إذا فشلت زيارة الحريري المقبلة للرياض، فالعقوبات ستكون قاسية!
يستكمل الموفد الملكي السعودي “نزار العلولا” لقاءاته في العاصمة اللبنانية في اليوم الثاني من زيارته، على ان ينهي اللقاءات غداً. وهو كان التقى كل من رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لاقل من عشر دقائق، ثم رئيس الحكومة سعد الحريري. وليلا عقد لقاءا مطولا مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي استبقاه للعشاء. ومن المرتقب ان يلتقي اليوم وغدا رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ورؤوساء الحكومة السابقين تمام سلام نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، ومنسق الامانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد.
معلومات أشارت الى ان زيارة العلولا استطلاعية بالدرجة الاولى وان نتائجها سوف تتظهر في ضوء الزيارة الرتقبة لرئيس الحكومة سعد الحريري الى المملكة العربية السعودية، والتي اعلن الحريري انه سيلبيها في اقرب وقت ممكن.
وتضيف المعلومات ان العلولا سيستطلع إمكان ترتيب تحالفات انتخابية بين اصدقاء المملكة في لبنان في ضوء الخلاف الذي استجد بين المملكة والرئيس الحريري على خلفية استقالته في الرابع من تشرين الثاني الماضي، وما رافق هذه الاستقالة من ملابسات، وجنوح تيار المستقبل والرئيس الحريري الى التحالف انتخابيا مع التيار العوني، على حساب التحالفات التي جرت على أساسها إنتخابات العامين 2005 و2009.
وتشير المعلومات الى ان المملكة مستاءة من سلوك اصدقائها في لبنان، وعلى الاخص الرئيس الحريري، وانها سوف تستخدم سياسة الضغط على الاصدقاء والحكم في لبنان، من اجل تصويب المسار السياسي ومنع سقوط لبنان كاملا تحت سلطة الوصاية الايرانية وعصا حزب الله.
وكانت المملكة العربية السعودية أعلنت انها تدرس إمكان مشاركتها في المؤتمرات الدولية لدعم لبنان، من دون ان تؤكد نيتها المشاركة في هذه المؤتمرات، وتاليا فإن هذه المشاركة سوف تُستخدم كورقة ضغط على الحكومة البلنانية، نظرا للتداعيات السلبية التي سيسفر عنها غياب المملكة عن هذه المؤتمرات.
وتضيف انه في حال قررت المملكة عدم المشاركة، فسوف يستتبع ذلك حكما مقاطعة كل من الامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وربما امارة الكويت. وهذا يعني فقدان داعمين وممولين رئيسيين للبنان، الامر الذي سيعني حكما نتائج سلبية على الاقتصاد اللبناني. حيث يشير مراقبون إقتصاديون الى ان فشل مؤتمري روما وباريس سيؤثر على سعر صرف الليرة اللبنانية سلباً، فيرتفع الدولار مقابل الليرة الى اكثر من 3000 ليرة، في ظل عجز الحكومة عن إيجاد بدائل لوقف تدهور سعر الصرف.
وتشير المصادر الى انه في حال فشل الرئيس الحريري في زيارته المرتقبة الى المملكة، فإن قرار المقاطعة العربية لمؤتمري روما وباريس لن يكون الاجراء الوحيد في وجه العهد والحكومة. فالمملكة ستلجأ أيضا الى سحب الودائع من المصرف المركزي اللبناني، إضافة الى سحب توقيع المملكة عن ضمان الديون اللبنانية من المؤسسات العالمية الضامنة، وتاليا، فإن الاستقرار الذي تمنن الحكومة والعهد اللبنانيين به، سيتحول جحيما إقتصاديا، وليتحمل العهد والحكومة في لبنان نتائج سياسة الاستسلام لحزب الله، حسب ما ذكرت المصادر.
وتشير المعلومات الى ان امام الرئيس الحريري مهمة شاقة في زيارته المرتقبة الى المملكة.
وتتمثل في الموازنة بين ما تريده السطات السعودية من لبنان، ونظرة الرئيس الحريري للاستقرار في البلاد، الذي يبدو وكأنه تسليم البلاد الى تيار عون وحزب الله، والاكتفاء بحصة الطائفة السنية، من التعينات الادارية، أقله حتى الانتخابات المقبلة. حيث يرجح ان يحوز حزب الله على اكثر من ثلث اعضاء المجلس النيابي، وتاليا يمسك بالقدرة على تعطيل جميع القرارات النيابية التي لا تنسجم مع مصالح ايران في لبنان والمنطقة، ويتحكم ايضا بمسار تشكيل الحكومات.
فلا ضمانة بعودة الحريري رئيسا للحكومة، بعد الانتخابات المقبلة خصوصا ضمانة الرئيس عون وصهره جبران باسيل التي لا يُعتد بها، وهما اشتهرا بنكثهما بالعهود، وتجربة ورقة النوايا مع “القوات اللبنانية” خير دليل.