العلواني أو بلحاج

5

مثلما تفجرت فضيحة الاموال القطرية فى منزل السيد المهدى الحاراتى النائب السابق للسيد عبد الحكيم بالحاج فى إيرلندا، تفجرت فضيحة إستخدام السيد عبد الحكيم بلحاج لجواز سفر يحمل صورته ولا يحمل إسمه الحقيقي في مطار طرابلس بل يحمل إسما آخر ينفى تمام إحتمال الخطأ. وأوقفته إدارة الجوازات والجنسية لأنه شخصية معروفة ولأن الاسم المدرج ليس إسمه الحقيقي.

وتم توقيفه لمدة ساعة إلى أن جاءت الاوامر مكتوبة من رئيس المكتب الانتقالى بالسماح له بالسفر بالجواز الذى يحمل إسما غير إسمه. وسأنقل هنا تصريحات السيد المستشار كما نشرها موقع “ليبيا المستقبل”.

“أكد رئيس المجلس الوطنى الإنتقالى في ليبيا المستشار مصطفى عبد الجليل نبأ توقيف رئيس المجلس العسكرى لمدينة طرابلس عبد الحكيم بلحاج في مطار طرابلس الدولى بسبب اختلاف إسمه في جواز سفره الحالى عن السابق.

وقال عبد الجليل إن بلحاج مكلف من قبل المجلس الوطنى الانتقالى بزيارة الجرحى في تركيا الذين لديهم بعض المشاكل، مضيفا إنه تم توقيفه في المطار بسبب اختلاف اسمه في جواز سفره الحالى عن جواز سفره السابق.

وأوضح أن بلحاج مطلوب وملاحق من قبل بعض الدول الغربية وهذا طبقا لجواز سفره القديم، وربما سيتعرض لبعض الملاحقات الدولية لأنه لم يتم تسوية أموره الدولية بالكامل.

وأشار عبد الجليل إلى أن بلحاج تخلي تماما عن فكر تنظيم “القاعدة”، وقبل بالمبادرة التى طرحت عليه في السجن، وانضم إلى الثوار وهو الآن يحمل أفكارا إسلامية وسطية لا غضاضة فيها على الإطلاق.
.

وأكد عبد الجليل أن رئيس المجلس العسكرى لمدينة طرابلس ليس له أى علاقة بعمليات تهريب أموال لا من قريب أو بعيد.”

إنتهى كلام المستشار ويبدأ كلامنا.

الاول أنه لا يوجد جواز سابق. وعند السفر فإنك تقدم جواز سفر واحداً سارى المفعول ولا تقدم جواز سفرك القديم. وأن إصدار الجواز الجديد بالاسم الجديد (……. العلوانى) هو عمل مقصود ولا خطأ فيه.

الثانى أن السيد المستشار سمح بالتزوير وتحمل تبعته. ثم أوضح للعالم أن الدولة الليبية تقوم بتزوير الجوازات الليبية ويشجع رئيسها على ذلك ويتبناه.

الثالث أن الموفدين من قبل الدولة يحملون جوازات سفر خاصة أو جوازات سفر دبلوماسية. فلماذا لم تصدر له وزارة الخارجية أيا من هذه الجوازات لتمنع عنه شبهة المطاردة؟

الرابع أن أجراءات الجوازات ودخول الدول عن طريق المطارات يتم التحقق من شخصية الشخص فيها عن طريق بصمات العيون وليس وفقا للجوازات المزورة. وبدأت ليبيا إستخدام هذه التقنية منذ أكثر من عشرين عاما، وحيث أن سيادته قد عمل وزيرا للعدل ووزيرا للداخلية فلا بد أن يعرف هذا.

الخامس أن الكولونيل المذكور يحب الاضواء وكاميرات التليفزيون ويدلى بأحاديث صحفية وتليفزيونية كثيرة، ومن السهل معرفة إسمه الحقيقي فى أى مكان، إلا إن كان ذاهبا إلى قطر.

السادس إذا قيل إنه مسافر لزيارة الجرحى، فإن الجرحى سيعرفونه. والذى أعرفه أن مهمة متابعة الجرحى لها الان وزارة خاصة تابعة للحكومة المؤقتة. وليست من صلاحيات المجلس الانتقالي. والأجدى أن يقوم بزيارة الجرحى طبيب متخصص ترسله وزارة الصحة، إلا إذا كان السيد المذكور قد تحصل على شهادة فى جروح المعارك.

أخيراً، من طلب من السيد المستشار أن يشرح الافكار والمعتقدات الخاصة بالكولونيل وأن يدافع عن تاريخه الجهادى وصلته بـ”القاعدة”؟ وهل شق عن جوفه فقرأ ما يجول فى خاطره، وأدرك الان أنه مسلم معتدل وسطي تخلى عن أفكاره القديمة؟ ولو كنت مكانه فى لحظة السجن لتخليت عن كل شئ فى سبيل لحظة من الحرية! لقد كان الموضوع محصورا فى تزوير جواز سفر. لكن السيد المستشار كشف له عن ماضيه الذي لا يحب أن يذكره به أحد، فضرّه أكثر مما نفعه!

أذكر السيد المستشار أن الكولونيل الشاب نظّم منذ عدة أيام فى ميدان الفروسية (بوستة) عرضا عسكريا لقواته ومرت من تحت المنصة التى إعتلاها كراديس الثوار المجاهدين. مرت جنوده من تحته ووقف هو منتصب القامة في بدلة عسكرية تذكرك بأيام عبد الناصر أو أيام القائد السابق فى لحظات غروره وتألهه. ولأنه لم يدرس الفنون العسكرية فإنه لم يرتدي القبعة ولم يعط التحية لقواته. وهو حين كان يفعل ذلك، ألم يكن يتحدى سلطة المجلس الانتقالي الذي يدافع رئيسه عنه ويتحمل وزر خطأه؟ ألم يكن يهدد الرافضين له أيضا؟ ألا يعني هذا أنه يريد فرض مشاريعه بالقوة؟

كما إذكر سيادة المستشار باتصاله بقناة “ليبيا تى فى” برنامج لمة خوت مع المذيع حسام التايب وقوله ردا على تصريحات عبد الحكيم بلحاج حول تكليفه بجمع الاسلحة من كتائب الثوار فى طرابلس بأن ( كلام عبد الحكيم بالحاج غير صحيح ) بمعنى أنه يكذب على المجلس. العجيب فى الامر أن الإسلامى المقاتل الملتزم يلجأ إلى الكذب مرة بعد مرة. والثاني أن رئيس الدولة التى تترصدها الدول الاخرى لاصطياد هفواتها يشجع على هذا الكذب ويتبناه حتى تفقد الاسرة الدولية ثقتها فى جواز السفر الليبي. ولا يهم من يتضرر، ما دام الكولونيل المدلل يصول ويجول ويفعل ما يحلو له.

إن السيد المستشار ليس رئيسا لعبد الحكيم بلحاج وحده، بل هو رئيس الدولة الليبية التى تضم 6600000 شخص لهم هموم كثيرة ومشكلات كثيرة، وهم أولى بالاهتمام من شخص يواجه مشكلة. وليس له أن يتصدى لمشكلة صغيرة قوامها أن مواطنا زوّر اسمه لان لديه شيئا يخفيه ويترك هموم الآخرين معلقة.

لماذا يربط السيد رئيس الدولة نفسه بقضية تزوير؟ ولماذا يقف وهو القاضى النزيه ليحمى مواطنا متهما بالتزوير؟ هل يريد القاضي ورئيس الدولة الموقر أن تمضي حياتنا بالوساطة والمحسوبية؟ هل يريد أن يشجع طرفا دون طرف؟ أم هل تعرض سيادته لضغوط خارجية؟ أم أنه لا يتمتع بسلطاته فى ليبيا وأن قوى أخرى تحمل السلاح هي التي تملى عليه قراراته؟

أخشى أن أصدق ما أسمعه من إشاعات عن تسبب الكولونيل فى مقتل ستة عشر شخصا من رفاقه فى معارك “بنى وليد”، وأنه كان ينوي الاختفاء حتى ينجو من المساءلة. أما كان الأجدر بالسيد المستشار أن يبدأ تحقيقا فى هذا الموضوع بعد أن أعلن سيادته تحرير ليبيا لكون الدخول فى معارك بعد يوم التحرير هو جريمة كان يجدر بسيادته أن يخضع متسبّبيها للمساءلة، وتقديم من تسبب فيها إلى القضاء. والذين ماتوا ليسوا شهداء ولا نعتقد أنهم ذهبوا للقتال فى سبيل ألله أو فى سبيل الوطن، بل فى سبيل أغراض أخرى يعلمها الله الآن وسيعلمها البشر بعد حين.

إعذر لي تطاولي عليك سيدي الرئيس وعذرىيدائما أن لى الحق فى الكلام وأن الساكت عن الحق شيطان أخرس.

وفقك ألله إلى ما تحبه وترضاه.

ماجد السويحلى

swehlico@maktoob.com

* كاتب ليبي

5 تعليقات
Newest
Oldest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
احمد الحطمانى
احمد الحطمانى
12 سنوات

العلواني أو بلحاج والله اللعبة واضحة اسماعيل الصلابي وفوزي بوكتف وجلال الدغيلى وبلجاج ( العلونى) يبو يحكمو او يخربو البلاد كما قالها القدافي سوف يحرق كل شي لكن نقول ان الله سبحانه وتعالى سوف ينتقم من كل من اراد بهده البلاد سؤء … بالله عليكم بلحاج يقول انا حضرت معارك في الشرق وفي الجبل الغربي وعند دخول صرمان والمحمية والزاوية …اقسم بالله انا حاضر ولم اسمع او ارى بلحاج ابدا ..طيب ممكن مانكونش انا شفته ممكن يسمي الاشخاص الى كان معهم في المعارك هده يسمي اشخاص من مناطق الجبل الغربي الى حضرو المعارك باش يقولو ان صح بلحاج كان معنا… قراءة المزيد ..

أبو آدم
أبو آدم
12 سنوات

العلواني أو بلحاج
نحن الليبيون أذكياء نعرف ما يجري من حولنا ونعي ما يدور بخواطر قادتنا. ولكنني هنا أتسائل ..هل نستطيع أن نغير شئ؟ إذا أجبنا بنعم فقد نكون فقط نرفع من الروح المعنوية التي دائما يتمناها قادتنا عالية لكي تحسب رصيدا لهم.. وإذا أجبنا بلا فالمصيبة أعظم!!
فيا أهل ليبيا الأحرار “هبوا إملأوا كأس المنى قبل أن تملأ كأس العمر كف القدر” فيا أخي ماجد دمت لنا منارة للحق، وعشت بنا رمزا لا يتوارى.

feitori
feitori
12 سنوات

العلواني أو بلحاج
والله نهنيك يا سويحلى بالك واسع وامتبع كل شاردة وواردة

Breica Al-werfalli
Breica Al-werfalli
12 سنوات

العلواني أو بلحاج
توارى عنا عقيدا سلبته غطرسته ما تبقى له من شعبية آفلة ومن ثم قتلته شر قتلة وها هو عقيدا آخر يلوح لنا في الأفق مدججا بالغطرسة ومرض ممارسة الكذب وعلى ضفة آخرى لا ينفك سيادة المستشار يفاجأنا و يتحفنا. فكثيرا ما ينسى سيادته نفسه ويتصرف وكأنه في نجع.. حيث لا قانون ولا ثوابت.
ويا أهل ليبيا المحمية .. بالحرامية
إن لم تستفيقوا لما يدور فستضيع عليكم فرصة بناء دولة القانون والديمقراطية لقرن آخر.
اشكرك سيد ماجد ودمت صوتا للحقيقة

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading