**
ما فى السماء يكون على الأرض – As above so is below)
تصدير:
فى كتابنا “حصاد العقل” المنشور عام 1973 كان الإهداء الذى صدّرناه به هو “إلى الإنسان الكونى الذى أشرق عصره فلاح بالأفق المبين”، هذا فى وقت كانت الغلبة فيه للأيديولوجيات القومية والدينية، ولم يكن مفهوم العولمة – بدلالته الحديثة – قد ظهر أو قيل. ومن يـُصدّر كتابه بإهداء إلى “الإنسان الكونى” لا بد أن يكون على تشوّف لهذا الإنسان وعلى تشرف بتحقيقه، وبذاته ولذاته، فيكون مثلا ومثالا. وهذا حال ينأى عن التعصب لبلد، أو لجنسية، أو لقومية، أو لمعتقدية، وهو دليل نركن إليه وتستهدى به على أننا حين نكتب عن حضارة مصر القديمة موافقة أو مخالفة، لا نصدر فى ذلك عن نازع وطنى، وإنما نفعل ذلك عن وازع إنسانى ودافع كونى، لا يريد إلا الحق، والحق وحده، مهما كان الثمن وكيفما يكون الأداء.
ويعنى ذلك أنى دائما أبدا، ومنذ أول كتاب لى، وحتى الكتاب الرابع الآنف بيانه، وفيما بعد ذلك، أرنو دائما إلى الانسان الكونى، الذى يستشرف الكون كله، ويستهدى بالتراث البشرى بأجمعه، ويتضامن مع الانسانية كلها؛ بصرف النظر عن اختلاف العقيدة أو اللون أو الجنس أو الوطن أو اللغة أو أى شىء آخر.
فمع أنى مصرى أصلا، ولادة وتربية وثقافة وحياة، فإنى أنتشر من مصر إلى كل العقائد والألوان والأجناس والأوطان واللغات والثقافات. وهذه الدراسة تهدف فى النهاية وتعمل منذ البداية، إلى تآلف العقائد، وتعارف الناس، وتداخل الجهود، وتآنس الجميع، فى رحاب الكونية، ومحيط الانسانية. فهى وإن بدأت من مصر، فذلك لأن مصر كانت – كما سوف يبين ويتأكد – من الجانب الكونى – هى صورة السماء وأصل الحياة وأم الدنيا.
والذى آمله أن يفهم الجميع مقاصدى وأن يعرف القراء أهدافى. فهى لا تتصل أبدا بمصريتى، وليست تعصبا أو تحيزا بأى حال من الأحوال. فهدفى الدائم هو “الحقيقة” وسعيى المستمر هو استجلائها. ولعلى أُوفق فى أن يشاركنى الكثيرون ذلك بعد أن ينتهوا من قراءة هذه الدراسة.
(10)
مصر صفحة السماء
مصر صورة السماء؛
نـَصّ ورد فى صحف أوزير (إدريس)، وفى مدونات أخرى فى مصر القديمة.
وهو يعنى أن فى مصر، يحدث إسقاط للقوى الكونية حيث تتحدد وتتفاعل وتتوافق.
وإذ كان ينبغى لكل الحقيقة أن تـُقال فإن مسير الكونية ومصير الإنسانية يبدأ من مصر وينتهى فى مصر، ذلك أن مصر هى معبد العالم كله.
ليس ذلك لغو كلام أو عفو حديث أو محض قول، لكنه الواقع الذى يتعاضد بالأدلة المادية ويتساند بالشواهد الكونية ويتعامد بالحقائق التاريخية.
ويعنى ذلك – بتحديد أوفى – أن المقصود به أرض مصر، لا شعبها. فقد كان هذا الشعب هو المختار لأجلّ وأولّ رسالة، حيث كان يعتصم – شعبا وحكاما – بنظام ماعت – الذى يربط السماء بالأرض – والذى يتأدى فى الحق والعدل والإستقامة والنظام. وكانت شرعية الحكم، كما كانت إلهية الجماعة وكونية الفرد، تستوى وتستقيم وتستديم على هذا النظام، فعلا لا قولا، وتجسيداً له وليس تجريداً للفظه. وظل ذلك منذ عصور ما قبل التاريخ المدون، وحتى الأسرة الخامسة (أسرة متون الأهرام، هرم أوناس وهرم بيبى الأول وهرم بيبى الثانى…). ولما رأى البدو على جانبى مصر، من الشرق ومن الغرب، أن فى مصر أمانا ووداعة ووفرة وجنانا، نزحوا إليها زرافات زرافات، وظلت هذه الزرافات تلتئم فى جموع وتكاثرت حتى اشتد أمرها، فبدأ القانون الطبيعى يأخذ مجراه : العملة الرديئة ولو قلـّت تطرد العملة الجيدة (من التعامل) مهما كثرت. فالتعامل يكون دائما بين طرفين، والأخلاق لا تكون لواحد مفرد يعيش فى جزيرة منعزلة، إن ماديا وإن معنويا، لكنها (الأخلاق) تظهر وتبين وتستقر من خلال التعامل المستمر. فإذا كان التعامل بين ندّين استوت به المعاملة وارتقت به الأخلاق. أما إذا كان بين ضدّين، فإن الضلالة والجلافة والخشونة والرعونة هى التى تسود، ثم يتزايد السوء ويتعالى الفساد، شيئاً فشيئاً، حتى يعم الجميع. حينذاك سقط نظام ماعت، بين المصريين والغرباء من البدو، ثم بين المصريين أنفسهم. فتلى ذلك عهد الاقطاع (منذ الأسرة السادسة).
وفى هذا يقول عالم المصريات الأمريكى جيمس هنرى برستيد ” إن سقوط نظام ماعت كان أكبر كارثة حلـّت بالبشرية “. لكن غيره – وخاصة من أبناء المشرق أو أبناء المغرب العربى – ورثة مصر وأصحاب نتاجها العلمى والفكرى والثقافى، لم يقل ذلك ولم ينتبه إليه، فظلت البشرية طوال التاريخ فى حروب دامية وصراعات مستمرة وقلاقل دائمة، تؤدى – إن أدّت – إلى شعائر فارغة من المضمون القدسى، وطقوساً خاوية من المعنى الروحى.
وإذا كانت كل عقيدة أو أيديولوچيا (وهى إستغلال المشاعر الدينية فى أمور حزبية أو شئون سياسية) دائما ما تقوم على فرضية (assumption) تصبح فيما بعد مُسلـَّمة (Postulate) لابد أن يؤمن بها التابعون دون أن يتحققوا منها أو يتثبتوا من وجودها، بأدلة عقلية أو شواهد مادية، فإنه يكون من اللازم والضرورى أن تقدم الدراسة شواهد كونية ودلائل مادية على ما افتتحت به وابتدأت بذكره، من أن (مصر صورة السماء). ولدواعى الإيجاز فإن الدراسة تحدد هذه الدلائل وتلك الشواهد، فيما يلي :
(أولاً) الهرم الأكبر : وهو على هضبة الأهرام فى الجيزة، وقد اخـُتلف فى تاريخ بنائه، وشخوص بـُناته، حتى إن والاس بدچ – وهو من أشهر علماء المصريات ورئيس قسم المصريات فى المتحف البريطانى ومؤلف كتب عديدة فى هذا العلم – قال إن هذا الهرم بُنى بواسطة حضارة سبقت حضارة المصريين القدماء ؛ مع أنه منذ وقت هؤلاء وإلى الوقت الحالى، لم تتوافر تقنية ولا تراكمت أدوات تبين كيف بُنى هذا الهرم. كما أن عالماً آخر قال إنه لو أمكن لنا أن نعرف عُشر ما فى الأهرام من معانىَ وإشارات ومخافىَ ودلالات، ثم أمكن لنا أن نعرف حقيقة العُشر من هذا العُشر (1 : 100) لكان ذلك أبلغ دليل على وجود الألوهية العظمى. وقال آخرون إن بناء هذا الهرم، فى زمانه ومكانه، لا يمكن أن يكون إلا من الجلالة ذاتها، وهو ما فسّرناه بأنه كان من “كلمة الله وروح الله” أوزير (إدريس) الروحانية والشخصانية لكوكبة الجبار كما لغيرها ؛ إما فى الحقبة التى تشير إليها الأبنية فى هضبة الأهرام، وهى 12500 عاما من وقتنا الحالى، وإما بالتجسيد فى عهد خوفو، مع آخرين من أعوانه الجبابرة (نسبة إلى كوكبة الجبار). ومع أننا كنا نميل إلى أن بناء هذا الهرم حدث بتجريب إبتدأه إمحوتب بانى الهرم المدرج، إلا أننا نميل الآن إلى أن هذا الهرم، كان نسيج وحده وفريد ذاته، يترجح أنه قد بُنى قبل التاريخ المدُون، إذ لا تـُعرف حتى الآن تقنية أو وسيلة لبناء مثله، حتى مع التقدم التقنى العظيم الذى حدث فى فن العمارة والهندسة حالا (حالياً).
وقد أنف بيان بعض ما عُرف عن هذا الهرم، فهو يقسِم دلتا النيل إلى قسمين متساويين، ويحيط بفرعيها إذا ما مُدّ من جانبيه خطان مستقيمان، وهو يقع فى مركز الأرض تماماً، وهو يحدد حجم وثقل الكوكب الأرضى، كما يقع فى الوسط بين الأرض الصالحة للسكنى على الكرة الأرضية، عن يمين له ويسار. وهو أصح مرصد أقيم فى العالم حتى اليوم، وأصح خط طول يحسب منه الوقت بدلاً من خط جرينتش، والملاط (أى المونة باللغة الدارجة) التى لـُصقت بها أحجاره لم يمكن لأحد إعادة تركيبها، مع أن التحليل الكيميائي أدّى إلى معرفة عناصرها. هذا فضلا عن أنه لو مُدّ من الحجرة المسماة حجرة الملك خط مستقيم لوصل إلى كوكبة الجبار (Orion)، ولم مُد من الحجرة المسماة حجرة الملكة خط مستقيم لوصل إلى نجم الشعرى اليمانية (Sirius)، وهو بذلك يكون البناء الوحيد الذى يربط الأرض بالسماء.
وربما كانت هاتان الفتحتان – وغيرهما – مهبط القدْرة الألهية ومسقط القوى الكونية، لأن التركيز أفضل سبيل لشدة الفاعلية، كما العدسة، يؤدى تركيز أشعة الشمس عليها إلى تأثير ضخم ربما أدى إلى حريق.
وعندما تسهم السماء فى بناء، بالوكالة عنها، سواء كانت هذه الوكالة وحيا أم فراسة أم إلهاما، فإنه لابد أن تكون دلالة وتعبيرا عن علوم رياضية وهندسية، فلكية وكونية، تحليلية ومنطقية. وهكذا، فهذه العلوم هى اللغة المشتركة بين جميع البشر، فى كل أوان وأى مكان، وهى أسلوب عمل الله، بالهندسة والرياضيات. كما أنها تكون أدلة مضافة لبعض الناس الذين يسميهم الغير شخصيات عبقرية (كونية)، ومهما فعلوا تؤكد المادة والعلوم ما يقدمونه إلى الناس. وعلى صعيد آخر، فإن الحقائق الكونية تتأدى وتظهر فى معادلات هندسية وحسابات رياضية يمكن على المدى تفهمها والعمل على مقتضاها، كلما تقدم العقل البشرى وإستطاع فهم المعادلة وحل الموافقة.
(ثانياً) مجموعة الأهرام الثلاثة، على هضبة الأهرام فى الجيزة تماثل – فى الهيئة والمسافات فيما بينها – النجوم الثلاثة البراقة على حزام كوكبة الجبار (وهى روح أوزير وتشخيص له). وهو تقارب وتماثل لما على الأرض لما هو فى السماء، لا يمكن أن يحدث مصادفة. وهو يؤكد التواصل بين السماء والأرض، بما لا يمكن لأى بناء آخر أن يتطاول إليه أو يدعيه.
ولابد أن يكون لذلك معنى ومغزى، خافيان عنا حتى الآن، وربما إلى وقت فى المستقبل غير قريب. ففى كل كتب المصريات (Egyptology) حتى منتصف القرن العشرين لم ينتبه أحد إلى الكواكب الثلاثة البراقة فى حزام كوكبة الجبار، ولم ينتبه أحد إلى صلة إسم الكوكبة بما جاء فى التوارة عن الجبابرة أبناء الله. ولما تقدمت العلوم والمناظير الفلكية، لاحظ بعض علماء الفلك هذه المماثلة والمقاربة، وبدأوا يفهمون مصر وآثارها على نحو جديد، بل وفهموا المعنىّ بالنجوم التى رُسمت على جدران هرم أوناس، وأنها تمثل رغبة الملك فى أن يصل – بعد موته – إلى أن يكون من نجوم كوكبة الجبار أو على الأقل، يرنو إلى وجود له عليها.
(ثالثاً) منحوت أبى الهول الذى لا توجد حتى الآن آلات وأدوات تمكنَّ من نحت تمثال بحجمه وعلى مثاله، ولا يعرف أحد كيف نـُحت وما يدل عليه، وظن الكثيرون أنه طلسماً يحوى أسراراً كونية أو علمية، سيكتشفها الإنسان على مر الأيام. ويجرى الظن على وجود غرفة تحت التمثال تتضمن أسراراً كونية وعلمية ورياضية، كما يوجد إعتقاد بوجود ممرات من تمثال أبى الهول إلى كل هرم من الأهرام الثلاثة. ولم تتقدم العلوم عند الإنسان، حتى الوقت الحاضر، لإثبات أو نفى مثل هذا الإفتراض.
وفى فَلـْم (فيلم) وثائقى أنتجته هيئة الإذاعة والتليفزيون البريطانية (B.B.C) ما يفيد توصل بعض علماء الفلك، مع تقدم المناظير، إلى وجود كوكبة فى السماء، غير كوكبتى الجبار والكلب الأكبر، تظهر نجومه على رسم هو هيئة أبى الهول. فإذا صحت لهم الرؤية، فقد يكون لتمثال أبى الهول صلة بكوكبة ثالثة، غير الكوكبتين المشار إليهما، تعاونت معهما لإبتداء الحضارة وإنتشار الإستنارة من مصر.
(رابعاً) أوزير وإيزيس، فأوزير روحانية وشخصانية كوكبة الجبار (Orion) ألمع الكواكب نجوما على صفحة السماء، وإيزيس روحانية وشخصانية نجمة الشعرى اليمانية (Sirius)، أحد نجوم كوكبة الكلب الأكبر، وألمع النجوم على صفحة السماء.
وقد كان ذلك معروفاً لقدماء المصريين فكانت كوكبة الجبار تسمى عندهم (ساهو Saho) وكان نجم الشعرى اليمانية يسمى (سيبت Sept). ولم يشكّ أحد من علماء المصريات فى وجود وحياة أوزير (وزوجه) إيزيس على أرض مصر. بل الكل يجمع على أن أوزير (وزوجه إيزيس) قد عاش على أرض مصر فى عصور موغلة فى القدم، فيما قبل التاريخ، أو ما قبل عصر التدوين.
ولم يفهم العلماء ولا الدارسين ولا القراء المعنى الحقيقى لذلك، وظنوه أسطورة، بمعنى التخليط والتخبيط السائد، أو القصص الخرافية (Fairy tails) أو الإضطراب فى الفهم والإختلاط فى التعبير. لكن الأصل فى الأسطورة (Myth) أنها تعبير رمزى عن معنى كونى، لا يستطيع عموم الناس فهمه وإستيعابه، فتـُقدم إليهم فى رمز (Symbol) أو فى مجاز (Fugitive) حتى تتسع الفهوم وتقوى المدارك على فهمها. وقد تبين فى الوقت الحاضر أن ما أعرض عنه علماء المصريات وعبروا عليه عبورا بلا إهتمام، صار أصلا مؤكدا بعد أن قامت أدلة علمية ومادية على صلة أوزير بكوكبة الجبار، وصلة إيزيس بنجم الشعرى اليمانية.
إنما المهم فى هذا الصدد، أو بمعنى أدق، الأكثر أهمية، ما ذكر فى شأن وجود (ولا تقول الدراسة ولادة) أوزير وإيزيس على الأرض، فقد جاء فى المدونات والمخطوطات والسجلات المصرية القديمة أنهما أبناء نوت ربة الهواء، وهى مؤنثة، وجب رب الأرض وهو مذكر. وأن هذا الأخير قد جاء بهم (ولدهم مجازا) تباعا، ومرة واحدة، مع ثلاثة آخرين، هم جميعاً إخوة (على المجاز). فكيف وجدوا على الأرض، وهى مذكرّ، وكيف صاروا إخوة، مع أن أوزير من كوكبة الجبار، وإيزيس من الشعرى اليمانية، وفيما بينهما مسافة تـُحسب بأرقام فلكية. وما الذى جمعهما معاً، من هنا وهناك ليوجَدا على أرض مصر فى وقت واحد، إلا أن تكون القدسية والجلالة، أى الله ذاته، هو الذى فعل ذلك!؟
ويعنى حمل نوت لهم حمل الطاقة الخاصة بهم أو السفينة التى كانوا فيها إن كانوا قد جاءوا فى سفينة، وإن كنا نرجح أنهم وصلوا إلى الأرض طاقات تجسدت فيما بعد.
فى وصف تجسد أوزير على الأرض، جاء فى نص عنه (أنه حوّل نفسه من جوهر المادة الأولى إلى عنصر إيجابى للوجود بمجرد نطق اسمه). ففى تقدير قدماء المصريين أن للاسم قوة، وأن للأرواح العليا (أو السادة أو الأرباب أو الأسياد) أسماء ذات قوة شديدة، وهى غير معروفة، إذا أطلقت أو نـُطق بها (مجازا) تحررت ما بها من قوة، لتكون ذات تأثير شديد، هو الخلـْق أو ما يشبه الخلق، من صنع أو إيجاد أو ما شابه، كما هو المفهوم من نطق الله بكلمته فصار الخلق، كن فكان (البج بانج).
وفى علمى الفلك والفزياء يوجد حالا (حاليا) تصور بوجود مسارات دودية بين الأكوان تسهل المرور بينها وتـُعد من مختزلات الزمن، كما جاء فى الفكر الصوفى الهندى وفى أفلام الخيال العلمى، التى تستخدم فروضا واحتمالات يشير اليها العلم، ليعمل العلماء فى مستقبل الأيام على أساسها.
ومؤدى ذلك أنه توجد فى الكون طاقات غير الطاقة الكهرومغناطيسية التى لا نعرف على الأرض – وحتى الآن – طاقة غيرها. كما أنه توجد مُختزلات للزمن يعرفها العلماء لكن ليس بوسعهم الوصول اليها حالا (حاليا)، فإذا صح ذلك، جاز الفهم بأن إرادة الألوهية العليا قد تحركت،، فانطلق أوزير من كوكبة الجبار، وانطلقت إيزيس من نجم الشعرى اليمانية ليصلا إلى الأرض فى وقت واحد، مع ثلاثة آخرين منهم ست، وتجسدوا على الأرض، مرة واحدة، بما عبّر عنه العامة بأنهم ولدوا دفعة واحدة، مع أن جب رب (سيد) الأرض مذكر لا يحمل ولا يلد. وكان ذلك رغبة عليا وإرادة سامية بأن يكونا إبتداء لحضارة وإنشاء لاستنارة، تشرع من أرض مصر، ثم يتجه بها أوزير، على ما سلف، جنوبا حتى يصل إلى الحبشة، ومنها يسير بمحاذاة الساحل العربى حتى يصل إلى الهند، ثم ينتقل بعد ذلك إلى جهات غير معروفة فى أوربا. ولعل مما يؤكد ذلك وجود أفكار فى مناطق كثيرة، أحيانا ما تماثل وأحيانا ما تقارب، أفكار أوزير، وهو ما يفسر التشابه بين الديانة المصرية القديمة والهندوكية (مع استبعاد ما أُدخل على هذه من تفسيرات خاطئة وطقوس مغلوطة وفهوم غرّيرة على مدى طوله أكثر من عشرة آلاف سنة). وهو كذلك ربما كان تعليلا للحضارة التى فؤجى بها الرومان ممن كانوا يسمونهم البرابرة من شمال وشرق أوروبا مثل التيوتون والسالتيون.
(خامساً) المشابهة بين مجرى النيل ودرب اللبانة أو درب التبانة كما يقول البعض. وهى المجرة التى توجد فى ركن منها مجموعتنا الشمسية، والمماثلة بين أرض مصر وكوكبة أوريون (كما يظهر من الرسم أسفل الدراسة) وهو رسم قام به علماء ثقاة من الغرب (لا من مصر ولا من بلد عربى). فإذا ما رُسم هرم رأسه عند هضبة الأهرام إلى شمال، وآخر من هذه الهضبة إلى الجنوب لتماثلت أرض مصر مع كوكبة الجبار التى جاء منها أوزير، واليها ينسب الجبابرة أى العباقرة والمتميزون ذوو النبوغ.
(سادساً) عندما نزع الفرنسيون إباّن الحملة الفرنسية قبة معبد دندرة، ونقلوها إلى فرنسا (وهى موجودة الآن فى متحف اللوفر بباريس) أجمع علماء الفلك على دقتها ورقتها، وعلى أنه لا يمكن لشعب أن يصل إلى هذا الرسم إلا إذا كانت لديه معرفة كاملة بقبة السماء مدة عشرة آلاف سنة قبل رسم القبة. وهذا دليل مادى دامغ على أن مصر كانت الأولى فى المعارف الفلكية، ودقة رسم الخرائط. ويرى بعض العلماء أن معرفة بابل بالسحر كان نتيجة وجود مستوطنة مصرية (Colony) من الرهبان المصريين العلماء فى بابل، حيث علموا أهلها الكثير، ومنه السحر، وهو – فى التقدير الصحيح – معرفة بإستعمال قوى غيبية بوسيلة خاصة، قيل إنها جاءت مع بعض سكان كوكب تابع للشعرى اليمانية على نحو ما سلف.
saidalashmawy@hotmail.com
القاهرة