل السوريين، حيث يأمر الناس في مقهى للمثقفين في اللاذقية للهبوط تحت طاولات المقهى تحت ظلال البنادق المشرعة بيده ويد عصابته الشبيحة، فهبط الجميع تحت الطاولات بمن فيهم (الياس مرقص) -الرمز الأكثر المعية فكريا ونظريا بالتشارك مع ياسين الحافظ في الثقافة الوطنية السورية بل والعربية- في إنتاج مصالحة نظرية بين (القومية والماركسية والليبرالية الديموقراطية) فكان لابد من ردة الفعل الغريزية الأسدية التشبيحية هذه. . .
لقد تم ذلك مع حسم غزوة الاستيلاء الأسدي على المجتمع السوري، وذلك غبّ فتنة الثمانينات التي انهزم فيها الوطن السوري باسم هزيمة الأخوان المسلمين، ومن ثم إعلان سوريا “غنيمة حرب ” طائفية. . وذلك تتويجا لهزيمة المدن السورية بتدمير بعضها (حماة). . . فكان لا بد من البدء من استكمال دورة الرعب باللاذقية من خلال إطلاق رصاصة إعلان (الأسدية ذروة السيادة الطائفية) ليس للمجتمع السوري فحسب بل وعلى الطائفة ذاتها، التي كانت نخبها الاجتماعية والثقافية تكن تعاليا وترفعا على الأصول الرعاعية والهمجية لعائلة (الوحش التي عدلت إلى أسد)، ومن ثم البدء بإشاعة الرعب في أوساط الطائفة ذاتها لكي تمتثل طائفيا تحت الراية الأسدية، بعد أن تم اكتساح المدن السورية بمجموعها بالرعب الفاشي الهمجي. . . . لتتكثف سيرورة تحولات المثل الأعلى الوطني في مسيرة الطائفة وفق مشيئة التنضيدة الأسدية من بدوي الجبل إلى (شيخ الجبل). . .
وعلى هذا نخلص-وتأسيسا على الدلالة الرمزية المجازية لجناية الأسدية على الطائفة العلوية بنقل الطائفة من سؤدد المثل الأعلى لأهم شاعر كلاسيكي عربي في القرن العشرين (بدوي الجبل) وزير زمن الشرعية الدستورية (خالد العظم وشكري القوتلي) إلى رمزية(شيخ الجبل) الذي يركع الياس مرقص مع مثقفي اللاذقية تحت الطاولات، كلحظة تأسيسية لزمن قادم يتم فيه اعتقال النساء الحرائر فداء حوراني ثأرا وانتقاما لوضاعة التاريخ العائلي الأسدي الرعاعي، كما واعتقال الشيوخ كشيخ الحقوقيين السوريين هيثم المالح والصبايا الصغيرات اللواتي يطالبن بألعاب طفولتهن في الزنزانات كآيات أحمد وطل الملوحي- نخلص إلى القول: إن المساهمة الثقافية التي قدمها المثقفون القوميون واليساريون الذين تنحدر أغلبيتهم من الأقليات الريفية، استوعبتها الثقافة الوطنية السورية بوصفه تمثيلا للجديد في الأدب، وفي الشعر بخاصة بوصفه أكثر الفنون اقترابا من الغنائية الريفية كما ألمحنا. . . حتى ما بعد عملية (التطييف) التي بدأها الأسد في الجيش منذ الستينات، وتوجهها في سبعينات القرن الماضي العشرين من خلال شخصنة وتوثين ذاته اللوياثانية الشبحية، لتهميش حزب البعث بوصفه حزبا عابرا للطوائف، لتأسيس طائفي جديد لأجهزة المخابرات بالتوازي مع الجيش الذي تغربل طائفيا، على طريق تحويل سوريا إلى مملكة رعب وخوف وراثية مسدودة الأفاق إلا تجاه الحرب الأهلية.
من هنا تبدأ جريمة (الأسدية) نحو الطائفة التي نقلها من فضاءات صناعة المستقبل الوطني الجديد لسوريا العربية إلى دهاليز وأنفاق الانعزالية والتقوقع المذهبي والطائفي والالتحاق بكيان (إيران) غريب عن الثقافة الوطنية السورية والعربية، ويتزامن معه (ثقافيا/طائفيا) بشتم المنتوج الثقافي الوطني والقومي السوري والعربي الذي ساهم في صناعته جيل (بدوي الجبل)، ليوصف بأنه ثقافة البدو من خلال ما راح يتداول(مخابراتيا/ باطنيا/طائفيا) عن ضرورة القطع من الهوية العربية بوصفها حاضنة للموروث السني. ولهذا أخذت العروبة تشتم بأقذع التعابير برسم الدفاع عن الحضارة الفارسية وذلك في البلد الذي يحكمه البعث الذي لم يبق من عروبته النهضوية سوى العروبة الفاشية والاستخذاء الطائفي في خدمة المشروع العائلي لآل أسد وشركاهم. ولعل بداية هذا التأسيس الباطني لهذا التوجه بدأ مع اقتراح حافظ أسد على الشيخ زايد بن سلطان التنازل عن الجزر الإماراتية الثلاث لصالح إيران تحت زعم كسب إيران إلى جانب القضايا العربية. . وكأن أراضي الإمارات ليست أراضي عربية. . . حيث منذ هذه الفترة يتم بث وتداول هذه التوجهات في مطابخ الأمن الثقافية، عبر دفع بعض عملائهم من مثقفي الطائفة الصغار بعد أن فقدت (الكبار)، للهجوم على الثقافة العربية بوصفها ثقافة غزو بدوي (سني) وذلك في المنابر غير الرسمية لإعلام النظام. .
أما الجناية الأبلغ – موضوع مقاربتنا – فهي جناية حزب الله على الطائفة الشيعية اللبنانية. .
إذ قام بعملية قتل للروح الإبداعي الذي يميز الأقليات عبر التاريخ، هذا الروح الذي تمليه ضرورات تأكيد الذات وحمايتها من ابتلاع الأكثرية.. ومثال ذلك أن المذهب الشيعي لم يحرم الفلسفة، وانفتح على التصوف كأهم منجز ثقافي إسلامي.. ولهذا فقد شهد جبل عامل تشيعا عربيا تنويريا مدنيا مندمجا بالأفق القومي لعروبة نهضوية قادرة على تحقيق الدمج والاندماج (المواطنوي) في فضائها القومي العربي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فإن (المظلومية الحسينية) تحولت الى مظلومية) اجتماعية سياسية هيأت لنهوض فكر اجتماعي مدني تفاعل بطليعية مع الفكر الاشتراكي العالمي، فكان مفكرو الشيعة طليعة ليس على المستوى اللبناني، بل والعربي يساريا، بل وكانوا القوة الضاربة للحزب الشيوعي اللبناني الذي يعود له الفضل الأول في إطلاق رصاصة المقاومة الأولى ضد اسرائيل، وذلك قبل وجود حزب الله وقبل عملية الاستئصال التي سيقوم بها لكل التيارات القومية واليسارية والليبرالية ذات الأفق القومي النهضوي التنويري العربي.. وهذا ما سيكون موضوع حديثنا في الحلقة القادمة.. .
طائفية المحور الثلاثي (الايراني –السوري- الحزب اللاتي) والجناية على طوائفهم..!
(الطائفية الأسدية الحاقدة بين نزار قباني وسعدالله ونوس)
المسيرة الأسدية الطائفية من رمزية (بدوي الجبل) إلى رمزية (شيخ الجبل) (2)
سوري قرفان
النظام التسلطي في سورية إن نجح في شيء فقد نجح بتشويه وانحطاط شخصية الانسان السوري، هل أنت قريب من أقرباء السيد عيد حتى تهاجم كل من نقد كتاباته؟ واي حصانه تتحدث عنها حتى تجمل انسان لا تعرفه بمجرم كرفعت الأسد. أنت انسان عدائي وقليل التهذيب وأسلوبك إن ذكر بشيء فإنه يذكر باسلوب رجال الأمن الذين تتحدث عنهم…..النظام السوري باق بقاء المعارضه الفئويه المتخلفه من الاخوان المسلمين إلى ديماغوجيه الشيوعيين اليائسين أمثال السيد عيد
المسيرة الأسدية الطائفية من رمزية (بدوي الجبل) إلى رمزية (شيخ الجبل) (2) Souri o bas — souri@hotmail.com لم يفعل السيد قرفان سوى أنه عاد إلى إطلاق حكمه ذاته دون أي تحليل أو برهان…الدكتور عيد يفترض أنه مفكر وليس محققا..ولهذا فمهمته قراءة وتحليل وتأويل النصوص كما يفعل ..ولهذا فاستنادا إلى السياسات الايرانية ،فإنه يتأول مستخدما (كـ) التشبيه ليقول :”وكأنها (أي (ايران) ترى في ذلك ميزة …الخ) …فهو لا يشير إلى أية وثيقة حتى تتساءل وتشكك ، ولهذا فأنا لا أظلمك… .لإننا اعتدنا على هذه الحملات الأمنية الموجهة ضد المعارضة من أناس يحسبون أنفسهم على المعارضة مثال حزب العمل الشيوعي (حزب فاتح… قراءة المزيد ..
المسيرة الأسدية الطائفية من رمزية (بدوي الجبل) إلى رمزية (شيخ الجبل) (2) سوري قرفان أسأل السيد الذي نقد تعليقي إن كان يتابع تعليقاتي حتى يتهمني بأني رجل أمن. يا سيد لقد هجرت بلدي منذ إن اعتلى الطاغيه عرش السلطه، ويبدو من تعليقك بأنك صغير السن وملئ بالحماس وهذا شئ جيد ولكن أرجو منك وبشكل موضوعي إن تقرأ ما كتبت بتمعن فعندما يكتب السيد عيد إن إيران ترى في مذهبها الشيعي ميزه على العرب ومذهبهم السني وبأنهم إنما ينهزمون أمام اسرائيل بسبب ذلك المذهب كلام غير أكاديمي وأقصد هنا إنه كلام غير موثق، وأقول للسيد عيد إن كان يريد نقد هذا… قراءة المزيد ..
المسيرة الأسدية الطائفية من رمزية (بدوي الجبل) إلى رمزية (شيخ الجبل) (2)
اليس الأولى بالسيد السوري القرفان أن يرد على الدكتور عيد مفندارأيه ليقنعنا بحكمه الاعتباطي دون مناقشة أو تحليل أو برهان حيث يعلق على الدكتور عيد قائلا:ان التحليل والاستنتاج لايليق بأكاديمي ..
ان حكم السيد قرفان يمكن أن يطلقه اي كان على اي نص كان حتى ولو كان الكتاب المقدس …!
فأحكامكم الثقافية الأمنية الطائفية يا سيد قرفان أصبحت هي التي تثير (القرف) كأحكامكم القضائية التي تحاكم أحرار سوريا بأنهم “يوهنون نفسيةالأمة”دون أي بينة قانونية أو قضائية سوى أنهم أحرار شرفاء تحاكمهم عصابات من القتلة واللصوص …
المسيرة الأسدية الطائفية من رمزية (بدوي الجبل) إلى رمزية (شيخ الجبل) (2)
سوري قرفان
’’ومن جهة ثانية لا تملك ايران أية ميزة على العرب المسلمين على مستوى البنية التحتية التقنية والعلمية لتضع نفسها كبديل أقوى من العرب في مواجهة اسرائيل، فاختلافها الوحيد هو (مذهبيتها الشيعية) ، وكأنها بذلك ترى في ذلك ميزة تريد إقناع العرب بأنهم إنما ينهزمون أمام اسرائيل بسبب (مذهبهم السني)’’
تحليل واستنتاج لا يليق بأكاديمي